«حجر كورونا».. انخفاض إصابات الربو وزيادة السمنة والحمل

«حجر كورونا».. انخفاض إصابات الربو وزيادة السمنة والحمل

أطباء: التباعد قلّل مراجعي «الجلدية» و«تقييد الحركة» عزّز الترابط الأُسري «حجر كورونا».

.

انخفاض إصابات الربو وزيادة السمنة والحمل صورة المصدر: عمرو بيومي - أبوظبي التاريخ: 10 يوليو 2020 أفاد أطباء بأن الإجراءات الاحترازية وتقييد الحركة خلال تطبيق برنامج التعقيم الوطني لم تسهم فقط في تقليل الإصابات بـ«كوفيد-19»، ومحاصرة الفيروس، بل أسهمت أيضاً في تراجع نسب العدوى بالأمراض التنفسية والأمراض الجلدية عموماً، إضافة إلى زيادة معدلات الترابط الأسري، والحياة الصحية، ما أوجد ارتفاعاً في أعداد الحوامل، فيما زادت بعض الأمراض، منها الحساسية الجلدية نتيجة كثرة استخدام المعقمات وارتفاع نسب السمنة بين الأطفال.

وتفصيلاً، قالت استشارية الأمراض المعدية، رئيس اللجنة الوطنية السريرية لفيروس كورونا، المدير التنفيذي للشؤون الطبية بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، الدكتورة نوال الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الإصابات بالأمراض التنفسية تراجعت «نظرياً» منذ تطبيق الإجراءات الاحترازية، ونحن حالياً نجري مقارنات، إلا أن صعوبة الموضوع هو تزامن تشديد الإجراءات الوقائية من عدوى «كورونا» مع انتهاء موسم الإنفلونزا.

وأشارت إلى أن موسم الإنفلونزا والأمراض التنفسية يتراجع سنوياً خلال الفترة ما بين فبراير ومارس، وهي الفترة التي شهدت انتشار «كوفيد-19» وبدء تقييد الحركة والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وبالتالي المقارنة ستكون صعبة.

وأكد استشاري طب الأطفال، الدكتور أحمد العرقسوسي، أن الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي أسهما في تقليل العدوى بين الأطفال بنسبة تراوح ما بين 60% و80%، مشيراً إلى أن أكثر الإصابات التي انخفضت بشكل ملحوظ هي الأمراض التنفسية العلوية (الحساسية والربو، والزكام، والتهاب القصبة الهوائية) والتهاب اللوز، إضافة إلى الأمراض التحسسية التي كانت تحدث من الإصابات الفيروسية.

وقالت أخصائية طب الأسرة، الدكتورة هدى السيد، إن توقف ذهاب الطلبة إلى الحضانات والمدارس، والإجراءات الاحترازية المشددة التي اتبعتها الأسر لحماية أطفالها، ومنع خروجهم من المنازل أسهما في حمايتهم من العدوى الفيروسية عموماً، إلا أنه نتج عن ذلك جانب سلبي تمثل في ارتفاع نسبة السمنة لدى الأطفال، نتيجة عدم الحركة أو ممارسة أنشطة رياضية، مشيرة إلى أهمية التزام الأُسر باتباع نظام غذائي ورياضي لمحاربة السمنة لما يترتب عليها من مشكلات صحية عدة.

وأضافت أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاع نسبة السمنة لدى الأطفال بنحو 10% على الأقل، عما كانت عليه قبل ذلك، مشيرة إلى أن بدء عودة الأنشطة وتقليل ساعات تقييد الحركة سيساعد في كبح هذه الزيادة، بشرط الالتزام ببرنامج غذائي صحي مع ممارسة الرياضة.

من حهته أشار استشاري الأمراض الجلدية، الدكتور خالد عثمان، إلى تسجيل تراجع كبير في معدلات الإصابة بالأمراض المعدية منذ ظهور فيروس كورونا نتيجة الإجراءات الاحترازية التي منعت عادات التلامس، و«المخاشمة»، بجانب التحول في غالبية القطاعات للعمل عن بُعد، إضافة إلى تراجع الأمراض الجلدية التناسلية الناتجة عن العلاقات خارج إطار الزواج.

وقال عثمان: «الفترة ذاتها شهدت ارتفاعاً في معدل الإصابة بأمراض جلدية أخرى نتيجة الإجراءات الوقائية، أبرزها الأكزيما (الالتهاب الجلدي) نتيجة استخدام المطهرات والكحول بكثرة، والتي تؤدي الى احتراق الجلد، كما أصيب البعض بحساسية في جلد الوجه أو جلد الأذن، أو اليدين نتيجة ارتداء الكمامات، أو بسبب رباط الكمامة خلف الأذن، أو ارتداء القفازات، بجانب الأمراض الجلدية المرتبطة بالحالة النفسية، والتي تنشط نتيجة القلق والتوتر، ومنها أمراض الصدفية والثعلبة».

