حكيمي.. العودة لمدريد أو البحث عن أفق جديد

قصة كفاح بدأت من الصفر لتحقيق حلم العمر مع "أسود الفيستفال" حقق مسارا ولا في الخيال  مستقبل مجهول لمدافع حير العقول.

.

في سن 21، بات اللاعب المغربي أشرف حكيمي حديث كبريات وسائل الإعلام، التي تننبأ له بمستقبل زاهر في عالم كرة القدم العالمية، فأيقونة المنتخب المغربي وبعدما شق مسارا ناجحا إنطلاقا من ريال مدريد الإسباني لغاية محطة بروسيا دورتموند الألماني التي وصلها قبل عامين معارا من الفريق الملكي، أصبح يستأثر باهتمام عمالقة الأندية العجوز، لذلك كثرت التنبؤات وحتى الإشاعات عن مستقبله، بين إمكانية العودة من حيث إنطلق إلى العاصمة مدريد، أو دخول غمار تجربة جديدة الموسم المقبل.

ميلاد نجم وقصة كفاح  في 4 نونبر 1998، وبالضبط في العاصمة الإسبانية مدريد، أطلق أشرف حكيمي صرخة الحياة، ليكون الإبن البكر لأسرة مغربية هاجرت للجارة الإيبرية بحثا عن مورد رزق، حيث ظل والده حسن الذي إلتقته «المنتخب» بمدريد يكافح من أجل توفير شروط الحياة الكريمة لأفراد أسرته، فالرجل القادم من مدينة وادي زم كان يراهن كثيرا رفقة والدة أشرف إبنة مدينة القصر الكبير، على تربية أبنائه الثلاثة ومساعدتهم من أجل التميز، أمام الإسبان ووسط أبناء الجالية المغربية.

ظل حسن حكيمي يشتغل ليل نهار من أجل تلبية متطلبات أشرف، الذي أظهر منذ نعومة أظافره شغفا كبيرا بكرة القدم، لذلك ظل والده يناضل كثيرا من أجل تسجيله في مدرسة لكرة القدم، فالوالد كان يترك عمله لساعات طويلة، مقابل أن يوصل فلذة كبده لمركز التداريب، حتى بدأ أشرف يشق طريقة بنجاح ويتميز على العديد من اللاعبين في منطقة خيطافي، وبالضبط داخل فريق كلوب ديبورتيفو أوفييخي، ضواحي العاصمة مدريد، لتستمر رحلة البحث عن النجومية، قبل أن يقوده القدر للحاق بمدرسة العملاق ريال مدريد، لتنقلب حياة اللاعب المغربي رأسا على عقب، فقد إستطاع أشرف في ظرف وجيز أن يلفت إليه الأنظار رفقة «كاستيا»، الفئة التي توليها إدارة الفريق الملكي عناية خاصة، ليبصم اللاعب المغربي بعدها على مباريات كبيرة وبالأخص في عصبة أبطال أوروبا لأقل من 19 سنة.

مصائب قوم عند قوم فوائد  ظل أشرف يبرق ويتوهج رفقة رديف ريال مدريد «كاستيا»، ويراقبه في ذلك مدرب الفريق الأول زين الدين زيدان، قبل أن يعلن الطاقم الطبي للفريق الأبيض معاناة الإسباني داني كارفخال في موسم 2017ــ2018 من مشاكل في القلب، ليجد «زيزو» أمامه اللاعب ناتشو والشاب اليافع حكيمي، ليخوض الأخير أول مباراة له مع الريال أمام إسبانيول برشلونة، في فاتح أكتوبر 2017، قبل أن يبصم على أول شهد له مع الريال في 9 دجنبر من نفس السنة بعد تمريرة ملمترية من بنزيمة، ليسجل هدفا من الخماسية التي فاز بها الريال على إشبيلية، قبل أن يواصل اللاعب المغربي اللمعان، ويتم إختياره ضمن أفضل 50 موهبة في العالم.

في عمر 19 سنة حاز أشرف لقب عصبة أبطال أوروبا مع الريال، وأصبح يستأثر باهتمام وسائل الإعلام الإسبانية، التي لم تتوقف عن الإشادة به، لذلك لم يكن عجبا أن يصبح اللاعب المغربي دائم الحضور في صفحات «ماركا» و«آس»، التي تبنأت بقدرته على تحمل المسؤولية في مركز الظهير الأيمن، بالنظر للإمكانيات التقنية التي يتوفر عليها وسرعته في التحول من الدفاع إلى الهجوم.

موسم الإعارة  كعادة كل الأندية العملاقة التي تسعى لتطوير مؤهلات لاعبيها الشباب، حرصت إدارة ريال مدريد على إعارة أشرف لبروسيا دورتموند الألماني، كي يشتد عوده أكثر ولا يتأثر كثيرا بالجلوس احتياطيا بديلا للأساسي كاربخال، وهنا ستبدأ الحكاية الرائعة لحكيمي في البوندسليغا، وقد أعير لموسمين لأسود الفيستيفال في 11 يوليوز 2018، ليبصم رفقته على موسم رائع بأداء جيد وبإنضباط تكتيكي مميز.

