أنديتنا تتربع على عرش إفريقيا..الصحوة المغربية تثير الرعب الأدغال الإفريقية

من الأبطال إلى الكاف.

.

مطر بعد جفاف عقد فريد وعودة من بعيد الله يبارك ويزيد  كيف تصدر الوداد بلغة الأرقام وثبات الأقدام؟ متى  ينجلي الفيروس التاجي لنسعد ب"السوبر العاجي"؟  قد تكون الأندية المغربية تأخرت بعض الشيء في إعلان دخولها المعترك القاري٬ ليس في سياق المشاركة وإنما اعتلاء "البوديوم"، كون هذا استغرق عقودا من الزمن، فقد تطلب الأمر 10 سنوات بالتمام والكمال، بعد الإنجاز التاريخي الفريد من نوعه والأوحد في تاريخ الكرة المغربية بلقب منتخب الأسود في اثيوبيا 1976، ليحقق الجيش الملكي "الزعيم" بجيله الذهبي لقبا رائعا سنة 1985، لقب نستحضره بكافة تفاصيله وكأنه حدث بالأمس، وليس قبل 35 سنة.

من الزايير سابقا٬ لما أجهز الجيش على فريق بيليما، سيبدأ زمن الوصال مع "البوديوم" الإفريقي٬ لتتواصل الإنجازات ويلتحق الغريمان به في نفس المسابقة "دوري الأبطال" في شكله القديم.

في الملف التالي نستحضر صحوة الكرة المغربية٬ متجلية في إنجازات المواسم الأخيرة وظهور الأندية الوطنية في محطات الحسم  النهائية٬ مع استحضار النسخة الحالية التي يغلفها حلم جميل "سوبر مغربي" خالص نتطلع إليه جميعا بعد إنجلاء غمامة كورونا بمشيئة الله.

.

الجيش الملكي يقص الشريط كان سيكون من الظلم لهذا الجيل المبدع٬ الجيل الذي دخل التاريخ كون 11 لاعبا الذين توجوا بلقب دوري الأبطال سنة 1985، جميعهم لعبوا للأسود في مشهد قلما تحقق لفريق آخر من فرق البطولة.

جيل الألمعي التيمومي شافاه الله والهداف الرائع لغريسي مع خيري وهدامو والكاريزماتي حمدي٬ استهل باكورة الألقاب القارية للفرق الوطنية عبر كأس الأبطال٬ التي كان قد جرب حظه فيها مرارا ولم يوفق وعلى نحو غريب٬ إذ كان يفشل حتى بأسماء جيله الستيني الذهبي بقيادة الراحل علال والمختطف وباموس أمام أندية  إفريقية مغمورة.

منتصف الثمانينات سيكسر الجيش الملكي الحاجز وسينطلق عداد الكرة المغربية مع الألقاب القارية٬ بعد مسار مميز أطاح من خلاله الجيش بنادي دياراف السينغالي والبنزرتي التونسي والزمالك المصري، قبل أن يحسم النهائي أمام بيليما الزاييري بعد الفوز هنا بالرباط بخماسية، وفرض التعادل إيابا في الزايير بهدف لمثله، ليحظى باستقبال ملكي من الراحل الحسن الثاني وتكريم كل لاعبي هذا الجيل التكريم الذي يليق بهم.

وصال مع بوديوم الأبطال سيرا على النهج الذي نتبعه في هذه الملفات التي نمزج فيها بين النفحة النوسطالجية والحاضر، كي يتسنى لأبناء الجيل الحالي إنعاش ذاكرتهم واكتشاف جوانب من الماضي المشرق للكرة المغربية٬ نعود بهم لأسرار وصال الأندية الوطنية مع دوري الأبطال وكأن الغريمين الرجاء والوداد  اللذين كان يضمان في هذه الفترة أسماء رائعة احتاجا فقط لاستهلال وافتتاح الفريق العسكري كي يحذوا حذوه.

الرجاء الذي انتظر عقودا طويلة ليتوج بلقب البطولة، سيحقق مسعاه سنة 1988 مع كابريطا وهو اللقب الذي فتح أمامه مجال المشاركة في دوري الأبطال أفريقيا، ليتوج به من أول مشاركة في السنة التي  تلتها أمام مولودية وهران.

الرجاء افتتح شهيته بهذا اللقب، ليكون أول ناد مغربي يتوصل للفوز بلقب عصبة الأبطال في شكلها الجديد مرتين في ظرف 3 سنوات (1997 و1999).

وفي نفس الفترة سيدخل الوداد بفريقه الأسطوري الذي ضم عددا من لاعبي مونديال 1994 يتقدمهم عزمي والمدفعجي الداودي مع بويبود وفرتوت ونيبت بمعية بنعبيشة  فخر الدين خانة الأبطال سنة 1992 وينتظر بعدها 25 سنة ليقبض على لقبه الثاني أمام الأهلي المصري.

