تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت صحيفة«الجارديان» أن المخاطر القانونية التى يواجهها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب أصبحت لا يمكن التغلب عليها. وقالت الصحيفة: وفقًا لمحللين سياسيين وخبراء قانونيين ربما يمكن أن تقضى تلك المشاكل على آماله فى عودة الفوز بالانتخابات. يأتى ذلك بعد أن اتُهم ترامب وثلاثة من أبنائه البالغين بالكذب على جامعى الضرائب والمقرضين وشركات التأمين فى مخطط احتيال «مذهل» يخطئ فى قيمة ممتلكاته.

جاءت الدعوى المدنية، التى رفعها المدعى العام لنيويورك، فى الوقت الذى يحقق فيه مكتب التحقيقات الفيدرالى فى احتجاز ترامب لوثائق حكومية حساسة فى منزله فى» مار إيه لاغو» بفلوريدا، وتنظر هيئة محلفين كبرى خاصة فى جورجيا فيما إذا كان هو وآخرون قد حاولوا التأثير على مسئولى الانتخابات بالولاية بعد هزيمته هناك على يد جو بايدن.

وألمح الرئيس الأمريكى السابق مرارًا وتكرارًا إلى أنه ينوى الترشح للبيت الأبيض مرة أخرى فى عام ٢٠٢٤، لكن سلسلة التحقيقات الجنائية والمدنية والكونغرس يمكن أن تعرقل هذا المحاولة. من جانبه قال ألان ليختمان، أستاذ التاريخ فى الجامعة الأمريكية بواشنطن، الذى توقع بدقة كل انتخابات رئاسية منذ عام ١٩٨٤. «لقد تحمل الكثير من الأعباء، وأعباء كثيرة للغاية بحيث لا يتمكن من الترشح مرة أخرى حتى بافتراض أنه هرب من السجن ينجو من الإفلاس. لست متأكدًا من أنه سيهرب من السجن».

صفقة أم سرقة؟

وبعد تحقيق استمر ثلاث سنوات، زعمت ليتيتيا جيمس، المدعى العام فى نيويورك، أن ترامب قدم بيانات احتيالية عن صافى ثروته وتقييم أصوله الكاذبة للحصول على القروض والوفاء بها، والحصول على مزايا التأمين ودفع ضرائب أقل. كما تم تسمية نسل دون جونيور وإيفانكا وإريك كمتهمين.

وخلال مؤتمر صحفى، استحوذ جيمس على عنوان مذكرات ترامب لعام ١٩٨٧ وكتاب «كيفية العمل، فن الصفقة».

وأوضحت أن هذا التحقيق كشف أن دونالد ترامب تورط خلال سنوات من السلوك غير القانونى لتضخيم صافى ثروته، لخداع البنوك وأهالى ولاية نيويورك العظيمة. الادعاء بأن لديك أموالاً لا تملكها لا يرقى إلى مستوى «فن الصفقة». واصفة ذلك بـ «إنه فن السرقة». وطلب مكتب المدعى العام أن يدفع الرئيس السابق ما لا يقل عن ٢٥٠ مليون دولار كغرامات وأن تمنع عائلته من إدارة الأعمال التجارية فى الولاية.

ولا يمكن لجيمس توجيه اتهامات جنائية ضد ترامب فى هذا التحقيق المدنى، لكنها قالت إنها كانت تحيل مزاعم الاحتيال الجنائى إلى المدعين الفيدراليين فى مانهاتن وكذلك دائرة الإيرادات الداخلية.

مطاردة ساحرة

ترامب كرر دفاعه عن نفسه بأن الدعوى هى «مطاردة ساحرة أخرى» ضده، وأشار مرة أخرى إلى جيمس، وهى سوداء اللون، بأنها عنصرية، وذلك عبر منصته «Truth Social»، لكن النقاد قالوا إن الدعوى تضرب ترامب فى مقتل كمطور عقارات ناجح حقق المليارات. 

وأشار لورنس ترايب، أستاذ القانون الدستورى فى جامعة هارفارد، إلى أن العنصر المدنى «يتضمن أشياء ذات أهمية خاصة لترامب وعائلته ومنظمته، وهى قدرتهم على الاحتيال على الجمهور، والاحتيال على البنوك، والاحتيال على شركات التأمين، والاستمرار فى العيش من خلال الفساد، وبدون كل هذا الفساد، فإن إمبراطورية ترامب بأكملها سيكون مصيرها الانهيار».

تحقيقات غير مسبوقة

ولم يواجه أى رئيس سابق تحقيقات عديدة وخطيرة مثل التى واجهها ترامب، فخلال الشهر الماضى، فتش عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالى منزل ترامب وصادروا وثائق رسمية تحمل علامة سرية للغاية، حيث يواجه ترامب لائحة اتهام محتملة لخرقه قانون التجسس أو عرقلة تحقيق فيدرالى أو إساءة التعامل مع السجلات الحكومية الحساسة.