سد النهضة يهدد مهنة تاريخية في السودان

سد النهضة يهدد مهنة تاريخية في السودان

المصدر: الخرطوم - البيان، وكالات التاريخ: 17 نوفمبر 2019 ت + ت - الحجم الطبيعي يهدد سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق معيشة آلاف العائلات السودانية، حيث إنها ستقضي على مهنة تاريخية على ضفتي النهر.

ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.

ف.

ب) تقريراً عن تأثيرات سد النهضة على السودان، مستطلعة الآراء على الجوانب الإيجابية والسلبية.

وسلط التقرير الضوء على مهنة قديمة ما زالت قائمة، وهي «كمائن الطوب».

وتقع هذه المصانع التقليدية على ضفّتي النهر، من شماله إلى جنوبه، وتحوّل بطريقة بدائية طمي الفيضان إلى حجارة بناء.

ووسط بركة من الطمي المتشقّق بفعل الجفاف، يلتقط يعقوب نورين (40 عاماً) قطعة من الطين، قائلاً: «هذا الطمي يأتينا من الهضبة الإثيوبية.

إذا بني السدّ فهذه لن تصلنا».

ويضيف العامل في صناعة الطوب وهو ينظر صوب أعمدة الدخان المتصاعد من عشرات الكمائن الواقعة خلفه: «هذه مهنة قديمة جداً، توارثناها أبّاً عن جدّ.

.

.

الآلاف يعملون في هذه المهنة وكلّهم يعيلون أسراً».

وصناعة الطوب الأحمر بسيطة للغاية، تقوم على مزج الطمي بروث المواشي وبالماء وبتراب ناعم (زعفور) يترسّب قرب الجرف.

وينقل هذا المزيج إلى «الأسطا»، وهو عامل يقف في حفرة في الأرض تصل حتى خصره، فيسكبه في قالب معدني ويعطيه لـ«الدبّاشي» الذي يفرغه على بعد أمتار على الأرض في صفوف متراصّة من «الطوب الأخضر».

ويُترك هذا «الطوب الأخضر» شهراً ليجفّ، ينقله بعدها «العرباتي» لصنع «الكمينة»، وهي عبارة عن قطع من الطوب الجاف ترصف فوق بعضها البعض لتصبح أشبه بغرفة مربّعة تحشر بين فراغاتها أخشاب وتسدّ فتحاتها بالطين وتضرم فيها النيران، فتصبح فرناً ضخماً تكتوي بناره قطع الطوب طوال خمسة أيام.

وتحوّل عملية الحرق هذه الطوب الأخضر إلى طوب أحمر يباع بسعر 1500 جنيه (32 دولاراً) لكلّ ألف طوبة، وهو مردود جيّد ليعقوب وزملائه.

ولكنّ الدخان المتصاعد من هذه الكمائن يضرّ بالبيئة وبالمزارعين أيضاً.

واضطر الحاج عثمان بسببه إلى قطع أشجاره المثمرة والانتقال من زراعة الفواكه والخضار إلى زراعة العلف.

ويقول الحاج عثمان «أنا أفضّل أن تُستبدل الكمائن بالزراعة، عندها يمكننا تحويل هذه المنطقة إلى منطقة مرويّة نزرعها طوال العام، وذلك أفضل للبيئة ولتسويق الإنتاج في السوق القريبة، وعوائده المادية أكبر».

وبدأت إثيوبيا ببناء السدّ العملاق في 2012، رغم احتجاجات مصر التي تعتمد على النيل بنسبة 90 بالمئة لسدّ احتياجاتها من المياه، وتؤكّد أنّها تتمتّع بحقوق تاريخية بمياه النهر كرّستها معاهدات وقّعت بين 1929 و1959.

وانطلقت في أديس أبابا الجمعة جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية على مستوى وزراء المياه بهدف التوصّل لاتّفاق بحلول 15 يناير 2020 بشأن فترة ملء الخزان.

كلمات دالة: سد النهضة، السودان، النيل، إثيوبيا فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

الامارات      |      المصدر: البيان    (منذ: 4 سنوات | 13 قراءة)
.