تقرير| في ضل الأوضاع الصعبة.. هكذا يستقبل المواطنين رمضان في العاصمة عدن

عدن24| خاص تبقى يوم على حلول شهر رمضان المبارك ، في وقت يعاني فيه الشعب من ويلات الحرب وتباعاتها، والتي تسببت بها الميلشيات الحوثية منذ ستة أعوام.

معاناة وفقر مدقع في اوساط المجتمع في العاصمة عدن على وجه الخصوص، وفي البلاد عامة، تجاوز معظمهم الخط الأحمر للفقر ، اضافة الى الإنهيارات المعيشية والإقتصادية المتسلسلة وانقطاع المرتبات لأشهر متتالية.

وذلك ما دفع الكثير من موظفي القطاع الحكومي للبحث عن حلول اخرى والعمل في قطاعات خاصة لغرض كسب العيش وتوفير ادنى متطلبات شهر رمضان.

ورغم تلك المآسي المتكررة إلا أن اهالي العاصمة عدن كعادتهم يتجهزون لاستقبال الشهر الفضيل بروحانية واحتفائية عالية حسب عادات وتقاليد المجتمع العدني.

إنعدام الأساسيات يحل شهر رمضان المبارك ومعظم مواطني العاصمة عدن يفتقرون لأدنى الأساسيات والمتطلبات، حيث بات معظم الناس يحلمون بتوفير الأشياء الضرورية كالمواد الغذائية والماء وغيرها.

أما الاشياء الكمالية فقد تخلوا عنها منذ اعوام بحسب المواطن المتقاعد حسين البان.

ويقول البان ان راتبه التقاعدي الذي يبلغ 29 الف ريال لا يساوي قيمة دبة زيت ، بحسب وصفه.

ولكن البان كغيره من ابناء عدن يتفائل ان شهر رمضان سيأتي يحمل خيراته كما يحدث كل عام ، ويأمل ان تصل اليهم معونات الزكاة والمساعدات الخيرية التي يتصدق بها اهل الخير وإغاثات المنظمات الإنسانية التي تخفف عنهم الكثير من المعاناة.

وتحدث مواطنون لـ”عدن24″ بسخرية حول الوضع المزري الذي وصلت اليه الاوضاع قائلين ان سعر علبة التونة قفز الى 1400 ريال بما يعني عدد من علب التونة تعادل راتب مواطن متقاعد.

وهذا وضع مأساوي لم يسبق له مثيل إذ وصل سعر الدولار الى 900 ريال لأول مرة في تاريخه ،وارتفعت اسعار المواد الغذائية بشكل مطرد وجنوني مما اثقل كاهل المواطنين.

ومع تدني المرتبات وعدم الإنتظام في صرفها بشكل منتظم لدى الموظفين الحكومين مع الغلاء في المعيشة ،تلك العوامل خلقت عبئاً إضافيا على كاهل المواطنين وتسبب عجز في تلبية حاجاتهم الرمضانية.

ويفيد مواطنون ان الوضع المعيشي المتدني للأسر وارتفاع الاسعار لا يمكنهم من تلبيه جميع مقاضي رمضان لهم ولأسرهم.

ويؤكد الموظف سعيد الناصر انه يتقاضى 60 ألف ريال كراتب شهري من احد القطاعات الحكومية ، لكن هذا المبلغ لا يغطي لشراء ابسط المتطلبات الرمضانية.

  ويضيف أن شراء المقتضيات الرمضانية لهذا العام بلغت تكلفته أضعاف مرتبه الشهري ، ما يعني ان عليه ان يسعى لتغطية ذلك العجز بأعمال اخرى.

دعوة للتراحم وتخفيف المعاناة تحدث الكاتب أ.

شائع عوض عن رمضان هذا العام قائلا: “يستقبل المواطن شهر رمضان على نمط العادات القديمة أو العصر الجاهلي في ظل سوء الخدمات التي أنهكت المواطن، ففي مجال انطفاء الكهرباء سيتم نبش الفوانيس، و في عدم توفر الغاز سيستخدم الحطب والعودة إلى الحجرات الثلاث التي يتم وضع أواني الطهي فوقها والحطب تحتها، أما في عدم توفر المحروقات فالحمير ستكون أفضل وسيلة لقضاء الحاجة.