بغض النظر عن المسار الرائع الذي بصم عليه أشرف في البطولة الألمانية، فقد إستطاع التألق أيضا في عصبة أبطال أوروبا، أرقى المنافسات القارية، ما جعل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم يمنحه جائزة أفضل لاعب إفريقي واعد.

وخلال موسم إعارته الثاني في صفوف «أسود الفيستفال» واصل أشرف التألق، بل إنه أذهل الجميع في إحدى مباريات البطولة الألمانية، وبالضبط أمام لايبزيغ، عندما تخطت سرعته في الركض داخل الملعب 36 كلم في الساعة، محققا رقما قياسيا في البوندسليغا، وليتمكن أشرف من صناعة إسم خاص به، ليكثر الحديث عن إمكانية عودته لفريقه الأم ريال مدريد.

وسيظل أشرف حاضرا بقوة في وسائل الإعلام ومادة دسمة يقبل عليها الصحفيون، بعدما إكتسب إبن المغرب شهرة كبيرة، وبخاصة أنه أصبح مطمعا لأندية أوروبية كبيرة عبرت صراحة عن رغبتها في ضمه لصفوفها ومنها بايرن ميونيخ الألماني وجوفنتوس الإيطالي.

في عرين الأسود  قبل أن يلحق بالمنتخب المغربي الأول، مر أشرف من صفوف أشبال الأطلس، حيث لعب رفقة الفتيان والشبان، وهو الذي قدمه للجامعة منقبها ومستكشفها بإسبانيا ربيع تكسة.

  طبعا سيتلقى أشرف أول دعوة من هيرفي رونار لدخول عرين أسود الأطلس في 11 أكتوبر 2016 برسم مباراة ودية أمام كندا، لكنه لم يشارك كأساسي إلا في تصفيات مونديال روسيا 2018، حينما زج به الفرنسي هيرفي رونار أمام مالي، ليسجل هدفا من السداسية التي فاز بها المنتخب المغربي، لتنطلق بذلك رحلة تألق اللاعب المغربي الذي شارك في نهائيات كأس العالم بروسيا سنة 2018 مع المنتخب المغربي وعمره لا يتجاوز 19 سنة فقط، ليكون ثالث أصغر لاعب شارك في المونديال الروسي، وبذلك كبرت أطماع بروسيا دورتموند الذي استفاد من خدماته على سبيل الإعارة، قبل أن يواظب المدافع المغربي على الحضور مع المنتخب في مختلف المباريات، حتى أن الناخب الوطني الحالي البوسني وحيد خاليلودزيتش، خرج أمام العلن ليقول بأن أشرف يلعب كرة القدم ولاعبو البطولة الذي يطالب العديد من النقاد، بضرورة منحهم فرصة اللعب مع المنتخب المغربي يمارسون رياضة أخرى.

أشرف يشعل الميركاطو.

.

منذ أشهر وإسم الدولي المغربي أشرف حكيمي، يتصدر الصحف العالمية، ليس للإشادة به وبقدراته التقنية وإنضباطه التكتيكي، لكن بربطه بإمكانية العودة لفريقه الأم ريال مدريد تارة، وإمكانية مجاورة أندية أوروبية أخرى تارة أخرى.

حكيمي وعلى غرار مواطنه حكيم زياش، تم ربطه مؤخرا بأكثر من فريق، حيث تحدثت قصاصات الصحف العالمية، عن إهتمام بايرن ميونيخ بخدماته، وكذلك تشيلسي واليوفي، ناهيك عن رغبة بروسيا دورتموند في شراء عقده بشكل نهائي من إدارة الفريق الملكي.

مستقبل مجهول ذلك الذي ينتظر أشرف، الذي يعرف بدوره الفريق الذي سيلعب معه إبتداءا من الموسم المقبل، وكل ما يفكر به الأسد المغربي الأصيل في المرحلة المقبلة، هو لعب أكبر عدد من المباريات، دون أن يجلس في دكة البدلاء التي قد يتأثر فيها مردوده البدني، لذلك يراهن أيقونة المنتخب المغربي على أن تكون خطوته المقبلة مدروسة من جميع النواحي.

صحيح أن حكيمي قال أكثر من مرة أنه إبن الريال ويسعده أن يكون دائما مع الريال ولا يمكن تصور سعادته دائما وهو يشتغل مع زيدان، إلا أنه يلح على أن العودة للبيرنابيو لا يمكن أن تكون على حساب تنافسيته، فهو رافض لمبدأ أن يعود للملكي ليكون فقط رجل طوارئ.

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 4 سنوات | 28 قراءة)
.