×

إلغاء الإعفاءات الضريبية يعيق توسع شركات التكنولوجيا الناشئة في بريطانيا

إلغاء الإعفاءات الضريبية يعيق توسع شركات التكنولوجيا الناشئة في بريطانيا - صحيفة المناطق السعودية

أبرز الموادمحليات

إلغاء الإعفاءات الضريبية يعيق توسع شركات التكنولوجيا الناشئة في بريطانيا

المناطق_متابعات

تسرع الشركات الناشئة الرائدة في المملكة المتحدة خططها للتوسع خارج البلاد حيث تشكل تخفيضات الحكومة للإعفاءات الضريبية على البحث والتطوير والدعم السخي المقدم في أماكن أخرى، خطرا يهدد مكانة المملكة المتحدة باعتبارها مركزا تكنولوجيا.

أخبر عدد من مؤسسي شركات التكنولوجيا الناشئة البريطانية صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن التخفيضات إلى جانب بريكست والتباطؤ في تمويل رأس المال المغامر أدت جميعها إلى التفكير في الفرص العالمية بجدية أكبر، حيث تصبح الدول الأخرى أكثر جاذبية لممارسة الأعمال التجارية.

ستفتح سيلفيرا، شركة ناشئة لائتمانات الكربون، مكاتب في الولايات المتحدة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ هذا العام، وهو قرار قالت عنه الشركة إن سياسة المملكة المتحدة الأخيرة كانت سببا في تسريعه.

قالت شركة إيبوك بايوديزاين، التي تطور إنزيمات لتكسير البلاستيكيات، و”أوكر بايو”، وهي شركة ناشئة تطور أدوية حمض نووي ريبوزي لأمراض الكبد، و”هوكستون فارمز”، وهي شركة تصنع البروتينات الحيوانية الخالية من اللحوم، إن التغييرات في نظام الإعفاءات الضريبية للبحث والتطوير الذي سيدخل حيز التنفيذ في الأول من نيسان (أبريل) المقبل، ستجعل التوسع في التصنيع أو المختبرات في المملكة المتحدة أقل جاذبية.

قال سام جيل، المؤسس المشارك والرئيس لسيلفيرا، “نشعر بالحاجة إلى التنويع أبكر مما ينبغي. الأمر يتعلق بقرارات الحكومة المتقطعة وضعيفة الجودة التي تشكل معا بيئة أكثر عدائية”.

الأسبوع الماضي، وجدت دراسة أجريت على 267 شركة ناشئة في المملكة المتحدة أن 84 في المائة قالوا إنهم قلقون من أن يضطروا إلى التفكير في نقل مزيد من التطور التكنولوجي إلى الخارج في أعقاب التخفيضات، وفقا لمجموعة الضغط كوديك.

في تشرين الثاني (نوفمبر)، ألغى جيريمي هانت، وزير الخزانة، جميع الإعفاءات الضريبية المتاحة للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في محاولة لتقليل المطالبات الاحتيالية، بينما زاد الائتمان للشركات الأكبر.

ضربت هذه الخطوة الشركات الناشئة خصوصا في صناعات مهمة استراتيجيا مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المناخ التي عادة ما تسبب خسائر حيث تعطي الشركات دعما لثلث تكاليف أبحاثها العالية.

حاولت الحكومة معالجة المخاوف مع إقرار هانت هذا الشهر أن “جوهر هذه الخطوة لتقديم دعم أكبر” لشركات الأبحاث المكثفة.

كما أطلقت استشارة حول دمج مخططات البحث والتطوير للشركات الكبيرة والصغيرة، التي تقول إنها ستبسط النظام وتعطي الشركات مزيدا من الوضوح بشأن المبلغ الذي ستحصل عليه كل عام للمساعدة على وضع ميزانياتها.

لكن التمويل سيبقى منخفضا عن أبريل. قال أليكس كيندال، الرئيس التنفيذي لشركو ويف الناشئة للسيارات ذاتية القيادة، “يجب أن تبحث الحكومة عن طرق موجهة أكثر لمساعدة الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم كثيفة الأبحاث على أن تنمو وتتوسع، وليس تخفيض دعمها”.

بينما يعد التوسع العالمي جزءا طبيعيا من نمو الشركات الناشئة، قال مؤسسو الشركات الناشئة إن التخفيضات إلى جانب السياسات الاقتصادية الأخرى كانت تقوض طموح الحكومة لتنمية قطاع التكنولوجيا في المملكة المتحدة.