وأشار إلى أن معظم الأمراض الجلدية مرتبطة بالجزء النفسي، وقد ساعد في زيادة معدلاتها الضغط الذي لازم البعض مع تقييد الحركة، والخوف من العدوى من فيروس غير معروف.

بدوره أفاد أخصائي الأمراض الجلدية، الدكتور أحمد الأمين بأن معدل الإصابة بالأمراض الجلدية المؤقتة تراجع خلال الثلاثة أشهر الماضية، مقارنة بمعدلاتها في الفترة نفسها من كل عام.

وأشار إلى أن غالبية أمراض الفطريات والالتهابات البكتيرية التي تعتبر من الأمراض الجلدية غير المزمنة تراجعت نسبتها، بسبب الوعي الصحي المرتفع الذي صاحب ظهور فيروس «كوفيد-19»، واتباع أفراد المجتمع طرق النظافة الصحيحة والوقاية.

وقال مدير قسم أمراض النساء والولادة بمستشفى دانة الإمارات في أبوظبي، استشاري أمراض النساء والولادة، الدكتور مروان منير كامل: «من المتوقع حدوث زيادة ملحوظة في حالات الحمل خلال فترة تقييد الحركة، بسبب البقاء فترات طويلة في المنازل وتقييد السفر التي أدت كذلك إلى اتباع العديد من الأسر نظام حياة صحياً، وممارسة الرياضة مع العائلة، والابتعاد عن التدخين والأكل السريع، ما يؤثر إيجاباً في صحة الأزواج والخصوبة».

وأضاف: «مختلف العيادات والأقسام ذات العلاقة بمتابعة الحمل بمستشفى دانة الإمارات، ومنها قسم النساء والولادة، ووحدة طب الأجنة المتطورة، شهدت زيادة ملحوظة في أعداد المراجعات بهدف المتابعة الدورية للحمل، وإجراء الفحوص اللازمة للتأكد من سلامة الحمل، والاطمئنان على صحة الأم والجنين خلال هذه الفترة».

وأشار استشاري أمراض النساء والولادة، الدكتور سامح عزازي، إلى أن الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق التلامس تراجعت بنسبة لا تقل عن 25%، ساعد في ذلك الحرص على ارتداء الكمامات والقفازات والتباعد الجسدي، نتيجة حملات التوعية التي نفذتها الدولة ضمن إجراءاتها الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وهذا الأمر لن ينعكس على الوقت الحالي فقط، لكن سيستمر معدل التراجع مستقبلاً أيضاً نتيجة تغير أسلوب الحياة.

وأكد استشاري أمراض النساء والولادة، الدكتور وليد الشربيني، أن فترة تقييد الحركة، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في تسجيل حالات حمل، ما دفعنا لتوقع زيادة نسب المواليد خلال نهاية العام الجاري، وبداية العام المقبل عن مثيلاتها في الأعوام السابقة، مرجعاً أسباب زيادة الحمل إلى وجود الزوج والزوجة في المنزل لفترات طويلة، وما نتج عن ذلك من تقارب أسهم في تراجع حدة القلق ورفع نسب الخصوبة لدى الزوجين، مشيراً إلى أن بعض المرضى كان لديهم تأخر حمل بلغت مدته خمس سنوات وسبع سنوات و13 سنة، وتم تسجيل حملهم خلال هذه الفترة.

إلى ذلك، أكد أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي، الدكتور سيف راشد الجابري، أن الجائحة، وتقييد الحركة أسهما في ترابط الأسر، وزادا الألفة بين الأزواج، وترتب على ذلك ارتفاع في هرمونات السعادة والإخصاب.

تغير نمط الحياة أظهرت نتائج استبيان الحياة في ظل فيروس كورونا المستجد، الذي أطلقته دائرة تنمية المجتمع، وشارك فيه 45 ألفاً من المواطنين والمقيمين في أبوظبي، أن نتائج مؤشر الترابط الأسري في الاستبيان بينت أن 90% من المشاركين تغير نمط حياتهم، و86% يعتبرون أن الأزمة أسهمت في تقوية علاقاتهم الأسرية.

فيما أكد المشاركون في الاستبيان أنهم أصبحوا أكثر تواصلاً مع عائلاتهم بنسبة 83.

31%.

- موسم الإنفلونزا والأمراض التنفسية يتراجع سنوياً خلال الفترة ما بين فبراير ومارس فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

الامارات      |      المصدر: الامارات اليوم    (منذ: 4 سنوات | 35 قراءة)
.