كورونا تتسبب في إيقاف عادات سودانية في رمضان أبرزها (الضرا، الإفطارات الجماعية، الرياضة واللعب مساءً)

تعود الشعب السوداني أن ينتظر بفارق الصبر شهر رمضان المعظم حتى يتسابق فيه الناس إلى عمل الخير والتجهيز قبل أشهر من دخوله، ف في المنازل تكون الأسر السودانية على أهبة الاستعداد للشهر الكريم، فتبدأ بعواسة (الآبري)، كما يحلو للبعض تسميته (الحلو مر)، كمادة أساسية في رمضان، يتم الإعداد لها قبل أكثر من شهرين من دخول رمضان، والبعض الآخر ينتظر الشهر بفارق الصبر حتى يسافر إلى أسرته الصغيرة لكي يصوم معها رمضان، والمعروف لدى السودانيين الاجتماع في صينية الإفطار، حيث يجتمع كل السودانيين في وقت الإفطار وهي عادة موجودة عندهم ولا توجد في بلد آخر، سواء كان في الحي أو القرية يكون في شكل جماعات تجمعهم ( صينية الإفطار) وينادون كل من يمر على الطرقات وآخرون يتربصون الطرقات الرئيسة حتى يستابقون على أجر الشهر الكريم، ويوقوفون أصحاب العربات بعبارات (بل ريقك وواصل)، لكن هذه العام قد تفقد كل تلك الصفات بريقها بسبب فيروس كورونا اللعين الذي بمقدروه عدم صوم رمضان في جماعات، وكل منهم يلزم بيته، هل تنتصر العادات على فيروس كورونا أم أن الفيروس له رأي آخر في رمضان.

الخرطوم: أيمن عبد العظيمصينية الإفطار هل تفقد بريقها؟قبل آذان الإفطار بساعة يكون لدى كل حي أو فريق محل للإفطار، يقوم الأطفال بتوزيع عدد من الفرشات للإفطار عليها، تضم عدداً من الأفراد يجمعهم الإفطار لمدة شهر كامل يشعرون بالتراحم والتواصل يومياً، ويقومون بمناقشة كل الأمور التي يريدونها على فرشة الإفطار، وبعد انتهاء وجبة الإفطار يذهب كل منهم إلى بيته بعد الشراب والبعض الآخر يشرب القهوة على تلك الفرشة.

بعد القرار الأخير لعدم التجمعات لظهور فيروس كورونا أو كما يسمى (COVID 19) التي بموجبها تمنع التجمعات لعدد من الأشخاص خوفاً من انتقال الأمراض، هل يمكن للمواطن السوداني الانصياع إلى تلك القرارات وتنفقيذها والتخلي عن العادات السودانية الحميدة التي لم تنقطع يوماً، وهي الوحيدة التي تميزه عن جميع دول العالم، هل تنتهي في هذا العام ويتناول المواطن إفطاره داخل منزله، وبعد الحظر الذي تمر به البلاد، هل يمكن أن تلتزم الأسر السودانية به.

عواسة الآبري إيذاناً بدخول شهر رجب، تكون كل الأسر السودانية على أهبة الاستعداد للإعداد لعواسة (الآبري) إلى أن يأتي شهر رمضان، وتبدأ طريقة إعداده بغمر الذرة بالماء لمدة يوم، ثم يتم نشلها وتغطيتها بالأكياس حتى تنبت (تزرع)، وبعدها تجفف ويتم طحنها في الطاحونة وتصنع منها عجينة تترك لمدة يوم حتى يتخمر وتضاف لها البهارات، وتجتمع نساء الحي أو القرية في عواسة الآبري، ويتعاون في عواسته حتى يتم الانتهاء منها قبل رمضان بأسابيع، هل مع كل تلك التجمعات يفتقد المجتمع طعم الحلو مر بنكهته بعدم اللمة.

كورونا وتقفيل الطرقات قبل رمضان تكون العاصمة تقريباً خالية من السكان، فمعظمهم يرحلون إلى ولاياتهم والبعض الآخر يسافر في أول يوم من رمضان، وهنا تكون كل المدن التي تبعد عن الخرطوم، والتي تكون على الطرقات الرئيسية على أهبة الاستعداد، خصوصاً طريق الخرطوم مدني، وتحديداً في منطقة المسعودية وما جاورها، حيث يقومون بتوقيف الركاب وأصحاب المركبات للفطور وتحليل صيامهم.

وقد درجت القرى التي تقع بالقرب من الظلط الرئيسي على السباق لعمل الخير، فبعد هذا الحظر والحال في الوقت الحالي إذا استمر الوضع على ما هو عليه، قد تفقد الأسر التي تطل على الطرقات هذه العادة بتناول الإفطار داخل البيوت ونسيان الشارع العام.

صحيفة آخر لحظة                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 سنوات | 16 قراءة)
.