النفاق الانتخابي يُفرّخ حكومة الفساد الحلال

النفاق الانتخابي يُفرّخ حكومة الفساد الحلال

                                                                                                                                                                                                                                         شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

موافق النفاق الانتخابي يُفرّخ حكومة الفساد الحلال نشر في يوم 15 - 11 - 2019 تُشرعن السياسة في لدعاة "الحكم بشرع الله" التمرّد على أخلاقياتهم التي يتزيّنون بها في حملاتهم الانتخابية، وتفتح باب التحوّل إلى سفهاء استبد بهم حب السلطة حد عناق من وصفوهم بالفاسدين ووُصفوا من طرفهم برعاة الإرهاب.

الغاية تبرّر الوسيلة، أو المرحلة تقتضي ذلك، مبررات قدمتها حركة النهضة للتحالف مع غريمها المزعوم نبيل القروي وعززتها بمصطلح "خطاب انتخابي" لتأكيد النفاق الانتخابي الذي سارت وفقه وعودهم للناخبين وتعلقت أساسا بمكافحة الفساد وعدم التوافق مع الأحزاب "المضادة للثورة" وعلى رأسها حزب قلب الذي أوهم ناخبيه بنفوره التام للحزب الإسلامي الفاشل في الحكم.

وبات الانقلاب على الوعود والمواقف الانتخابية لدى النهضة وحلفائها في الحكم مألوفا خاصة بعد إطلاق نظرية التقاء الخطان المتوازيان إثر لقاء الذي كان منعرجا حاسما في تحديد مقومات الحكم في وأساسها المحاصصة الحزبية تحت شعار التوافق والوحدة الوطنية.

وأثبتت واقعة البرلمان تجليات النفاق الانتخابي وتفريخه لحكومات متأسسة على قواعد الغش وكسب ود الناخبين بخطاب المعاداة في سبيل النجاح في الانتخابات، وبرهن تحالف الغريمين الانتخابيين، حركة النهضة وقلب ، خذلان الناخبين ومغالطتهم من أجل الوصول إلى سدة الحكم.

وبقدر ما ترجم المشهد في البرلمان طبيعة التحالفات بين الأحزاب التي تجرى طبقا لنسب نتائج الانتخابات التشريعية، بقدر ما كشف النوايا الحقيقية لمحبّي المناصب الذين ينزعون قبعات الانتخابات فور كسبهم أصوات الناخبين حتى لو خالفت تحالفاتهم ما وعدوا به.

ولا تنطبق مقولة "أصحاب المبادئ، أصحاب القيم لا يبدؤون إلا وهم قلائل" على زعماء النهضة وحزب قلب ، لانتفاء المبادئ السياسية والقيم الأخلاقية عنهم ولكونهم ليسوا بقلائل أجبرتهم أقليتهم على التحالف لتحقيق الأغلبية، وكان للنهضة خيارات أخرى في الحكم لا تتعارض مع خطابها الانتخابي الذي وعدت به الناخبين كتحالفها مع حزب التيار الديمقراطي أو حركة الشعب، كما كان لحزب القروي خيارات توافقية أخرى مع حزب عبير موسي والأحزاب الأخرى المتقاربة معها في خياراتها.

وتؤشّر توافقات المسار البرلماني إلى توافق تام في مسار تشكيل الحكومة بين النهضة التي "حرّمت" التحالف مع نبيل القروي المتهم بالفساد، وحزب قلب الذي أحلّ معارضة النهضة لفشلها في الحكم وفي مكافحة الارهاب.

توافق جديد سينتهي بتكوين "حكومة الفساد الحلال" وسيسقط التتّبعات القضائية للمتهمين بالفساد وسيفرز في المقابل موقفا جديدا بكون النهضة حزبا مدنيا اقتضت المصالحة الوطنية التوافق معه.

وسيظلّ صوت الناخب صهوة الحصان التي يركبها عشّاق القصور وستظل الاستحقاقات الانتخابية بالونات اختبار ينفخ فيها قادة الأحزاب بطون الناخبين بوعود زائفة فتنفجر لحظة الوصول إلى محطة تقاسم السلطة.

انقر لقراءة الخبر من مصدره.

مواضيع ذات صلة لدينا 83560549 خبرا ومقالا مفهرسا.

تونس      |      المصدر: تورس    (منذ: 4 سنوات | 6 قراءة)
.