خلفيات تعيين بنت اعل سالم سفيرة في روما خلفا لولد إزيد بيه/إيينشيري

مثلت تدوينة السفير الموريتاني السابق في روما الدكتور إسلك ولد إزيد بيه التي نشر أمس على صفحته بالفيس بوك إعلان قطيعة مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، بعدما حملت اتهاما له بالوقوف وراء اللجنة البرلمانية التي يفترض أن تكون تمتلك استقلاليتها حتى عن الجمعية التي انتخبتها .

ربما يكون ولد إزيد بيه اعتبر أن تحويله من لندن إلي إيطاليا كان خطوة غير ودية ، أولا لأنه لا مبرر له ، وثانيا لأنه حول إلي المكان الخطأ ، والذي يجب أن لا يذهب إليه لأن لديه فيه مشاكل قضائية .

خليفة ولد إزيد بيه في لندن لا يمكن أن يحمله علي الاطمئنان فقد عين مكانه رجل ثقة الرئيس وصديقه الشخصي التي تحدث كثيرا عن إمكانية تعيينه مديرا للديوان ، صديق أبعد ولد إزيد بيه عن ابريطانيا وشركة الغاز والعلاقات ذات البعد الاقتصادي ليحل محله في كل ذلك .

وقد زاد الطين بلة تأخر اعتماده ما جعله يكتب استقالته بمداد الامتعاض من الرئيس ونظامه ، ومن هنا فإن جملة " يقف وراءها " لم تأت من فراغ ، وإنما جاءت تأكيدا لقناعة الرجل أن " من يقف وراء اللجنة " لا يريد له الخير .

ولد إزيد بيه أيضا استخدم عبارة أخري أثارت الكثير من الجدل "قررت العزوف عن أية التزامات سابقة" ؛ لكن من قرأها بتمعن يفهم أنها ترجمة وفية لوضعية ولد إزيد بيه الذي لا يشغل وظيفة يمكن أن تحول بينه وبين صقل سمعته لأنه رشح لوظيفة لم يشغلها بعد .

من دلائل تبييت ولد إزيد بيه نية التعبير عن امتعاضه من سلوك النظام تجاهه ، أن اللجنة البرلمانية ليست جهة اتهام وهي تأسل ولا تسأل ، لكن من يدري ؛ فربما يكون الرجل يهيئ نفسه للعب دور في حراك مناهض للرئيس ولد الغزواني علي مستوي ولاية الحوض الشرقي بدأ يتشكل في ظل مغاضبة الوزير السابق سيدنا علي ولد محمد خونه واخرين .

في المقابل جاءت نوعية الرد على رسالة استقالة ولد إزيد بيه  مؤكدة مستوى الانزعاج الرسمي منها ، يتجلى ذلك من خلال  : ــ تعيين خلف له في نفس اليوم الذي كتب فيه تدوينته ، كما حملت رسالة إقالته تذكيرا بأن إيطاليا لم تعتمده بعد ، رغم ما تحمله تلك الإشارة  من رسالة مشفرة لها علاقة لصيقة بولد إزيد بيه ،قد لا يفهمها إلا من يعرفه حق المعرفة ، وهو ما اعتبر رد فعل متشنج .

ــ ثانيا :  استمرارا لسلوك التشنج حمل التعيين سيدة مزعجة لولد إزيد بيه (زينب بنت اعل سالم ) سبق أن حولت عنه في ديوان رئيس الجمهورية السابق بعد دخولها في خلافات  معه تمت إقالتها إثره بعد مغاضبتها للقصر بسبب ما اعتبرته انحياز ولد عبد العزيز لإسلكو في حادثة نشرتها الصحافة الموريتانية في حينها.

ما يمكن الخروج به إذن من تعيين بنت اعل سالم خلفا لولد إزيد بيه أنه حمل ثلاث رسائل غير ودية للرجل ، أولها أنه تم تعيين امرأة خلفا له _ بالمنظور الموريتاني التقليدي للمرأة _ ، ثانيا أنه ليس ذلك  فقط بل امرأة على خلاف معه ، وجاء تعيينها في نفس اليوم ، ما يشكل دليلا على غضب النظام من تدوينته .

من زاوية أخري يمكن أن يكون تعيين النظام لناشطة من كيفة يؤكد شعور نشطاء الحوض الشرقي وولد إزيد بيه أحدهم بالغبن من طرف ولاية الرئيس .

 

موريتانيا      |      المصدر: شبكة اينشيري الاعلامية    (منذ: 4 سنوات | 58 قراءة)
.