محلات العطارة .. خط دفاع اليمنيين الأول في مواجهة كورونا

  محلات العطارة .. خط دفاع اليمنيين الأول في مواجهة كورونا

داخل أحد محلات العطارة بصنعاء كان سهيل الحمادي يسأل البائع عن المنتجات العشبية التي تفيد في مواجهة كورونا، بعد أن اشترى بعض ما اخبره أصدقائه عنها، ولم يكن البائع على علم بالطب والفوائد العلاجية للأعشاب ليرد على الأسئلة، لكنه اخبره بما يسمعه من الذين يأتون لشرائها.

وتعد الأعشاب أفضل الوسائل المتاحة في الوقت الراهن، ولو كانت البلد تمتلك الإمكانيات الطبية، وتوجد ثقة بين المواطن والدولة ربما لم يكن الناس ليفكروا بمثل هذه الحلول، ولن يبحثوا عن حلول فردية، كما يقول الحمادي لـ"بلقيس".

خطة مواجهة ليس الحمادي متأكدا من نجاح طريقة العطارة في مواجهة الوباء الذي اجتاح العالم، ولم يصل العلماء إلى عقار لعلاجه، ولا يعرف الكثير عن فوائد الأعشاب التي سارع إلى شرائها إلا ما سمعه من الأهل والزملاء، إلا انه يعتبر اقتنائها جزء من الإجراءات الإستباقية للمواجهة.

ما يزال الحمادي يشعر بالأمان، لعدم ظهور الفيروس في اليمن إلا أنه يخشى أن لا يستمر هذا الوضع، ويتوقع الإعلان عن ظهور حالات مصابة في أي لحظة.

ويلجأ المواطن إلى محلات العطارة لأخذ النباتات والزهور التي يعتقدون أنها تساهم في رفع المناعة لمعرفته مدى هشاشة الوضع الصحي في اليمن، ويعتبر الأعشاب إحدى الإجراءات الوقائية في ظل انعدام البدائل الأخرى، كما يقول محمد صفوان لـ"بلقيس".

يحمد صفوان الله على نعمة عدم ظهور الفيروس، ويتمنى أن لا يصل إلى اليمن، ويضيف: البلد عانى الكثير طوال خمس سنوات من الحرب، ولو وصل فيروس كورونا إلى البلد في ظل الأوضاع الراهنة فربما لن ينجو أحداً.

تقوية المناعة أكثر الأشياء التي تباع في محلات العطارة خلال هذه الفترة هي اليانسون والثوم الذكر وزهرة البابونج لان الناس يعتقدون أنها تعطيهم وقاية وتعزز مقاومة الجسم في مواجهة فيروس كورونا، بحسب خيرالله الدهيش مالك محل عطارة وبهارات بصنعاء.

ويقول الدهيش لـ"بلقيس": أسعار هذه المواد رخيصة بعكس المنتجات التي تباع في الصيدليات كفيتامين سي، وفي مقدور الناس شرائها عدا الثوم الذكر الذي يصل الكيلو منه إلى 20 ألف ريال، لكن البعض يعتبر أن الثوم البلدي أو الصيني يفي بالغرض وله فوائد صحية متنوعة.

ويتفق معه محمد الحطامي صاحب محل عطارة آخر بان الإقبال على اليانسون والثوم الذكر والكركم والزنجبيل الأخضر زاد كثيراً بعد ظهور الفيروس لتداول الناس الأخبار عن فوائدها الصحية للجسم والمناعة.

فوائد علاجية  ويبدو أن إقبال الناس على هذه الأعشاب والبذور لم يأتي من فراغ، وعلى الرغم أنها لم يثبت علمياً قدرة هذه النباتات على علاج كورونا، إلا أن دراسات طبية عدة أشارت إلى الفوائد العلاجية لها.

ويعد اليانسون من النباتات الحوليّة التي تُزرَع غالباً من أجل الحصول على بذورها ذات الرائحة العطريّة التي تمتلك العديد من الفوائد الطبيّة، ويعمل كمضاد بكتيري وفطري وتمنع مادة الأنثول التي يحتويها على انتقال العدوى، وتحمي الجسم من الفيروسات، كما تدخل في تكوينه العديد من مضادات الأكسدة التي تعمل على الحماية من أمراض الجهاز المناعي المختلفة، وتحارب الجذور الحرة في الجسم وتحميه من الالتهابات.

ويساعد الزنجبيل، بحسب الدراسات الطبية على حرق الدهون وتقوية المناعة، وخفض نسبة الكولسترول والسكر في الدم، ويحوي مواد نشطة ومعادن تساهم في الحفاظ على مستويات ضغط الدم، وصحة الشرايين ومضادات أكسدة تحارب الميكروبات والالتهابات.

فيما يعتبر الثوم مصدر هام لفيتامين سي و8 أنواع أخرى من الفيتامين ويحتوي على 16 مادة مضادة للأكسدة ويعالج الفطريات خاصة الكانديدا أكثر الأنواع انتشارًا في مرضي نقص المناعة.

الوقائية أجدى وهذا ما يؤكده الدكتور محمود احمد لـ"بلقيس" حيث يرى أن هذه المواد تقوي المناعة، لاحتوائها على نسب عالية من فيتامين سي الذي له علاقة وثيقة بتقوية الجهاز المناعي بالإضافة إلى وجود مضادات الأكسدة والبكتيريا التي تساهم بحماية الجسم.

إلا انه يرى أن الوقاية، وعمل الإجراءات الاحترازية التي يهملها الناس كالبعد عن الزحام، وعدم المصافحة وغسل اليدين وغيرها من الإجراءات مهمة جداً، وأكثر جدوى من مواد محلات العطارة.

اليمن      |      المصدر: يمني سبورت    (منذ: 4 سنوات | 86 قراءة)
.