الفريق الوطني: شاكلة ليست على المقاس!

متأملون في مشاهدة ما يرفع عنا وجع مباراة نواكشوط أمام المنتخب الموريتاني، جئنا لمباراة بوروندي وقد كانت هي الأخرى شكلية لأسود الأطلس بعد أن حسم التأهل المنطقي لنهائيات الكان، نرجو مشاهدة انفراج على مستوى منظومة اللعب التي أصابها عطل كبير في آخر 4 مباريات بشهادة وحيد خليلودزيتش، أو ما ينعش أسلوب اللعب ويطرد عنه بؤس التنزيل والتوظيف برغم وجود نخبة مميزة من اللاعبين، من ذوي المهارة العالية ومن ذوي القدرة على الإنضباط مع أي شكل لعب يرتضيه الناخب الوطني.

إلا أن ما فاجأنا في المباراة التي كان لزاما أن يجمع فيها الفريق الوطني بين النتيجة والأداء المطمئن، هو أن وحيد قرر اللعب بنهج تكتيكي جديد، ينقل الفريق الوطني من الشاكلة الكلاسيكية 4ـ3ـ3 إلى شاكلة لم يحدث في أي مرة أن جربها، شاكلة 3ـ5ـ2، التي تعتمد 3 قلوب دفاع ولاعبين في الأطراف ومهاجمين بأدوار مختلفة.

بالطبع لا يمكن أن نخالف وحيد رغبته في تجريب الكثير من الأوضاع والقوالب التكتيكية، التي قد يكره على اعتمادها في هذه المباراة أو تلك، لولا أنه ألح قبل المباراة على ضرورة أن يتطور الأداء الجماعي للأفضل، فلا سعادة يمكن أن نتحسسها بالفوز على السنونو البوروندي من دون أن يقترن ذلك بالأداء الذي يطمئن المغاربة.

ومن يتعمق في قراءة المشاهد التكتيكية ومختلف أدوات تنزيل الخطط، سيدرك لا محالة أن الفريق الوطني لا يستطيع أن يهضم سريعا متطلبات الشاكلة الجديدة، وأن يقرن النتيجة بالأداء، وأن ينتج لنا مباراة خصبة على مستوى الإستحواذ والتهديف، والحال أن كل ما استشفيناه من البناءات التي تكررت، أنه لم يكن الوقت كافيا لكي ينجح الفريق الوطني التنشيط التكتيكي للشاكلة الجديدة، في وجود خصم بوروندي فعل كل شيء من أجل أن لا يعود للديار مهزوما بحصة ثقيلة كما كان الحال ببوجامبورا.

في النهاية لا الأداء الجماعي تطور، ولا الفريق الوطني أقنع ولا من تابع المباراة اقتنع بأن هذا هو المستوى الذي يجب أن يكون عليه الفريق الوطني وهو المحتكم على رصيد بشري من أغنى ما يتوفر اليوم للمنتخبات الإفريقية، بل إن مباراة بوروندي عند إخضاعها للإفتحاص الدقيق، ستقول لنا أن صورة الفريق الوطني ازدادت ضبابية، وأن المشهد ازداد قتامة، والمؤسف أن يحدث هذا بعد 17 شهرا من انكباب وحيد خاليلودزيتش على هذا الورش، بل وأن يحدث قبل دخولنا لمطحنة تصفيات كأس العالم 2022، حيث لن تكون مجموعتنا في المتناول كما كان الحال مع مجموعتنا الإقصائية بكأس إفريقيا للأمم.

.

يدرك وحيد جيدا، أن المنتخب المغربي إن وجد نفسه على حد قوله في وضعية صعبة، فهو من تسبب في هذا الوضع لأنه هو من يختار لاعبيه وهو من يحدد منظومة اللعب وهو المسؤول عن التنشيط التكتيكي لأي من المنظومات التي يريد، وهو من يتوجب عليه اليوم قبل الغد، أن يسائل نفسه عن جدوى التنقل بلا فائدة بين منظومات اللعب، وعن سر الإحتباس التكتيكي، وعن سر الولادات المتعسرة، وهو من يجب أن يوصلنا لمباراة السودان بكل أمان واطمئنان.

.

 

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 3 سنوات | 56 قراءة)
.