"واشنطن": "ترامب" يضغط على الشركات لتطوير "علاج كورونا"

ضغط شديد مارسه الرئيس الأمريكى، دونالد ، على صناعة العقاقير الصيدلانية فى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الإسراع فى تطوير لقاحات وعلاجات لمواجهة تفشى المستجد» تزامناً مع بداية الأزمة.

العديد من الأدوية التى تعالج أمراضاً أخرى لجأت إليها الدول للتجربة، ولعل أبرز هذه الأدوية تلك التى تعالج من مرض «الملاريا»، حيث سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام «كلوروكين» و«هيدروكسيكلوروكين» كعلاج للفيروس، لكن فى المستشفيات فقط، وهما عقاران مضادان للملاريا يعلق عليهما الرئيس الأمريكى آمالاً كبيرة.

فى الوقت نفسه، وعلى الرغم من سماح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدامهما، فإنها حذرت المواطنين من معالجة أنفسهم منزلياً بعد أن توفى أحد السكان فى ولاية أريزونا بعد تناوله فوسفات الكلوروكين المخصص لتنظيف أحواض السمك.

وأكدت وزارة الصحة الأمريكية، فى بيان لها، أن إدارة الغذاء والدواء أعطت الضوء الأخضر من أجل «أن يقوم الأطباء بتوزيع ووصف هذه العلاجات للمرضى المراهقين والراشدين المصابين بكوفيد 19 والذين يعالجون فى المستشفيات، بشكل مناسب، عندما تكون التجارب السريرية غير متوافرة أو ممكنة».

وأشاد الرئيس الأمريكى فى 24 مارس بهذا العقار قائلاً إن «هناك فرصة حقيقية لأن يكون له أثر هائل، سيكون بمثابة هبة من الله إذا نجح»، كما يدافع الطبيب الفرنسى «ديدييه راوولت» عن هذا الدواء وقدّم دراسات عنه لم تقنع تماماً المجتمع العلمى.

ويعمل المعهد الوطنى للصحة وإدارة البحث والتنمية فى مجال الطب الحيوى فى الولايات المتحدة على اختبارات سريرية للعلاجات فى الوقت الحالى، ووفقاً لشبكة «سكاى نيوز» سينطلق اختبار مبنى على بروتوكول أعده البروفيسور راوولت، ويجمع بين الهيدروكسيكلوروكين وأزيثرومايسين (مضاد حيوى)، فى نيويورك.

وفى إطار مواجهة الفيروس، كشف الرئيس الأمريكى، الأسبوع الماضى، عن جهاز قادر على تشخيص الإصابة فى 5 دقائق، وأعلن مفوض إدارة الغذاء والدواء، ستيفين هان، أن الجهاز الجديد سيكون متاحاً قريباً فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، وسيكون الاختبار متاحاً فى عيادات الأطباء وغرف الطوارئ ومواقع القيادة، خلال الشهر المقبل، وقال «هان»، خلال جلسة إحاطة لقوات مكافحة الفيروسات التاجية، للرئيس ترامب: «الجهاز مثل اختبارات الإنفلونزا أو البكتيريا.

يمكن الحصول على إجابة فى غضون دقائق من إجراء هذا الاختبار»، وذلك وفقاً لما ذكره موقع «نيويورك بوست» الأمريكى.

وعلى الرغم من اهتمام الإدارة الأمريكية بالبحث عن علاج منذ بداية الأزمة فإنه لم يكن الطريق الوحيد المفترض أن يسلكه ترامب فى مواجهة الفيروس، حيث يقول الإعلامى الدكتور مايكل مورجان، رئيس مؤسسة النبض الأمريكى، إنه لا شك فى أن الإدارة الأمريكية قد نجحت فى إدارة الأزمة محاولةً احتواءها ولكنها فشلت فى توقع حجم الكارثة والأعداد لها مسبقاً بعد تفشى الوضع فى ووهان الصينية.

مايكل مورجان: الإدارة الأمريكية نجحت فى إدارة الأزمة وفشلت فى توقع حجم الكارثة.

.

والتعامل بشفافية زاد من تلاحمها مع الشعب وأضاف «مورجان» لـ«الوطن»، أنه بشكل عام قاد ترامب فريق إدارة الأزمة مع نائبه مايك بنس وأعضاء الفريق الطبى لإدارة والتصدى للهجوم الشرس للفيروس، وعلى الرغم من الهجوم السياسى «غير المبرر» من الديمقراطيين فى معظم الوقت على شخص ترامب مهما اتخذ من خطوات لإدارة الأزمة، لم يتأثر ترامب كثيراً بهذه الانتقادات واستمر فى التعامل مع الأزمة بمنتهى الشفافية والتحدث اليومى مع الشعب الأمريكى عن طريق المؤتمرات الصحفية اليومية، مما زاد من تلاحمه مع الشعب، وأيضاً زاد من سخط الديمقراطيين عليه.

"عبدالجواد": الرئيس الأمريكى تشكَّك فى خطورة الفيروس فسمح له بانتشار أوسع الدكتور عاطف عبدالجواد، الباحث فى العلوم السياسية فى جامعة جورج واشنطن، يرى أن ترامب بدأ متشككاً بخطورة كورونا وماطل وتلكأ فى اتخاذ إجراءات حاسمة مما سمح للفيروس بانتشار أوسع، ولكنه عاد واقتنع بتقييم الخبراء من حوله الذين أصروا على فرض إجراءات التباعد الاجتماعى، وأعلن حالة الطوارئ الفيدرالية وطلب من الكونجرس تشريعات لتحقيق هدفين، الأول هو مكافحة الوباء، والثانى تخفيف المصاعب الاقتصادية للأفراد وإنعاش الاقتصاد الأمريكى الذى يواجه الآن معدلات بطالة أعلى وانكماشاً.

وأضاف لـ«الوطن» أن الرئيس الذى شكّل لجنة من الخبراء لمتابعة الوباء ومكافحته ما زال متأرجحاً بين الرغبة فى حماية الأرواح والميل نحو فتح الاقتصاد والمجتمع من جديد، وتابع: «من ناحية هو الآن يدعو الناس إلى ارتداء كمامات كلما خرجوا من بيوتهم لضرورات عاجلة، وهو يقول إن الأسبوع الراهن أو الأسبوعين الأولين سيكونان الأسوأ، وطلب من الأمريكيين الاستعداد لوفيات واسعة خلال هذه الفترة الزمنية».

وقال: «لقد فعل ترامب أيضاً قانون الإنتاج الحربى الذى يلزم الشركات الصناعية وشركات السيارات بصنع المعدات الطبية اللازمة، ومنها أجهزة التنفس الصناعى والكمامات، وهذا القانون الذى يعود إلى زمن الحرب الكورية يمنع الشركات أيضاً من تصدير هذه المعدات خارج الولايات المتحدة».

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 4 سنوات | 19 قراءة)
.