سقوط بغداد..17 عاما على الاحتلال الأمريكي للعراق بحجة وجود أسلحة نووية

مثلما كان الاحتلال الأمريكي للعراق محيرا لضعف حجته خاصة بعد فشل ثبوت وجود أسلحة نووية، فإن العملية ذاتها اتخذت العديد من الأسماء التي أطلقت عليها مثل "الغزو الأمريكي للعراق، معركة الحواسم، حرب الخليج الثالثة، حرب العراق، احتلال العراق، حرب تحرير العراق، عملية حرية العراق" وغيرها من الأسماء التي استعملت لوصف العمليات العسكرية.

لكن بعيدا عن المسميات فقد احتلت القوات الأمريكية العراق في عملية عسكرية استغرقت من 19 مارس وحتى 1 مايو، وسقطت في مثل هذا اليوم 9 أبريل العاصمة بغداد، بمساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا.

سببت هذه الحرب أكبر خسائر بشرية في المدنيين العراقيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي منذ عدة عقود بسبب المقاومة العراقية، وانتهى الاحتلال الأمريكي للعراق رسميا في 15 ديسمبر 2011م، بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر 2011م.

وحسب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كانت مهمة قوات التحالف "تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقى"، وقالت تقارير إن الاحتلال بدأ من قبل قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني، وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف.

كان تبرير امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل (السلاح النووي) من أبرز وأهم التبريرات التي حاولت الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقبل وقوع الحرب صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية وكيمياوية وبايلوجية ولكنه عثر على صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة (150 كم) المرقم 687 في عام 1991 وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود، وقد وافق صدام حسين ومحاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق هانز بليكس.

بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بإرسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريراً سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003 نص فيه أنه " لم يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية" وأضاف ديفيد كي في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي أن " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب.

وفي يونيو 2004 وفي سابقة هي نادرة الحدوث أن ينتقد رئيس أمريكي سابق رئيسا أمريكياً حالياً قال بيل كلنتون في مقابلة له نشرت في مجلة تايمز Time Magazine أنه كان من الأفضل التريُّث في بدء الحملة العسكرية لحين إكمال فريق هانز بليكس لمهامه في العراق، ولكن جورج بوش الابن قال في 2 أغسطس 2004 "حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فإني كنت سأقوم بدخول العراق".

في 12 يناير 2005 تم حل فرقة التفتيش التي تشكلت من قبل جورج بوش بعد فشلهم في العثور على أسلحة محظورة.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 4 سنوات | 14 قراءة)
.