تايوان أوكرانيا ثانية في آسيا 

تايوان أوكرانيا ثانية في آسيا  | صحيفة المواطن

رغم تباعدهما جغرافياً إلا أنهما متشابهان في عدة ظروف

تايوان أوكرانيا ثانية في آسيا 

الأحد ٢ أكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٢:٠٣ مساءً
تايوان أوكرانيا ثانية في آسيا 
المواطن- ترجمة: منة الله أشرف

تتباعد كل من تايوان وأوكرانيا جغرافيًا، وكل منهما لديها تقييمات جيوسياسية متناقضة، فتايبيه في آسيا عبارة عن جزيرة وتتصدر في تصنيع الرقائق الدقيقة في العالم، أما كييف فتقع في أوروبا وهي دولة قارية ذات واجهة بحرية وتمتلك قاعدة صناعية مزدحمة كما أنها واحدة من سلال الخبز في العالم.

ومع دخول أوكرانيا شهرها السابع في الصراع المدمر، فإن تايوان كذلك دخلت في توترات متزايدة وهذا هو وجه الشبه بين البلدين، فهل تمثل أوكرانيا مستقبل تايوان؟

أوكرانيا لروسيا مثل كوبا لأمريكا 

بحسب تحليل موقع Eurasia Review الأوروبي، فإنه يتم إجراء أوجه تشابه حول العوامل التي أدت إلى الصراع الدولي في أوكرانيا، والتوترات التي تختمر عبر مضيق تايوان.

انتقدت روسيا توسع الناتو وهو ما أدى إلى تأجيج العداء الذي انفجر عندما رسمت موسكو الخط الأحمر في أوكرانيا، وبسبب الاعتبارات التاريخية والثقافية والأمنية والجيوسياسية، لم تستطع روسيا السماح لأوكرانيا بالوقوع في فلك الناتو.

وفي الجهة الأخرى، بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لمنع كوبا الشيوعية التي تقع على بعد أميال قليلة من فلوريدا من استضافة صواريخ ذات رؤوس نووية محتملة؛ لأنها ستشكل خطراً وجودياً على أمنها، حتى أن واشنطن رعت محاولات للإطاحة بالحكومة حينها، وفرضت واحدة من أكثر أشكال الحظر الاقتصادي ديمومة وشللًا على الجزيرة، كما احتفظت الولايات المتحدة بقاعدتها العسكرية في غوانتانامو ضد مطالب هافانا.

وقال التقرير: لذلك بطريقة ما، فإن أوكرانيا بالنسبة لروسيا مثل ما تمثله كوبا بالنسبة للولايات المتحدة.

الصين وتايوان 

انتقل تقرير الموقع الأوروبي إلى الشرق الأقصى قائلًا: يمكن إجراء تشبيه مماثل حول الوجود البحري والجوي المتزايد للولايات المتحدة في بؤر التوتر الإقليمية مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، حيث تتواجد أمريكا بحريًا في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وأستراليا وهو ما يزيد إحساس الصين بالاختناق.

وفي السنوات الأخيرة، زادت الولايات المتحدة من مبيعات الأسلحة والزيارات رفيعة المستوى لتايوان، وبلغت ذروتها بزيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ثاني أعلى شخصية في التسلسل الهرمي للحكومة الأمريكية، الشهر الماضي، وتسبب ذلك في تدهور العلاقات الثنائية بين واشنطن وبكين التي لطالما اعتبرت تايبيه جزءًا منها لا يتجزأ.

كما وافقت الولايات المتحدة على صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 1.1 مليار دولار تشمل الدعم اللوجستي لرادارات المراقبة في تايبيه إلى جانب الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الجوية التكتيكية، كما تعمل مشاريع القوانين الأمريكية المقترحة، مثل قانون سياسة تايوان على تفريغ سياسة الصين الواحدة الأمر الذي يزيد من تآكل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

التاريخ يتحدث

إذًا وفقًا ما يوجد في التاريخ، فإنه كما استفاد الناتو من توسعه باتجاه الشرق بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، انفصلت تايوان عن البر الرئيسي للصين بعد سلسلة من الحروب المدمرة من الاحتلال الياباني والحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية.

وفي مواجهة ما اعتبر تحركات استفزازية، قدمت موسكو وبكين احتجاجات شديدة وأثارت الأمور في القنوات الدبلوماسية والسياسية، لكن هذه الجهود باءت بالفشل، وفي نهاية المطاف انفجرت روسيا في أوكرانيا، كما كشرت الصين عن أنيابها لتايوان.

كما تهدد الصين أيضًا حلفاء أمريكا بالعصي الاقتصادية إذا استجابوا لمطالب الولايات المتحدة، وبالتالي، فإن الاضطرابات في مضيق تايوان يمكن أن تضع العديد من الدول في مأزق، ومع ذلك، تلتزم بكين حتى الآن بضبط النفس مقارنة بموسكو، لكن إلى متى يمكن أن تتحمل؟ لا أحد يعلم.

فشل الوساطة مع روسيا والصين

نقطة أخرى تتشابه فيها ظروف تايوان مع أوكرانيا، هو فشل وسطاء السلام مع كل من روسيا والصين، حيث فشلت سويسرا والدول الاسكندنافية في لعب دور في نزع فتيل الحرب الروسية الأوكرانية، وفشلت سنغافورة وفيتنام في الوساطة بين بكين وتابيبته.

مع ذلك، فإن دول آسيا لديها فرصة أفضل، حيث استضافت سنغافورة وفيتنام على التوالي اجتماعات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وقد كان أمرًا تاريخيًا.

وتدرك الدول الآسيوية تمامًا ما هو على المحك إذا اندلع الصراع في ساحتها، لذلك تبذل أقصى ما في وسعها لمنع اندلاع صراع جديد، لكن مع تهديد سيادة الصين وسلامة أراضيها تصبح جميع النقاط الأخرى ثانوية، وبالتالي ستصبح تايوان حينها أوكرانيا القادمة في آسيا.

السعودية      |      المصدر: المواطن    (منذ: 1 سنوات | 21 قراءة)
.