قال جاكوب ناثان، المؤسس المشارك لـ”إيبوك بايوديزاين”، “التغييرات التي حدثت في الدعم المقدم للبحث والتطوير تجعل الدول الأخرى أكثر جاذبية. لست مقتنعا فقط بأننا سنتوسع في المملكة المتحدة الآن. إنه غير منطقي”.

لعبت الإعفاءات الضريبية دورا قويا في جذب المستثمرين العالميين إلى شركات المملكة المتحدة إضافة إلى زيادة الوظائف في الدولة، وفقا للشركات الناشئة.

حصلت “أوكر بايو” على إعفاءات ضريبية بما قيمته مليون جنيه استرليني في 2021 نظير أبحاثها في المملكة المتحدة، وهو رقم توقعت أن ينمو إلى ثلاثة ملايين جنيه استرليني في 2023 و2024 قبل التخفيضات المقترحة. كما أن لديها مرافق بحثية في نيويورك وتايوان.

قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي جاك أوميرا إن “أوكر بايو” وجدت أن التوظيف في تايوان أرخص لكن مخطط الإعفاء الضريبي في المملكة المتحدة كان يعني أن إيجاد وظائف بحثية في البلاد لا يزال تنافسيا. قال، “إذا ألغيت الإعفاءات، ستتغير الحسابات نوعا ما (…) تلك الفائدة لم تعد تتحقق في المملكة المتحدة”.

لطالما كانت المملكة المتحدة المركز الأوروبي للتكنولوجيا، حيث استثمر 19.2 مليار دولار في رأس المال المغامر في لندن في 2022، أي ضعف مبلغ 9.9 مليار دولار الذي جمع في باريس التي تحتل المركز الثاني، وفقا لبيانات “ديل روم” التي نشرتها مجموعة أتوميكو لرأس المال المغامر.

حذرت شركات التكنولوجيا الناشئة من أن الدول الأخرى قد تتفوق من حيث جذب صناعات النمو المستقبلية هذه.

أشارت الشركات ذات تكاليف التصنيع المرتفعة في قطاع تكنولوجيا المناخ، بما فيها “إيبوك بايو”، إلى قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة باعتباره مصدرا جذابا للتمويل. يوفر قانون المناخ والرعاية الصحية والضرائب البالغ 369 مليار دولار إعانات بمليارات الدولارات للاستثمارات في الطاقة النظيفة وإزالة الكربون.

هذا الشهر، أعلنت شركة هانوها في كوريا الجنوبية خططا لإنفاق 2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاجها للألواح الشمسية في جورجيا، في إشارة إلى كيفية جذب سياسة المناخ المميزة للرئيس الأمريكي جو بايدن الاستثمار.

تقوم الحكومات في آسيا بإطلاق محاولات منسقة لجذب الاستثمار البريطاني. قالت “هوكستون فارمز” إنها أجرت مناقشات مع الهيئات الحكومية في اليابان وسنغافورة، مضيفة أن الدولة المدينة “في طليعة” تنظيم صناعة المواد الغذائية، وهي نقطة رددتها شركة هاير ستيكس لتصنيع اللحوم الاصطناعية في كامبريدج.

أشارت الشركات أيضا إلى شكوكها حول إمكانية وصولها إلى برنامج هورايزون الأوروبي للمنح الذي تبلغ قيمته 95 مليار يورو بعد النزاعات حول اتفاقيات التجارة بعد بريكست في أيرلندا الشمالية. قام ريشي سوناك، رئيس الوزراء، بتكليف جورج فريمان، وزير العلوم، من أجل تطوير خطة بريطانية بديلة.

قالت فيكتوريا أتكينز، أمينة الشؤون المالية في وزارة الخزانة، عند إعلانها استشاراتها بشأن المخططات الضريبية، إن “الحصول على إعفاء ضريبي على البحث والتطوير بشكل صحيح ومناسب للمستقبل يكمن في صميم ضمان بقاء المملكة المتحدة موقعا تنافسيا لأحدث الأبحاث – بمساعدة الشركات الجديدة على النمو”. رفضت وزارة الخزانة التعليق على توسع الشركات الناشئة خارج المملكة المتحدة.

من غير المرجح أن تكون هناك أي تحركات دولية في الوقت القريب، لكن الشركات حذرت من أن بيئة السياسة المتدهورة ستسحب رأس المال بعيدا عن المملكة المتحدة.

قال إد ستيل، الشريك المؤسس لشركة هوكستون فارمز، “نشأت شركتنا في لندن ونريد أن تبقى في المملكة المتحدة. لكن علينا اتخاذ قرارات اقتصادية أيضا”.

زر الذهاب إلى الأعلى

السعودية      |      المصدر: المناطق    (منذ: 1 سنوات | 69 قراءة)
.