صداقة البنات .. علاقة مودّة تتحوّل إلى عداوة مع سَبق الإصرار والترصُّد!!

ألمٌ ممزوجٌ بدهشةٍ وحَسرةٍ خلّفته خيانة (هالة) الصديقة المُحَبّبة لـ(أمل) وعائلتها، فدون سَابق إنذار، نأت أمل بعيداً عن صديقتها المُقرّبة وانقطع التواصُل، وكلّما حَاولت أن تعرف الأسباب كانت تُقابلها بردود غير مُقنعةٍ، لكنها كانت تضع لها الأعذار، رغم أنّها كانت في حوجة لتحكي لصديقتها عن خلافها مع خطيبها الذي بدأ هو الآخر يتغيّر ويبعد عن عنها، إلا أنّ الدهشة زالت في وقتٍ ليس بالقصير حينما علمت بارتباط خطيبها وصديقتها وإعلانهما عن زواجهما لتصبح الصداقة عَداوة دون مُقدِّمات!(1) علاقة الصداقة الجميلة التي قد تتحوّل فجأةً ومن دُون مُقدِّمات إلى عداوةٍ، حالة تنطبق على مَراحل مُختلفة من أعمار النساء اللائي عانين كثيراً من تجارب فاشلة، حكايات عديدة تمر بيننا يومياً نسمعها عن فشل تلك الصداقات ومُعاناة أصحابها من الألم النفسي الذي تخلفه مرارة الصداقة بعد مشوارٍ طويلٍ من الوُد والتقدير المُشترك بين الطرفين، والذي يمتد في أحايين كثيرة للأسر.

إيمان قالت، إنّها عانت ما عانت من صديقتها التي جمعت بينهما أجمل الأيام، إلا أنّها تغيّرت عليها دُون أسبابٍ واضحةٍ لتصبح العداوة غير مُعلنة دُون تمهيد للموضوع الذي تَرَكَ جرحاً عميقاً بداخلها، فهي لم تتخيّل في يومٍ أن تبعد عنها صديقتها، وفي ختام حديثها أكدت أن الصداقات النسائية لا قيمة لها وأن أصحابها دائماً ما يحصدون الخُذلان.

(2) (…) مذيعة تعمل بفضائية مُشاهدة فضّلت حجب اسمها، قالت إنّ لها تجربةً مَريرة مع زميلتها بذات القناة التي رفضت الوقوف بجانبها في مَحنتها حينما قرّرت إدارة القناة الاستغناء عنها، وتحاشت قول الحقيقة حتى تضمن وُجودها بالقناة، مُتناسية عُمق العلاقة التي ربطت بينهما منذ سنواتٍ، مُشيرةً إلى أنّ المصالح الشخصية دائماً ما تعجل بإنهاء علاقات جميلةن وقالت إنها غير آسفة على القطيعة بينهما.

وفي ذات الموضوع، أوضحت نسيبة أنّ علاقات الصداقة بين البنات تشوبها الغِيرة العمياء التي تؤدي بدورها إلى هشاشة العلاقة، بمعنى أنها تجعلها في مهب الريح لأقل الأسباب وهو ما عانته مع صديقتها التي فقدت معها الأمان وأصبح ما بينهما حرب كلامية لا تنتهي، لذا فضّلت الاستغناء عنها لأنها لا تستحق الاستمرار بعلاقة فقدت أهم مُقوِّمات الصداقة.

(3) الباحثة الاجتماعية دلال عبد الرحمن أكّدت أنّ الصداقات إذا لم تكن مبينة على التّفاهُم والاحترام والاهتمام بلا شك ستنتهي العلاقة لأبسط الأسباب وتتحوّل ببساطة إلى عداوةٍ، ويتحوّل مسار العلاقة إلى منحى آخر، لذا من الأفضل اختيار صديقة تفرح من أجلك وتحزن معك ولا تصيبها الغِيرة من نجاحاتك حتى لا نشعر بخيبة الأمل والفشل في علاقاتٍ ربما تمتد لأعوامٍ ولا نحصد منها سوى الفشل.

.

فمن المُؤلم الصدمة في صديقٍ وضعنا فيه كل ثقتنا، لكن تبيّن أن تقييمنا للأمور كان خاطئاً.

تقرير: تفاؤل العامري صحيفة السوداني                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 سنوات | 22 قراءة)
.