قلق بالغ إزاء تصاعد الهجوم على مأرب.. أعضاء مجلس الأمن يعربون عن دعمهم للمبادرة السعودية لانهاء الحرب في اليمن

قلق بالغ إزاء تصاعد الهجوم على مأرب.. أعضاء مجلس الأمن يعربون عن دعمهم للمبادرة السعودية لانهاء الحرب في اليمن

أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي ومسؤولون أمميون، عن قلقهم البالغ، إزاء تصاعد الهجوم على مأرب والأراضي السعودية، وتردي الوضع الإنساني المصحوب بظروف المجاعة المتزامنة مع جائحة كورونا التي بدأت موجتها الثانية تضرب اليمن بقوة في ظل التكتم الشديد في الشمال وضعف الإمكانات الصحية وشحة التمويل.

جاء ذلك في الجلسة المفتوحة التي عقدها أعضاء مجلس الأمن ، عبر دائرة الفيديو، ناقشوا خلالها تطورات الصراع في اليمن، واستمعوا إلى تقارير المسؤولين الأمميين المعنيين بالملف السياسي والإنساني.

كما عبر اعضاء المجلس عن دعمهم لمبادرة المملكة العربية السعودية، التي أُعلن عنها في 22 مارس، والتي تتماشى مع جهود المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث.

  قلقل وتفاؤل وأمل وفي الاجتماع قال مبعوث الأمين العام الخاص لليمن "مارتن غريفيث"، إنه بعد مرور ستة أعوام، لا يوجد أي فكرة حول موعد انتهاء الصراع، مشيرا الخطة المطروحة على طاولة أطراف الصراع والتي تناقشها بشكل متكرر.

واستعرض غريفيث في إحاطته الأوضاع على الأرض، وقال إن فيروس كورونا "أطلق العنان لنفسه ليفتك بالشعب اليمني، في حين أن القتال في منطقة مأرب يظهر بوادر تصعيد خطيرة، مع وجود السكان المحليين والنازحين داخليا على خط النار".

وأعرب غريفيث عن قلقه من تقارير الهجمات بطائرات مسيرة والهجمات باليستية من قبل الحوثيين التي استهدفت الأراضي السعودية في الأسبوع الماضي؟ ورغم رسمه صورة قاتمة للوضع الانساني والميداني في اليمن، لم يتخلى المبعوث الأممي عن أحلامه وأمانيه بموافقة اطراف الصراع على خططه الحالية للسلام، متحدثا عن نتائج الاتفاق المحتمل والتي قال إنها "ستصمت المدافع وستفتح الطرق المغلقة منذ فترة طويلة للسماح بمرور الإمدادات الإنسانية، وفي وقت لاحق، حرية حركة الناس.

سيعود الأطفال إلى المدرسة ويعود العمال إلى وظائفهم".

كما تحدث غريفيث بتفاؤل عن الدخول غير المشروط للسفن لميناء الحديدة وتوفر الوقود وصرف المرتبات من عائدات الضرائب، واستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء وغير ذلك من الأمور الأخرى المطروحه في خطته الجديدة.

وقال غريفيث للمجلس " إن مثل هذه الترتيبات ستسمح بالعودة إلى الحياة الطبيعية"، مضيفًا: "دعونا معًا ندعو الأطراف ألا تخيب أملنا - ليس نحن ، ولكن شعبها - وأن تنقذ اليمن بدلاً من ذلك من محنتها المأساوية".

    ضحايا مدنيين أغلبهم في مأرب بدوره، أبلغ "مارك لوكوك"، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أعضاء مجلس الأمن، بأن الوضع في اليمن - الذي لا يزال يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم - يزداد سوءًا بسرعة حيث تواجه البلاد موجة جديدة مدمرة من الإصابات كورونا.

وقال لوكوك إن عدد الحالات المؤكدة تضاعفت في ستة أسابيع فقط وتقوم المستشفيات والعيادات بإبعاد الناس بسبب نقص الغرف والإمدادات.

تبذل وكالات الإغاثة كل ما في وسعها للمساعدة وتعمل الأمم المتحدة مع الحكومة بشأن اللقاحات بعد وصول الشحنة الأولى المكونة من 360 ألف جرعة إلى عدن قبل أسبوعين".

وأكد لوكوك أنه في "في الوقت الحالي، الفيروس يتحرك أسرع بكثير مما يمكننا مواكبته"، مناشدًا لضخ المزيد من الموارد لتوسيع نطاق العلاج والمراقبة والتدابير الأخرى للتخفيف من حدة انتشار الوباء.

وتأتي هذه الموجة الثانية في وقت لا تزال فيه المجاعة واسعة النطاق تؤثر على البلاد، كما قال لوكوك، مشيرا إلى المجاعة وتصاعد العنف الذي أدى لمقتل 200 مدنيا منذ مارس وتدمير ما يقارب من 350 منزلا وتعرض 10 مخيمات تستضيف النازحين للقصف.

.

وقال إن ربع الضحايا المدنيين سقطوا في مأرب وما حولها، حيث واصلت قوات الحوثيين هجومها الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من 20 ألف شخص حتى الآن.

وأشار وكيل الأمين العام إلى أن الوكالات الإنسانية تعمل بسرعة على توسيع وجودها في مأرب، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تبدأ رحلات الأمم المتحدة المنتظمة إلى تلك المدينة قريبًا.

كما أفرجت الحكومة عن المواد الإنسانية التي كانت عالقة في الجمارك في عدن.

وتحدث لوكوك عن استمرار العراقيل البيروقراطية في مناطق سيطرة الحكومة والحوثيين، مشيرا إلى جهود الأمم المتحدة مع الجماعة في الشمال من أجل إنجاز التسجيل البارومتري.

