مطاعم لندن الراقية تحاول الصمود .. بعضها أغلق بشكل دائم

عند مدخل فيراسوامي، أقدم مطعم هندي في لندن، توجد لافتة تخبر الضيوف بالاستعداد لفحص درجة الحرارة.

في مكتب الاستقبال، يتم استقبالهم باسطوانات فولاذية توزع مادة هلامية مطهرة لليدين، كما أن هناك علب مناديل موضوعة في كل مكان.

لكن بدلا من خدمة فترة الغداء المزدحمة المعتادة يوم الخميس، لم يكن هناك سوى اثنين من الموظفين يعدان الطاولات بهدوء لأول خدمة في ثلاثة أشهر، بعد أن أجبر الحظر التام بسبب فيروس كورونا المطعم، الذي يبلغ عمره 94 عاما، على إغلاق أبوابه لأول مرة، رغم أن أبوابه بقيت مفتوحة طوال فترة الحرب العالمية الثانية.

رانجيت ماثراني، رئيس مجلس إدارة مطعم فيراسوامي، الذي يشارك في ملكيته إلى جانب مطعمين هنديين فاخرين آخرين في لندن وسلسلة مطاعم عادية ماسالا زون، قال، "سنحافظ بتأن على أكبر قدر ممكن من الأجواء"، عادا بروتوكولات الصحة والسلامة الإضافية واحدة من "طوفان التحديات".

المستهلكون وأصحاب المطاعم رحبوا بيوم الرابع من تموز (يوليو)، ووصفوه بـ"يوم السبت العظيم" - اليوم الذي سمحت فيه حكومة المملكة المتحدة بإعادة فتح المطاعم والحانات والفنادق - حجوزات اليوم الأول ارتفعت مع استعداد المستهلكين لوجبتهم الأولى خارج المنازل منذ أسابيع.

لكن ما بعد عطلة نهاية الأسبوع، مع قلة السياح وقلة جلسات غداء العمل للشركات، ومع تدابير التباعد الاجتماعي التي تحد من عدد الطاولات، يواجه ملاك المطاعم الأكثر شهرة في لندن خيارا صعبا.

"إنها مسألة ما إذا كنا نخسر المال من إبقاء (المطاعم) مغلقة مع جعل الموظفين في إجازة أو نفقد الأموال من فتحها.

الرهان هو أننا نعتقد أننا سنخسر أموالا أقل عند فتحها"، حسبما قال جيريمي كينج، الرئيس التنفيذي لشركة كوربين آند كينج، التي تدير مطاعم بارزة مثل، ولسيلي و ديلوني وبراسيري زيدال.

بعض آخر، فشل بالفعل في إنجاز العمل.

ليدبيري وجرينهاوس، وهما مطعمان حاصلان على نجمة ميشلان في حي ماي فير، ونادي فندق ريتز ومطعم ريفينجتون التابع لـ"كابريس هولدينج" أغلقت بشكل دائم.

في رسالة مفتوحة إلى الحكومة، قال بعض أصحاب المطاعم الأكثر شهرة في لندن، إن مطاعمهم يمكن أن تكون "أكبر الضحايا" في المدينة.

حتى إذا أعادت فتح أبوابها، تواجه هذه المطاعم الشهيرة، تحديا في الحفاظ على أجوائها الفاخرة عندما تتم الخدمة بالملابس الواقية، وتكون قوائم الطعام قابلة للمسح الإلكتروني بدلا من الكتيبات الجلدية.

قال ستيفن هاتشينجز، المدير العام لمطعم سكوتس للمأكولات البحرية في ماي فير، الذي تأسس قبل 169 عاما، "بالنسبة للعملاء، يجب أن يشعروا بأنهم قادمون إلى منازلهم.

نحن نحاول أن يستمر العمل كالمعتاد".

يوم الخميس، كان المطعم مليئا بعمال يعملون على تثبيت شاشات زجاجية لفصل الطاولات، والنوادل يتعلمون كم مرة يجب عليهم فيها غسل أيديهم، وكيفية تقديم قائمة الطعام الجديدة، التي ستشمل مسح رمز الاستجابة السريعة لكي تظهر على هاتف العميل.

