تقرير المنتخب: وديات الأسود.. من وجع إلى وجع!

• ثلاثية التيئيس تتواصل، تجريب فتعذيب ثم تخريب • بهارات طازجة وطباخ يسيء استعمال المقادير ما معنى أن تضمحل رماح هجوم الفريق الوطني وفيها «يوسفان لامعان» أوروبيا يوسف النصيري ويوسف العرابي ليقتات الأسود تهديفيا ببصمة المدافعين ومن كرات ثابتة؟ ما معنى أن تتعطل حواس فريقنا الوطني، وتصاب بالشلل والإحتباس ما لم يظهر زياش مثل البدر في الليلة الظلماء ليطرد عنا  السواء الذي يصيب العيون بالرمد فيقتل فيها متعة المشاهدة؟ ما معنى أن يواصل وحيد التجريب ويدمنه ليتسبب في تعذيب المتابع ويخرب منظومة منتخب استلمه كاملا مكمولا، فخلط أوراقه وأضعف نقاط قوته وأوهن خطوطه؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تقودنا لمحكامة وحيد في الوديات والحكم آخر التقرير.

.

• الرسميات والوديات كلها آهات بين الرسميات والوديات لن نتيه كثيرا لنتوحد، حيث تتوحد الأمة حول كلمة حق والتي ما اجتمعت على ضلالة لنصل للخلاصة البادية للعيان والتي لا تحتاج لاجتهادات كثيرة ولا لعلم أكبر، لنصل لحيث الخلاصة المؤلمة «وحيد يعبث بأعصابنا».

.

من موريتانيا لغاية مباراة بورندي بالرباط وقد أطل علينا وحيد قبلهما متأبطا ملفا ودراسة «كورنية» قال لنا أنه اشتغل عليها زمن الجائحة والحجر الصحي، ليبشرنا بعد طول غياب أسودنا عن مشهد المباريات على أننا سنتابع نسخة جديدة وجميلة ومغايرة لتلك التي توقفت قبل انتشار كورونا.

لا بنواكشوط أمام المرابطون ولا أمام بورندي بعدها في  ختام فاصل التصفيات كان التجويد الموعود، وما إن أطلت وديتان أمام بلاك سطار غانا وخيول البوركينا الجموحة، حتى توسمنا خيرا في منتوج أفضل، لا لشيء سوى لأن السيد وحيد بقي ملازما لأسوده أسبوعين، إعترف بلسانه أنهما يكفيان لترسيخ قناعاته الخططية والتكتيكية والوقوف على أدق التفاصيل من مأكل ومشرب ونوم وتتبع ووزن ودهون ولياقة، وهذا بلسانه قبل المباراة تلفزيونيا.

تصريح كان أشبه بالسيف الذي سلطه على رقبته، وقد أفضت الوديتان إلى تكريس نفس الآهات، فلا البصمة حضرت ولا اللمسة لاحت ولا شيء تغير سوى صوب الأسوأ؟ • عراب الرعونة ومهندس التخريب لو استلم مدرب غير وحيد منتخبنا الوطني وفيه الأسماء الحالية والتي أجهز عليها بالإقصاء والتجاهل من سلفه الفرنسي هيرفي رونار لكان قد قبل يديه من كلتا الجهتين، لأنه باختصار إستلم منتخبا جاهزا لا يحتاج معه إعادة البناء، بقدر ما كان يلزم بعض الروتوشات البسيطة والتقويم الجزئي وليس العميق، قبل أن تحمل لنا وديتي غانا وبوركينا فاسو نفس الهواجس السابقة التي حملتها 12 مباراة السابقة معه.

فباستثناء حراسة المرمى التي حافظت على ثباتها وهذا لحسن الحظ، فالدفاع وبعد أن كان على العهد السابق وقد سجل رقما خرافيا بالتأهل لمونديال روسيا دون استقبال هدف واحد، بثوابته المعروفة التي كان الثالوت «بنعطية مع سايس وداكوسط» عنوانا له، صار اليوم حقل تجارب برعونة لا تطاق، لم يلبث سايس وأن كشف الغطاء عنها، لأنه كل مرة تحمل له عقيرة وعبقرية وحيد وجها ليرافقه في العمق حتى اختلطت الألوان على العميد وصار يرتكب هفوات غير معتادة، وبطبيعة الحال معذور في ذلك،  تجريب متوسط الدفاع ورواق أيسر عاد لنقطة الصفر دون أن يلتفت للموساوي من المحليين مثلا ويفضل عليه لزعر، وظهير أيمن هو الأغلى عالميا ينفى من محميته ليحال على جناح مزور يفقده البريق والفعالية وحتى التوهج المعروف عنه أوروبيا وهو حكيمي.

• وسط معطوب وهجوم بلا رماح بعد أن توهمنا لغاية الأسف أنه وفي غمرة الفائض الذي يتوفر عليه الفريق الوطني بجيل موهوب وغير مسبوق من العناصر باختصاصات منوعة، أنه لن تتاح أمامنا فرصة ولا حتى هامش ضئيل للتباكي على أسماء الجيل السابق، ونحن نذكر طيب الذكر بوصوفة والألمعي الأحمدي والمتميز الفدائي نور الدين أمرابط على وجه التحديد وحتى بلهندة وبوفال وحارث  بكل مساوئهم، لنجد اليوم أنفسنا نتحسر ونبكي على هذا اللبن المندلق والمسكوب.

لأنه باختصار خط وسط الفريق الوطني اليوم فاقد للبوصلة، إنه بلا إبدع ولا إلهام، وكلما غاب زياش غابت الحلول لأنه بتواجد سقاءين ولاعبي ارتكاز والإستناد لبصمة أو لمسة تاعرابت فسنكون كما يستند لبقاء الماء داخل الغربال، وهذا بطبيعة الحال له انعكاس ووقع على خط الهجوم والذي لا تطابق أرقامه التهديفية بتواجد هدافين من بين أفضل 20 إسما تصنيفا في بطولات أوروبا الموسم المنصرم، وهما النصيري بالليغا والعرابي باليونان.

• المسير بالدرب العسير خلاصة كل هذه المعاناة وهذا واقع ينبغي علينا أن نعترف به وهو أننا بلا هوية أداء واضحة وبلا فلسفة بادية للعيان فلا منتخبنا يجيد الإستحواذ ولا هو منتخب مرتدات ولا هو منتخب هجمة منظمة ولا هم يمرحون، والمباريات التي خاضها جميعها تحت إشراف السيد وحيد لم تنتج لنا مباراة واحدة مرجعية يمكن أن نعود اليها من أجل محاكمة موضوعية للرجل.

وفي خضم هذا المسير بالدرب العسير، الذي لا نستحقه ولا جماهير الأسود تستحقه، وقياسا بالزخم المحمود والمهم من العناصر المتألقة واللامعة أوروبيا، فإن التخوف الحالي مشروع والقلق الحالي أكثر شرعية، وكل الخوف من التأخر على مستوى اتخاذ قرار جريء لأن نفس الجامعة سبق لها وأن أقالت الزاكي بسبب تبرير الأداء السيء، وما كان أسوأ مما هو اليوم وبالإجماع.

الأرقام لا تتحمل والأداء لا يتنمق وكلاهما اليوم يقول وبصوت مرتفع «السيد وحيد خاليلودزيش ليس رجل المرحلة».

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 3 سنوات | 53 قراءة)
.