حروب «المنطقة الرمادية».. نقطة ضعف الدول الغربية

حروب «المنطقة الرمادية».. نقطة ضعف الدول الغربية

المصدر: واشنطن- د.

ب.

أ التاريخ: 17 أبريل 2021 ت + ت - الحجم الطبيعي بين الحرب والسلام هناك منطقة غامضة تختلف فيها المفاهيم، وتختلط القواعد، وباتت تعرف بـ«المنطقة الرمادية»، وتمثلها الأنشطة، التي تقوم بها دولة ما، وتضر بدولة أخرى، وتعتبر ظاهرياً أعمال حرب، ولكنها من الناحية القانونية ليست أعمالاً حربية.

وتناول تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي للكولونيل ريتشارد كيمب، القائد العسكري البريطاني السابق، سلوك الدول الديمقراطية في ما يتعلق بالعمليات، التي تقوم بها الدول السلطوية والمنظمات الإرهابية في المنطقة الرمادية، وكيف يمكن أن تواجهها الديمقراطيات.

وقال كيمب، الذي عمل رئيساً لفريق مكافحة الإرهاب الدولي في مكتب مجلس الوزراء البريطاني، إنه في أبريل الجاري، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن توجيهاته الاستراتيجية المؤقتة للأمن القومي.

وعبر المحيط الأطلسي، قدم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية إلى البرلمان، وأعرب القائدان عن قلقهما إزاء التحديات المتزايدة في المنطقة الرمادية، ووعدا بإجراءات للاستجابة بشكل أكثر فعالية.

وأوضح التقرير أنّ المنطقة الرمادية هي المسافة الواقعة بين السلام والحرب، والتي تنطوي على أعمال قسرية، تقع خارج المنافسة الجيوسياسية العادية بين الدول، ولكنها لا تصل إلى مستوى الصراع المسلح.

ويتم تنفيذ الأعمال في المنطقة الرمادية من قبل الدول في كثير من الأحيان باستخدام وكلاء، بما في ذلك الإرهابيون، وكذلك من قبل المنظمات الإرهابية في حد ذاتها.

وغالباً ما تكون إجراءات المنطقة الرمادية عدوانية غامضة، ويمكن إنكارها ومبهمة، وهي تهدف إلى إلحاق الضرر أو الإكراه أو التأثير أو زعزعة استقرار الدول المستهدفة أو تقويض الوضع الدولي الراهن، وعادة ما تسعى إلى تجنب رد عسكري كبير، على الرغم من أنها غالباً ما تكون مصممة لترهيب وردع دولة مستهدفة، من خلال التهديد بمزيد من التصعيد.

وأضاف كيمب، إن إجراءات المنطقة الرمادية ليست جديدة، وهي الشكل السائد للصراع في جميع أنحاء العالم، ولكن كما تدرك كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، تعمل العولمة والتكنولوجيا على زيادة وتيرة وفعالية مثل هذه الأنشطة، والسرعة التي تتكشف بها.

وينخرط المزيد من الجهات الفاعلة، باستخدام وسائل قوية بشكل متزايد «للحرب الرمادية»، بما في ذلك المجال السيبراني والفضاء والإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي والدعاية الرقمية والطائرات المسيّرة.

ويمكن أن تشمل أساليب المنطقة الرمادية الهجمات الإرهابية، والابتزاز، واحتجاز الرهائن، والتجسس، والتخريب مثل تمويل الجماعات السياسية والتلاعب بها في بلد مستهدف، والهجمات الإلكترونية، والحرب السياسية، بما في ذلك الحرب القانونية، والتضليل والدعاية والتأثير الانتخابي، والإكراه الاقتصادي، وهي تنطوي في بعض الأحيان على ترهيب عسكري وعمليات عسكرية تقليدية وغير تقليدية.

ولدى الدول الغربية خيارات استباقية وتفاعلية عديدة، للرد على إجراءات المنطقة الرمادية الموجهة ضدها أو ضد حلفائها، والتي تنطوي بصورة أكثر فعالية على تنسيق متعدد الأطراف، ويجب أن يكون الهدف هو الإحباط أو الردع، وتجنب التصعيد، الذي قد يؤدي إلى صراع شامل.

وبشكل عام، تنقسم الخيارات إلى أربع فئات: الدبلوماسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية.

ويرى كيمب أنه يجب أن تنفذ جميع العمليات العسكرية، التي تقوم بها القوات الغربية وفقاً للقانون المحلي والدولي، بما في ذلك في المنطقة الرمادية.

ويتساءل كيمب: ما هو مدى ثقتنا بأن الديمقراطيات الليبرالية تعني العمل في المنطقة الرمادية.

عندما تعرضت القوات البريطانية وكذلك الأمريكية للقتل والتشويه بأعداد كبيرة في العراق على يد وكلاء إيران، الذين يستخدمون الذخائر الإيرانية منذ أكثر من عقد من الزمان، لم تفكر حكومة المملكة المتحدة حتى في أي شكل من أشكال العمل العسكري بالمنطقة الرمادية، حتى غير الفتاك، ضد إيران، على الرغم من القدرة الواضحة على القيام بذلك.

وبدلاً من ذلك، اعتمدت على المساعي الدبلوماسية، واستمرت عمليات القتل، ولا تزال عواقب هذا الضعف تتجلى في عدوان المنطقة الرمادية المستمر والواسع النطاق، وإذا كان خوف القادة السياسيين من التصعيد والتداعيات السياسية في ذلك الوقت في مواجهة قتل قواتهم قد تسبب في هذا الشلل، فما مدى احتمال أن يفكروا بجدية في عمليات المنطقة الرمادية العنيفة اليوم، خصوصاً إذا لم تكن المخاطر عالية بدرجة كبيرة؟ فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

الامارات      |      المصدر: البيان    (منذ: 3 سنوات | 15 قراءة)
.