فتوى الأزهر يوضح حكم من أفطر في نهار رمضان "بغير عذر"

فتوى الأزهر يوضح حكم من أفطر في نهار رمضان "بغير عذر"

أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال حكم من أفطر في نهار عامدا بغير عذر؟وقال المركز في إجابته، إن الله تعالى فرض صيام شهر رمضان على المؤمنين فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 183، 184]، ولم يستثن الله من ذلك إلا أشخاصا معدودين مثل: المريض، والمسافر، والرجل الكبير، والمرأة الحائض والنفساء.

يقول تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة: 184].

تابع، أما من أفطر في نهار رمضان عامدا بغير عذر فإنه يكون قد ارتكب كبيرة من الكبائر التي تغضب الله تعالى.

كما أن الذى أفطر في نهار رمضان، يكون قد تعدى على حدود الله تعالى، والذى يتعدى حدود الله له عذاب أليم.

يقول الله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13، 14].

ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإفطار بغير عذر قبل المغرب.

فعن أبى أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَما أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ» وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ قَالَ: " ثُمَّ انْطَلَقَا بِي فَإِذَا قَوْمٌ مُعَلَّقُونَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قُلْتُ: «مَنْ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ.

دالسنن الكبرى للنسائي (3/ 360).

وقال، هؤلاء يفطرون قبل تحلة الصوم، فما بالكم بمن لا يصوم أصلا.

ورى الإمام أحمد بسند ضعيف عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ، وَلَا رُخْصَةٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِنْ صَامَهُ" مسند أحمد (16/ 102).

وهذا الحديث محمول على التغليظ، وتنبيهه على أنه أتى منكرا عظيما.

ولقد عد الإمام ابن حجر الهيتمى الفطر بغير عذر من الكبائر فقال: (الكبيرة الأربعون والحادية والأربعون بعد المائة ترك صوم يوم من أيام رمضان، والإفطار فيه بجماع أو غيره بغير عذر من نحو مرض أو سفر).

الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 323).

وعليه: فمن أفطر في رمضان بغير عذر فقد ارتكب حراما وإثما عظيما، وكبيرة من الكبائر، وعليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب من هذا الذنب، ثم يقضى يوما مكانه بعد رمضان.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 3 سنوات | 27 قراءة)
.