وفيما يتعلق بسفينة النفط صافر الراسية قبالة الساحل الغربي لليمن والمهددة بالانفجار في أي لحظة، قال لوكوك إن صفقة قد تكون وشيكة بشأن الخدمات اللوجستية والعملية لحل ترتيبات تنفيذ المهمة المتفق عليها بشأن تقييم السفينة.

وأكد لوكوك إن الأمم المتحدة كانت مرنة قدر الإمكان لأنها حريصة على البدء بالمهمة، مضيفًا "أن فريق التقييم التابع للأمم المتحدة قد يصل بحلول أوائل يوليو لتفقد الناقلة العملاقة وإجراء الإصلاحات العاجلة إذا وافقت قيادة أنصار الله (الحوثيين) على ذلك والمضي قدما".

وحث لوكوك المجتمع الدولي على المساهمة بالمزيد من الأموال، وقال: "بدون مزيد من التمويل ،سيعتبر بمثابة اصدار حكم بالإعدام على ملايين اليمنيين هذا العام" ، داعيًا المانحين إلى الوفاء بالتعهدات المعلقة على الفور وزيادة دعمهم.

  دعم المبادرة السعودية وفي المناقشة التي تلت تقارير المسؤولين الأمميين، أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لمبادرة المملكة العربية السعودية، التي أُعلن عنها في 22 مارس، والتي تتماشى مع جهود المبعوث الخاص، والتي تدعو، من بين أمور أخرى، إلى إعادة فتح مطار صنعاء، واستئناف دخول سفن الوقود.

والواردات الغذائية عبر ميناء الحديدة واستئناف محادثات السلام بين الحكومة وأنصار الله المعروفة أيضًا بميليشيا الحوثي.

وكرر أعضاء المجلس الإعراب عن قلقهم بشأن العنف المستمر والوضع الإنساني المتردي مؤكدين أنه لا يمكن أن يكون هناك نهاية للصراع سوى نهاية سياسية للنزاع.

وحذرت ممثلة المملكة المتحدة في مجلس الأمن "باربرة وودورد" من موجة كورونا الثانية أكثر خطرا في اليمن، والتي تتزامن مع ظروف المجاعة.

وحثت مندوبة بريطانيا الحكومة وجميع الأطراف على الكشف عن جميع بيانات إصابات طورونا والسماح بالوصول الكامل للموظفين الدوليين والإمدادات.

وأشارت المندبة البريطانية إلى التصعيد باتجاه السعودية مشددة على أنه "يجب أن نكون واضحين بشأن من يحبط جهود الأمم المتحدة".

ورحبت بريطانيا بدخول سفن المشتقات المعلن عنها، كما رحبت بالتقدم في مشاورات تقييم وصيانة صافر، وقالت إن "المسؤولية عن هذا الأمر تقع على عاتق الحوثيين" ، مؤكدة أن الجماعة إذا لم تسمح بعملية التقييم فسيحتاج على مجلس الأمن مناقشة الخطوات الأخرى التي يجب اتخاذها.

من جهته، أِشار مندوب الهند في الأمم المتحدة السفير "أمب تيرومورتي"، إلى تسلم اليمن في 31 مارس لقاحات كورونا المصنوعة في بلاده، وقال إن مكافحة فيروس كورونا لن تكون فعالة بدون تعزيز قدرات الاختبار والتفاصيل الكاملة عن عدد الحالات، خاصة في الشمال.

وشدد مندوب فرنسا في مجلس الأمن "نيكولاس ديفير" على ضرورة الوقف الفوري للهجمات الحوثية على مأرب والسعودية، وحث الأطراف - خاصة الحوثيين - على الاستجابة بشكل إيجابي لنداء المبعوث الأممي بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد وفتح الموانئ والمطارات اليمنية.

وقال ديفير، إن الحل السياسي الوحيد الذي يضمن سيادة اليمن وسلامة أراضيه هو الذي سينهي الصراع، داعيا إلى بذل جهود لمكافحة الإفلات من العقاب في اليمن، وتقيد الأطراف بجميع التزاماتها الإنسانية.

من جهته، أدان مندوب المكسيك "خوان ديلا فوينتي"، بشدة تصعيد الحوثيين الأخير في مأرب، وقال إن الاقتراح الأخير الذي قدمته المملكة العربية السعودية هو تطور مرحب به، معربًا عن دعم المكسيك لأي مشروع يهدف إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني.

وانضم مندوب الصين "زانج جون" إلى أعضاء مجلس الأمن المرحبين بالمبادرة السعودية، مشدداً على ضرورة التزام جميع الأطراف بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وكذلك استيراد المواد الغذائية والوقود والسلع الأساسية الأخرى دون عوائق.

بدوره، شدد القائم بأعمال مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة "ريتشارد ميلز"، على التمسك بشروط اتفاقية ستوكهولم، وفتح الموانئ والمطارات اليمنية وبدء المشاورات السياسية.

وأدان ميلز تصعيد الحوثيين باتجاه السعودية كما أدان العنف المتصاعد ضد مخيمات النازحين في مأرب، مشيرا إلى انتهاكات الحوثيين واعتقالهم يهودياً بسبب معتقده إضافه إلى قيام الجماعة بترحيل يهود اليمن قسريا.

كما رحب ممثلي روسيا وايرلندا وفيتنام وكينيا وتونس، بالمبادرة السعودية، مجددين دعوة غريفيث لأطراف الصراع في اليمن للانخراط في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار والمشاركة في عملية سياسية، كما أدان متحدثو هذه الدول تصعيد الحوثيين باتجاه مأرب والسعودية مشددين على تسهيل وصول المساعدات وفتح مطار صنعاء وتدفق الوقود إلى الحديدة.

اليمن      |      المصدر: يمن سكاي    (منذ: 3 سنوات | 20 قراءة)
.