أما نقص الماء فيعني العودة إلى الآبار الارتوازية و طوابير الجوالين لتعبئتها ، هذه الحلول البديلة لسوء الخدمات الأساسية التي ستسلكها كل منطقة محرومة من إحدى الخدمات، فشل ذريع، خذلان فظيع، جوع مريع”.

ويقول الإعلامي محمد الحربي ان المواطن يستقبل شهر رمضان المبارك في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة في عدن من ماء وكهرباء إضافة إلى أن استقبال المواطنين لهذا الشهر وأغلبهم لا يوجد في بيته قوت يومه ولا مقاضي رمضان بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ولا يوجد حسيب ولا رقيب بعد أن تنصلت الجهات المعنية عن مسؤوليتها في عدن وتركت المواطن يواجه مصيره المجهول حتى مع حلول هذا الشهر الفضيل.

ومن هذا المنطلق دعا الحربي الجميع إلى التكاتف والتراحم والعطاء في هذا الشهر لكونه من أفضل أشهر السنة وشهر مقدس عند الله سبحانه وتعالى.

وقال انه على المواطنين أن يتفاقدوا جيرانهم وأهلهم وأقربائهم في هذا الشهر وأن يمد الأغنياء أيادي العون للفقراء لينالوا الأجر عن الله سبحانه وتعالى ويرسموا أجمل صور التضامن والتكاتف والتراحم في هذا الشهر المبارك” ابتهاج رغم رغم المعاناة رغم المعاناة المتفاقمة التي يعانيها ابناء عدن خصوصا وابناء اليمن بشكل عام ، لكن المدينة اكتست بحلتها الرمضاية ، ما يشير الى أن ابناء عدن مستعدون لاستقبال رمضان بذات البهجة والتقاليد السنوية.

فقد اكتست المنازل والمحال والاسواق التجارية بأضواء الزينة ، كما يخرج المواطنون الى الاسواق لاغتناء المتطلبات الرمضاية رغم التفاوت الكبير في الاسعار مقارنة بالأعوام الماضية.

وحول ذلك تحدثت الناشطة الحقوقية دينا الردماني قائلة :” يحل علينا شهر رمضان المبارك وكلنا استعداد للصوم والقيام وسائر العبادات المفروضة وذلك تقرباً إلى الله ونتوجه إليه بالدعاء لأنفسنا وأهلنا وبلدنا وديننا بعد أن تكالبت علينا قوى الشر والفساد والظلم.

أما بالنسبة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة والظواهر المفتعلة -بحسب دينا- تقف خلفها جهات حقيرة تجردت من كل قيم الإنسانية وهي تسير في طريق الشيطان نحو الهلاك وأكدت انه بالصبر ستنفرج جميع الهموم وينتصر الحق.

ويقول الشاب العدني جمال عارف :” انه سيأتي شهر رمضان حاملا معه الخير الذي عهدناه منه وستظل آمال المواطنين في تحسن الأوضاع قائمة وفي أن تسمع رسائلهم ومناشداتهم وكل ما يريدون أن يتحقق لهم قائمة لا محاله”.

وأضاف جمال ان المواطنين سيرفعون أيديهم للدعاء في تغير الحال نحو الأفضل والاستجابة لمطالبهم من قبل الجهات المعنية بالأمر.

وبحسب جمال فإن معظم ابناء عدن مسالمون في طبعهم ولا يتمنون شيئاً سوى العيش بسلام والحصول على أبسط حقوقهم وأن يتمكنوا على الأقل من جعل رمضان وغيره من الشهور أيامًا يشعرون فيها بالراحة والأمان والإنصاف لكرامتهم ووطنيتهم”.

اليمن      |      المصدر: عدن 24    (منذ: 3 سنوات | 21 قراءة)
.