حكومة المِلِح والانتصارات الصغيرة

وزراء الحكومة ومناصريها يحتفلون بـأي خبر إيجابي – مثل موسم حصاد ناجح بعرق المزارع أو كرم الطقس أو انتصار في مباراة أو اشادة من خواجة – فتراهم يزورون ويتصورون ويهللون ويغردون ويصرحون ويشمخون.

ولكن في المقابل لا تراهم ابدا يرتفعون لمستوي المسؤولية مدفوعة الاجر بالتواجد في قلب الحوار المجتمعي عن قضايا ملحة مثل شح الكهرباء المكلف للاقتصاد وللمواطن وانعدام الأوكسجين والدواء المنقذ للحياة وتفسخ المستشفيات وتهم الفساد المالي والسياسي التي تطال منسوبي الحكومة.

فمثلا أعلنت الحكومة ورجالها السابقون واللاحقون الانتصار بالضربة القاضية الفنية بعد قرض امريكي تم ارجاعه خلال بضعة أيام ولكنهم تجاهلوا اخفاقات اخري مهولة كأنها لم تكن ولا توجد مثل معدل تضخم فاق ال330% وانهيار سعر الصرف من 70 جنيه للدولار في العهد السابق الي 382 جنيه في عهدهم وخسارة المواطن لما يقارب ثلثي القيمة الحقيقية لدخله وانتشار الجريمة وتعطيل العدالة بالتسويف في قضية مجزرة الاعتصام وغيره وغيره.

يبدو ان هذه الحكومة قد قررت انها غير مسؤولة عن المشاكل العويصة التي تفاقمت في عهدها وانها فقط معنية بالانتصارات الصغيرة التي حققها اخرون.

حتى صارت كفريق كرة تدخل مرماه تسعة أهداف ولكنه في الدقيقة الأخيرة يحرز هدفا يقلص فارق الأهداف الي ثمانية فيحتفل الفريق وعشاقه ويزغردون ويذبحون الذبائح ويطير دجاجهم بالهدف التاريخي في الاسافير وينسون تسعة ولجت شباكهم.

حتى يحق للحكومة الاحتفال بإنجاز تهنيء به نفسها, عليها أيضا عدم التنصل والزوغان من فشل بائن بالسكوت والطناش وكأنه لا يعنيها.

معتصم أقرع                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 3 سنوات | 107 قراءة)
.