هذه البروتوكولات، تختلف من مطعم إلى آخر، ما يعكس أن توجيهات الحكومة لإعادة الفتح هي إرشادات وليست قواعد صارمة.

في مطعم فيراسوامي، في البداية يخدم النوادل الطاولات - وهم يرتدون أقنعة بلاستيكية شفافة -، بينما في مطعم بولين ستريت سوشل، الذي سيعيد فتح أبوابه في آب (أغسطس)، سيرتدي الموظفون العاملون قفازات بيضاء وأقنعة.

أما في مطعمي سكوتس ولسيلي، لا يرتدي الموظفون الذين يتعاملون مع الزوار أي ملابس واقية.

الطاولات ستعد مسبقا في بعض المطاعم، في حين أن بعضا آخر - مثل مطاعم جاوتشو - ستكون الطاولات خالية، باستثناء التزيين أو المفارش التي توضع تحت الصحون، حتى يجلس الضيوف.

توصي الإرشادات بتوفير أدوات المائدة "فقط عند تقديم الطعام".

"نحن لا نفهم عدم إعداد الطاولات مسبقا لأن هذا يعني تشويشا أكبر.

نفضل أن تكون لدينا خمس دقائق بين كل استخدام للطاولة، لنتمكن من تعقيمها بالكامل"، حسبما قال كينج عن خطط مطعم ولسيلي.

بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق، تنفيذ هذه الإجراءات التفصيلية والنفقات المتعلقة بها، أضافا إلى الضغوط المالية التي تواجه أفضل المطاعم في العاصمة البريطانية.

يقدر ماثراني أن تكاليف البدء الأولية في مطاعمه تبلغ نحو خمسة آلاف جنيه استرليني، مع منتجات التنظيف التي تكلف نحو ألفي جنيه شهريا بشكل مستمر.

قال، إن استمرار ذلك على مدى عام، يعادل "راتب أحد الموظفين".

بيتر باكمان، استشاري مستقل في قطاع المطاعم، قال، "هذا هو الوقت الذي تنفد فيه الأموال من المطاعم، يجب دفع الإيجار، حتى لو لم يحن موعده بعد، وستبدأ تكلفة العمالة في الارتفاع.

الجميع عاكفون على حساباتهم الرياضية".

ريتشارد كارينج، رئيس "كابريس هولدينج"، التي تملك "سكوتس" و"ملجأ المشاهير"، مطعم لو كابريس، حذر من أن الطلب المستقبلي يستحيل التنبؤ به "مع كل الخوف الموجود في هذه اللحظة من الوقت، إعادة الفتح لا تعني أنك ستحصل على عمل، الكل ينسى ذلك، لا يزال يتعين أن يكون لديك أشخاص يتمتعون بالثقة للخروج".

كارينج أغلق بشكل دائم موقع مطعم لو كابريس الحالي خلف فندق الريتز نتيجة للأزمة، وقال، إنه كان يتفاوض على موقعين مختلفين في حي ماي فير من أجل فرع لـ"كابريس" جديد تكون له مساحة أكبر ومقاعد خارجية.

قال جيسون أثيرتون، الشيف الحائز على نجمة ميشلان ومالك مطعم بولن ستريت سوشل، "يجب أن تكون موجودا لتفوز"، وطالما كانت أسعار المطاعم معقولة، سيعود العملاء.

لكن ماثراني بدا أكثر حذرا، فمطاعمه الثلاثة الفاخرة تحقق ما بين 16 و17 مليون جنيه استرليني من المبيعات في عام عادي، لكنه قدر أن إيرادات هذا العام ستكون 35 في المائة فقط من ذلك.

يقول وهو يصمم نموذجا لزيادة الطلب 5 في المائة شهريا، "نحن على استعداد للصمود ورؤية ما سيحدث".

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 4 سنوات | 17 قراءة)
.