الكونفدرالية تتكلم مغربي في نفس الحقبة التسعينية التي شهدت تتويج الرجاء والوداد بلقب عصبة الأبطال٬ ظهر إفريقيا فريق اسمه الكوكب المراكشي والذي شارك في كأس الكونفدرالية، بصفته بطلا لكأس العرش الذي كان أحد أصحاب الإختصاص فيه محليا٬ ليظفر بلقب 1996 أمام نجم الساحل التونسي والذي كان لا يقهر يومها بعناصر شهيرة منها الحارس رضوان وبوقديدة ورياض البوعزيزي والزبير بية وآخرون٬ وهنا سيتمكن الإطار الوطني عبد القادر يومير من دحول التاريخ، إذ سيصبح أول مدرب مغربي عبر تاريخ الكرة المغربية، يفوز بكأس إفريقية سواء تعلق الأمر بناد أو منتخب.

هذه الكونفدرالية ستصبح علامة مغربية مميزة من خلال الألفية الثالثة والتي شهدت تتويج فرق الرجاء مرتين والمغرب الفاسي والفتح والجيش الملكي بألقاب هذه الكأس٬ ناهيك عن عديد النهايات التي ضاعت على الجيش والنهضة البركانية وغيرها من الفرق في نفس المسابقة.

ورغم ذلك تظل 6 كؤوس التي تتواجد في خزانتها رقما مستحسنا، وإن تأخر دخولنا السجل الذهبي للكؤوس الإفريقية كما أسلفنا الذكر سابقا.

العقد الفريد عاشت الكرة المغربية فترات فراغ كانت سببا في تأخرها على مستوى تعزيز الأندية الوطنية لأرقامها، وإلا لكنا اليوم ننافس الفرق المصرية على الصدارة.

وتظل فترة من 1989 لغاية 2000 فترة مجيدة سجلت العديد من الألقاب للغريمين والكوكب المراكشي.

إلا أن العقد الأخير كان الأفضل على الإطلاق أي من 2010 لغاية اليوم٬ لأنه خلاله توجت فرق الفتح والمغرب الفاسي مرتين والرجاء 3 مرات والوداد مرتين وتميز بمشاركة الفرق الوطنية في 3 نسخ لمونديال الأندية.

كما أن هذا العقد الفريد تميز بإنجازات رائعة، كونه عزز أرقام الأطر الوطنية متجلية في الطوسي مرتين وعموتا مرتين، ولم يعد الذهب والكؤوس حكرا على يومير وفاخر اللذين قصا الشريط.

  في نفس العقد ستصبح النهايات مشرعة الأبواب أمام فرقنا الوطنية، ليتحسن تنقيطها الذي تقرر اعتماده من طرف "الكاف" لاحقا.

الصدارة ودادية باعتماد "الكاف" منهج التنقيط في آخر 5 مواسم٬ سيكون الموسم الحالي مؤشرا على أن صحوة الأندية الوطنية ليست مجرد مزايدة أو وهم أو حتى شعار٬ من خلال اعتلاء الوداد صدارة التصنيف مزيحا الترجي التونسي من المقدمة برصيد 65 نقطة، متقدما بنقطتين على الترجي٬ وستجدون رفقة الملف معايير التنقيط والتي تعتمد على النتائج في آخر النسخ والتقدم في المسابقات لغاية المحطات النهائية٬ فكان الوداد الفريق الوحيد الذي تأهل في 4 من أصل آخر نسخ متصدرا للدور الثاني داخل مجموعته.

وبفارق هام سيصعب على الأهلي المصري الثالث ومازيمبي الرابع والزمالك الخامس تداركه، لأن الوداد سيعزز نقاطه كونه على بعد خطوة من نهائي النسخة الحالية إن شاء الله.

ويتواجد الرجاء في الصف الثامن ب 38 نقطة ونهضة بركان عاشرا ب 32 نقطة، وهنا حين نتحدث عن الزعامة والصحوة٬ فإنها تتجسد أكثر بتواجد 3 أندية مغربية ضمن العشرة الكبار، الأمر الذي لا يتكرر مع أي بلد.

.

"فريقان من مصر ومثلهما من تونس وفريقان من الكونغو وصنداونز من جنوب إفريقيا".

حلم السوبر التاريخي في النسخة الحالية التي جاءت رياح كورونا المسمومة لتعبث بأحلامها وتؤجلها٬ يتواجد 4 سفراء للكرة المغربية على حافة النهائي٬ وإن كانت القرعة قد أفضت إلى ضمان فارس في نهائي الكونفدرالية من خلال مواجهة نهضة بركان لحسنية أكادير٬ في حين شاءت القرعة المجنونة أن تفرز صداما مغربيا فرعونيا، من خلال لقاء أصحاب الرداء الأحمر وأكثر متوجين في بلديهما الوداد والأهلي من جهة، والرجاء والزمالك من جهة ثانية.

وفي انتظار معرفة ما سيستجد داخل "الكاف" بعد زوال هذه الجائحة٬ يظل الترقب سيد الموقف ومعه التطلع لسوبر ملحمي تاريخي، يضم في ملعب الغرافة بالدوحة التي ظفرت بهذا "البلاطو" ناديان من المغرب.

وقبل أن يتحول هذا الحلم لواقع٬ وهو جد متاح قياسا بما قدمته فرقنا في مسابقتي عصبة الأبطال والكونفدرالية لغاية الآن٬ نأمل أن يعود التباري وتستأنف المسابقات محليا وقاريا كي لا يجهض هذا الحلم الوردي، ويجرفه الفيروس التاجي بين رجليه، كما يجرى الحديث بتعليق عصبة أبطال أوروبا.

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 4 سنوات | 20 قراءة)
.