مواطنون: مليشيات الحوثي تحول المستشفيات الحكومية إلى مرافق خاصة

مواطنون: مليشيات الحوثي تحول المستشفيات الحكومية إلى مرافق خاصة

مواطنون: مليشيات الحوثي تحول المستشفيات الحكومية إلى مرافق خاصة الثلاثاء 25 فبراير 2020 11:21 ص الصحوة نت - أمل أحمد تتعامل مليشيات الحوثي مع اليمنيين القاطنين في مناطق سيطرتها معاملة دونية، وكأن اليمني لا يملك الحق في الحياة الطبيعية، وكأنه بشر من الدرجة الثالثة، ويتجلى ذلك من خلال حرمان من لا ينتمي للجماعة من أبسط الحقوق والخدمات العامة الأساسية، وحصر تلك الخدمات فقط على منتسبيها وقياداتها.

ومن أبرز هذه القطاعات قطاع "الصحة" الذي أحكمت المليشيات قبضتها عليه، ويوماً بعد آخر تتحول المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية الى مرافق خاصة بالحوثيين دون سواهم من افراد الشعب، حتى صارت المستشفيات الخاصة بمثابة "الملاذ الأخير" للمواطن رغم تكاليفها الباهظة، في ظل أوضاع اقتصادية بالغة السوء تفتك بمن لم يفتك به المرض.

  سابقة خطيرة تقارير صحفية أفادت، نقلاً عن مصادر طبية بصنعاء، إن المدعو طه المتوكل، ما يسمى بوزير  الصحة في حكومة الانقلابيين، أصدر العام الماضي قرارا بحصر العلاج في المستشفيات ومكاتب الصحة بمناطق سيطرة المليشيات على المرضى الحوثيين أو من لهم أقارب يقاتلون في الجبهات، ورفض أي حالة مرضية للمواطنين اليمنيين، وذلك بعد ان التقى برئيس ما يسمى المجلس السياسي في صنعاء المدعو مهدي المشاط قبل نزوله لزيارة عدد من المستشفيات منها مستشفى السبعين ومستشفى زايد، حيث أصدر المتوكل  توجيهات بإعفاء مديري المستشفيين وجميع نوابهم من مناصبهم بسبب وجود حالات مرضية ليس لديهم أقارب في الجبهات، وهو ما خلق حالة من الاستهجان والاستنكار الشديدين في اوساط المواطنين، علاوة الوضع الصحي المتدهور للمرضى الذين يحتاجون للرقود واجراء العمليات العاجلة ودخول الطوارئ، حيث اصبحت ادارة الاقسام تطلب من المرضى اثبات قرابتهم لأي "مجاهد" وهي التسمية التي يطلقها الحوثي على مقاتليه.

  " س.

ح" أحد اطباء مركز القلب بالمستشفى العسكري في صنعاء يؤكد " للصحوة نت" أنه لم يتمكن من علاج والدته من مشاكل حادة في الركبة داخل المستشفى، بسبب عدم وجود اقارب يقاتلون في الجبهات لدى الدكتور، مما اضطره الى نقلها لأحد المستشفيات الخاصة على نفقته الخاصة، دون اي اعتبار لكونه أحد كوادر المستشفى ويعمل فيه منذ سبع سنوات.

  دماء على أبواب الطوارئ وفي مستشفى الثورة العام، تسبب قرار الانقلابيين، في حدوث مضاعفات خطيرة لأحد المواطنين ويدعى "عباس علي السريحي"، بعد أن رفضت ادارة الطوارئ اجراء اي اسعافات له وايقاف النزيف الحاد الذي تعرض له إثر حادث مروري، فقام اقربائه بإسعافه الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا على الفور، ليكتشف الاطباء هناك اصابته بنزيف داخلي كاد يقضي عليه لو تأخر اسعافه بضع دقائق.

وافاد "محمد ياسر" قريب المريض، في حديثه "للصحوة نت" ان الطبيبة المناوبة في الطوارئ " والتي نتحفظ عن ذكر اسمها" رفضت ادخال المصاب الى القسم بحجة عدم توفر سرير، وعندما أخبرها مرافق المريض بأنهم جاءوا من طرف الدكتور "فلان" اجابتهم بأن يخبروا الدكتور ان يتصل بها، وهو ما رفضه الدكتور حتى لا يوجه اليه الاتهام بأنه ادخل مريضاً مخالفاً لتوجيهات الانقلابيين! وعندها اخبرتهم الطبيبة بأن ينقلوه الى اي مستشفى خاص من باب الـ"نصيحة لوجه الله".

ورغم ذلك تخضع مسالة العلاج بمستشفى عام إلى وساطة في كل الأحوال حتى جرحى الحوثي يتم التعامل معهم بطبقية، ويعرف عن معظم اقسام مستشفى الثورة، بما فيها القلب والكلى والطوارئ، انها ترفض ادخال اي حالة ما لم تكن معها "وساطة"، ويرجع الأطباء السبب الى ازدحام الاقسام بالمرضى، وهو ما يصفه اليمنيون بـالعذر الواهي، ويطالبون بتوسيع الاقسام وزيادة عدد الأسرة لحل المشكلة، بدلاً من حرمان المواطنين من حقهم في العلاج.

  الفصيلة S التقينا الحاج "صالح"، في بنك الدم التابع لمستشفى الثورة، وهو يبحث عن 3 قرب دم لولده الذي يرقد في قسم العظام، وقال الحاج صالح ان بنك الدم رفض اعطاءه القرب رغم توفرها ولذلك اتجه للبحث عن متبرعين من فصيلة B+ ، مضيفا : "قالوا لي ما بش معانا هذه الفصيلة سير دور متبرعين، واقترب مني رجل منهم "يكتم ايمانه" وهمس في اذني: ياحاج هولاء يحتاجوهن للمجاهدين حقهم لكن اذا معك دكتور وساطة داخل المستشفى عتكون الامور اسهل".

وتابع الحاج صالح قائلا : "للأسف فصيلة ابني B   وهذه المستشفيات مخصصة لذوي الفصيلة S فقط".

ويقصد بالفصيلة "S " اي "السادة" وهم من كبار المنتسبين للتيار الحوثي الطائفي.

وتحدث الطبيب "ع –ف" من داخل المستشفى الجمهوري الحكومي بصنعاء، بأن المستشفى يقترب من ان يصبح مخصصاً بالكامل لجثث وجرحى ومرضى جماعة الحوثي الذين تبلغ نسبتهم حالياً 85% بالنسبة للعمليات والرقود وأسرة العناية المركزة، مضيفاً بأن معظم الحالات تصل في أوقات متأخرة من الليل، وأن المليشيات تجبرهم على الحضور دون اي مقابل او حتى بدل المواصلات.

 وتابع: "إذا اتصلوا بأحد الأطباء في الليل ولم يحضر او اغلق التلفون، يأتي المسلحون بطقم عسكري إلى منزل الطبيب، وفي اليوم التالي، يقوم مشرف المستشفى الحوثي، بإصدار مذكرة بفصل الطبيب، كل هذا اذا كان المريض او الجريح حوثياً، اما البقية فنحن نفصل ونسجن اذا عالجناهم حتى في وقت الدوام".

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 4 سنوات | 15 قراءة)
.