للخير عنوان 

  يعد القطاع الخيري من أهم القطاعات الحيوية والاقتصادية في السعودية، ذلك أنه الذراع الحقيقية لتحقيق معنى الصدقة والزكاة في الإسلام من جانب، وتحقيقا لمفهوم المسؤولية الاجتماعية من جانب آخر.

ولذلك جبل كثير من المسلمين على تحري شهر رمضان لدفع الصدقات والتبرعات للمحتاجين، كما يجعله بعضهم توقيتا لحساب تمام الحول الموجب للزكاة، ولهذا ينشط العمل الخيري بشتى أشكاله سواء من قبل المتبرعين الذي يرغبون في دفع الزكاة الواجبة في أموالهم أو من قبل المتطوعين الذي يبحثون عن المستحقين ويعملون وسطاء بين دافعي الزكاة ومن يستحقها.

وهذا التطوع أو التوسط، إن جاز التعبير، كان غير منضبط لفترة قبل أن تولي الدولة اهتمامها لهذا القطاع بشكل تام، حيث تمت إعادة تنظيم وهيكلة أعمال الجمعيات الخيرية، وأصبح الدفع يتم من خلال نقاط البيع الإلكترونية، أو من خلال الإيداع المباشر في الحسابات الموثقة.

لكن هذه الجهود أيضا لم تكن كافية حتى صدرت توجيهات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بإطلاق منصة إحسان امتدادا لحرصه على وصول المال إلى مستحقيه فعلا، ولاستمرار دعم العمل الخيري وتطوير القطاع غير الربحي ورفع كفاءته وموثوقية أدائه.

ويأتي تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمبلغ 30 مليون ريال، دلالة على ثقة القيادة بأعمال منصة إحسان ومشاريعها، وفي هذا تأكيد على جودة ودقة آليات الإشراف والحوكمة التي تتبعها المنصة.

ولا شك أن الجهود التي بذلت من أجل تطوير العمل الخيري في المملكة كبيرة ومستمرة، ومن المعلوم أن هذه التبرعات والأعمال الخيرية في طليعة اهتمام القيادة السعودية كنهج ثابت ونموذج يحتذى.

وبدعم القيادة السعودية انطلقت الحملة الوطنية للعمل الخيري، التي تهدف إلى تعظيم العمل الخيري الذي سيتواصل طوال شهر رمضان.

ومنصة إحسان ليست مجرد موقع أو تسوق إلكتروني للمشاريع الخيرية، بل هي منظومة متكاملة الحوكمة لمفاهيم وقواعد الرقابة الشرعية على أعمال الجهات المعلنة، والرقابة فيها تعمل على مستويين الأول الرقابة الشرعية وتتم من خلال لجنة شرعية تضم أبرز العلماء والمشايخ المعتبرين.

كما أن هناك لجنة إشرافية على الأعمال التشغيلية تضم سبع وزارات إلى جانب الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ووزارات كوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الشؤون البلدية والقروية والإسكان، العدل، الصحة، المالية، التعليم، والداخلية، إضافة إلى البنك المركزي، ورئاسة أمن الدولة وهيئة الحكومة الرقمية.

هذا النموذج بالشكل الحالي يعد رائدا في حوكمة الرقابة على أعمال هذه المنصة ومشاريعها ويجعلها محل ثقة الناس والمجتمع، فلا مجال للتلاعب واستغلال العمل الخيري لتنفيذ أجندات مشبوهة، أو تحيزات حزبية مقيتة أو تلاعب واحتيال، فالمنصة تضمن من خلال أدوات التقنية الحديثة وصول الأموال بشكل تلقائي إلى الحالات المستفيدة بحسب طبيعة التبرع، فهي مبنية على أحدث المزايا الرقمية واستخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي وهو ما يساعد على فرز الحالات الأشد احتياجا وعرضها داخل المنصة، وتحديد الأولويات للمتبرعين بحسب شدة الحاجة للطلبات المعروضة.

فمنصة "إحسان" ومن خلال استخدامها الذكاء الاصطناعي تعظم أثر المشاريع والخدمات التنموية، وتسهم في اسـتدامتها.

في مختلف مجالات الخير بسهولة وسرعة وموثوقية.

كما أن "إحسان" تعالج ثغرة في تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية سواء للأفراد أو المنشآت بشكل عام، فهي تسهم في التخصيص الأمثل للموارد الاقتصادية المخصصة لتحقيق المسؤولية الاجتماعية وذلك بهدف ضمان كفاءة استغلال هذه الموارد لتنفيذ مشاريع تنموية، فقد أسهمت بشكل واضح في إعادة توزيع موارد العمل الخيري والقطاع غير الربحي داخل المملكة، والتركيز على الحالات والاحتياجات التنموية الداخلية بناء على قاعدة قرآنية مفادها "الأقربون أولى بالمعروف".

كما لم تغفل المنصة عرض أوجه الخير والعطاء لكل من يستحق الغوث والإعانة، وذلك بإشراف مباشر من الجهات المسؤولة التي تضمن وصول الدعم إلى أهله.

ومع انطلاق الحملة الوطنية للتبرعات من خلال منصة إحسان ترسم المملكة لوحة فائقة الجمال في تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتحقيق مفاهيم إسلامية عميقة، من بينها التراحم، التواصل، العطاء، اللحمة الوطنية، والثقة الكبيرة بين القيادة والشعب، كما أنها تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 3 سنوات | 16 قراءة)
.