لم يكن يعرف «السيد»، أن قلبه مرتبطا بتلاوة القرآن الكريم، ليس فقط في المنزل، إلا أن عزوبة كلام الله تملكته، ليستمر في التلاوة حى أثناء عمله في بناء المنازل بالطوب والأسمنت، فلا يحلو له ترتيل القرآن إلا خلال العمل، ليندمج ويبدع مع نفسه، تاركا من ذهنه كل شيء ليعيش أجواء روحانية جميلة تشعره بالفرحة والسعادة، خلال عمله في شهر رمضان. 

تأثر بالشيخين الليثي وطنطاوي

السيد صالح العزب صاحب الـ46 عاما ابن قرية السوالم مركز كفر سعد بمحافظة دمياط، يروي لـ«الوطن» حكايته قائلا: «أعمل في مهنة البناء بقراءة القرآن الكريم وتلاوته، بدأت حب تلاوة القرآن منذ الصغر، وتعلمت على يد أحد مشاريخ القرية، دائما كنت أستمع إلى الشيخ محمد الليثي والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، من كبار القراء، وتعلمت منهما الكثير في التلاوة والتجويد».

قراءة القرآن راحة نفسية في شهر رمضان

«أقرأ القرآن الكريم دائما وفي كل وقت، في البيت، في الطريق، وقبل النوم».. حسب «السيد»، وأهتم أكثر في شهر رمضان، وأستمتع بالتلاوة أثناء بناء المنازل وفي يدي «المسطرين» واليد الأخرى الطوب، بينما عقلي مع القرآن، حيث يشعرني براحة نفسية، وأعيش مع نفسي لحظات التلاوة، فهو يشجعني ويقويني على العمل أكثر، ويدفعني إلى الأمام، وأتمنى أن أنمي موهبتي، وأن يسمعني أحد، وأن يوصل صوتي وموهبتي إلى الناس. 

محبوب من الجميع 

«والدي محبوب من الجميع، وعلاقته طيبة بين الناس داخل وخارج القرية».. هذه ما قاله ساجد السيد صالح ابنه الأكبر في حديثه لـ«الوطن»، مضيفا كما أن والدي أي حد سمعه من البلد يعرف صوته الجميل والمميز في قراءة القرآن الكريم، وعندما نذهب إلى أي مكان للعمل فى البناء معا، يطلب منه الناس تلاوة آيات من القرآن، وينبهروا بصوته الجميل.