الراحل الأمين.. الفقيد ( أمين صالح محمد)

كتب_ عبدالسلام قاسم مسعدلم نعهد الحزن والألم مثل ماصار في علمنا من خبر صادم للعقل.

.

وللوطن .

.

وللمستقبل من وفاة فقيد الوطن أمين صالح محمد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي مات بغته ودون سابق انذار ،ليضع قلوبنا امام صدمه ليس لنا وحدنا ممن احببناه ،بقدر ماهي صدمه للوطن وللقضية وللمستقبل .

لم أعرف الراحل والمفكر الوطني الكبير وراسم سياسات الأمد البعيد أمين صالح إلأ في السنوات الأخيره عند مرحلة تأسيس المجالس الأنتقالية في المحافظات واستدعاءه لي دون معرفه مسبقه لقيادة إعلام انتقالي المحافظه ،مقدراً في ذاته مواقف حزبي حزب رابطة الجنوب العربي الحر وقيادته تجاه الوطن وقضيته الوطنية العادله والتي لايستطيع احد انكارها بحسب قوله ،وكان ذلك امام القياديان العميد مهدي والأستاذ عبدالفتاح قرقور في فندق دبي.

بعدها جمعتني به لقاءات في الضالع وعدن وفي منزله تحديدا، بالعاصمة عدن ،فوقفت صامتا امام اعجاب لايوصف لحديث مفكر ومثقف ورجل حوار من طراز فريد قلما ان تجده في انسانً صنع ذاته بنفسه دون تأهيل سياسي أو اداري لا في جامعه خارجيه ولا بدوره سياسيه ،حتى صارت مكانته في مقدمة رجال الوطن إن لم يكن هو احد صناع هذا التاريخ الجنوبي الحديث.

لاشك ان ثورة الجنوب قد سبقت كل ثورات الربيع العربي بفضل اولئك الرجال الذين رسموا بداياتها منذ مابعد حرب1994 م ،ولعل المفكر الوطني الراحل أمين صالح أحدهم إن لم يكن هو قائدهم والملهم الأول ،والذي اسس فكرة انشاء اللجان الشعبية في عام 97 ضد قوات الأحتلال اليمني وسُجن بسببها لأكثر من سته أشهر تم استدعاءه من سجنه سراً الى صنعاء لم اتأكد بعد من مقابلته للرئيس اليمني علي عبدالله صالح أو لا ،بقدر تأكدي بأن تلك هي الرصاصه الثانية أو الثالثة التي قصمت ظهر الأحتلال بعد حركتي (موج) الجفري و(حتم) البيض.

ذهبتُ في اكتوبر 2014 م مع كوكبه من القيادات الجنوبية الى القاهره ،،وهناك تعرفت على مكانة قيادي جنوبي لم اعرفه شخصياً بقدر معرفتي بتاريخه الوطني ويدعى (أمين صالح محمد) ومن محافظتي الذي اعيش فيها؟؟ ،ورأيت مكانة الرجل وسمعته الكبيره في وجدان أكبر القيادات السياسية الجنوبية التي قابلتهم هناك.

!!.

عند عودتي للوطن ومحاولة تقربي من هذه الهامة الوطنية أحتارتني الحيرة من طبع وتقاليد هذا المجتمع و هذا الوطن تجاه ابناءه حتى صرّت أصف انفسنا بأننا قوم يفقد احبابه فيرثيهم في (مماتهم) وعند (حياتهم)وبقائهم نوشيهم ونعاديهم ونستخدم الالفاظ والمصطلحات التي تؤذيهم وتقلل من مكانتهم ،غير مدركين أن العظماء يخلدهم التاريخ إن لم تخلدهم مجتمعاتهم المريضه بعصب (الغيرة) من النجاح ومن (العنصرية) (والحزبية) والأفق الضيق.

مات الأمين وكلنا حسره والم بموت مفكر ورائد للتسامح والتصالح والحوار الجنوبي ،،الرجل الذي كان قريباً من الجميع ،لايفرق بين حراكي وشرعي وبين رابطي واشتراكي مدركاً أن المتأخريين ولو تأخروا سيلحقون بالسفينة قبل مغادرتها الى ساحل الأمان (الأستقلال).

من حسرتي (الذاتية) التي أكاد لم أخرج منها أنني شخص لم اتعض من فقداني لمن أحب قبل أن يأتيهم (الأجل الرباني)،حيث ظل الراحل أمين من ضمن قائمة جداول مذكرتي الشخصية التي تترحل من عاماً الى اخر دون أن ترى التنفيذ الفعلي لزيارتهم والجلوس معهم ،وهذا بحد ذاته يعود لأسباب صنعها هذا الواقع اللعين.

رحيل الأمين في ظل هذه الظروف العصيبه التي يمر فيها شعبنا الجنوبي العظيم لاشك انها خساره فادحه فادحه لاحدود لها ،لكنها في المقام نفسه الإرادة الألاهيةالتي لامرد منها ولاهروب ولا تأجيل.

نسأل المولى تعالى أن يتغمد الراحل الكبير أمين صالح محمد في جناته الواسعه وأن يلهم اولاده واهله جميعاً الصبر والسلوان.

اليمن      |      المصدر: عدن 24    (منذ: 3 سنوات | 18 قراءة)
.