حرائق ريف اللاذقية تثير الشكوك وتكشف أبطال الظل
تصدرت مشاهد الحرائق المروعة في غابات ب منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، حيث التهمت النيران مساحات شاسعة وارتفعت ألسنة اللهب بشكل غير مسبوق، في ظل استمرار محاولات فرق الدفاع المدني السوري والقبعات البيضاء للسيطرة عليها، وساهمت سرعة الرياح وقوتها في اتساع رقعة الحرائق وصعوبة احتوائها.
انفجارات لمخلفات حرب وذخائر غير منفجرة تزيد من الواقع الصعب الذي يواجهه الإطفائيون خلال إخماد الحرائق الحراجية الضخمة المندلعة في ريف اللاذقية لليوم الثالث على التوالي.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe)
نداءات استغاثة
وفي مواجهة تصاعد الأزمة طلبت سوريا رسميا المساعدة من تركيا والأردن.
وذكر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح عبر حسابه على منصة "إكس" أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، وتم الاتفاق على تعزيز التنسيق الميداني صباح اليوم الأحد عبر زيادة عدد فرق الإطفاء والطائرات التركية المشاركة، مع ضمان جاهزية الفرق التركية داخل البلاد، دعما لجهود إخماد هذا الحريق واسع النطاق.
أجريتُ أمس السبت 5 تموز اتصالاً هاتفياً مع وزير الزراعة والغابات في الجمهورية التركية السيد إبراهيم يوماقلي ناقشنا خلاله مستجدات حرائق الغابات الممتدة في المناطق الحدودية، واتفقنا على تعزيز التنسيق الميداني بدءاً من صباح الأحد 6 تموز، عبر زيادة عدد فرق الإطفاء…
— Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3)
من جانبه، نشر رئيس القبعات البيضاء منير مصطفى تدوينة ثمّن فيها مشاركة فرق الطوارئ الأردنية، واصفا الدعم بأنه "موقف نبيل وغال على قلوب السوريين جميعا، ويعكس قيم التعاضد والأخوة بين الشعبين".
مشاركة نبيلة وغالية على قلوبنا من الأخوة الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية الذين أبدوا استعدادهم ووصلوا اليوم لمؤازرة فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في عمليات إخماد الحرائق الحراجية في ريف اللاذقية، هذه المواقف تعني الكثير لسوريا والسوريين…
— Monir Mustafa (@MonirMustafa3)
أبطال الظل
وتفاعل السوريون بشكل لافت مع جهود عناصر فرق الإنقاذ، منوهين بدورهم البطولي في مواجهة الخطر وسط ظروف بالغة القسوة، وكتب أحد المدونين "في الأزمات يظهر البطل الحقيقي الذي لا يعمل من أجل الأضواء أو التصفيق".
هل تستطيع التمييز بين هذين البطلين ؟
الصورة الأولى لرجل إطفاء 2021 والثانية لرجل إطفاء اليوم
هما بطلان يواجهان النار التي يشعلها كل من يفرّق بينهما .
نقلاً عن صفحة Naji Darwish
شكراً لكل من يعمل بصمت لأجل هذه البلاد..— أورورا.. (@lifemelody94)
وكتب آخر "رجال الإطفاء يواصلون كفاحهم رغم حلول الليل لإنقاذ الغابات والقرى، ويد الله مع الجماعة فلا تخذلوا غابات الساحل".
رجال الإطفاء يواصلون كفاحهم لإخماد حرائق ريف اللاذقية وإنقاذ الغابات والقرى رغم حلول الليل
نرجوا من جميع الإخوة مساعدتهم وإمدادهم بالأليات والصهاريج لسماندتهم يد الله مع الجماعة فلا تخذلو غابات الساحل— موسى الأسعد (@mosaaalasaad)
تساؤلات وشبهات
وبالتوازي مع تصاعد ألسنة اللهب تصاعدت التساؤلات على المنصات عما إذا كانت هذه الحرائق طبيعية أم متعمدة.
وأرجع ناشطون اندلاع الحرائق في مواقع عدة متزامنة بريف اللاذقية (دمسرخو، العمرونية، سفوبين) إلى "أسباب مفتعلة"، مستشهدين بحريق كبير لا يزال مشتعلا قرب إحدى الثكنات العسكرية.
وتحدث شهود عيان عن "سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها"، وسط اتهامات بأنها مقصودة لاستهداف المناطق الحرجية والممتلكات أو لصرف الانتباه عن قضايا أخرى، وربما بهدف إحداث إرباك واستنزاف الموارد.
(زرع ألغام حول الحرائق )
حرائق متزامنة في مناطق مختلفة من ريف اللاذقية شملت، دمسرخو والعمرونية وسفوبين، إضافة إلى حريق واسع لا يزال مشتعلاً قرب الثكنة العسكرية بين منطقتي سقوبين وسنجوان
-شهود عيان تحدثوا عن سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها، وسط تساؤلات شعبية متزايدة حول…— Dr. Taleb (@TAldughim)
كما طرح مدونون فرضية وقوف تجار الفحم خلف بعض الحرائق لاستغلال أخشاب الغابات، في حين أشار آخرون إلى تقارير عن "زرع ألغام قابلة للانفجار من قبل فلول النظام"، في ظل تكرار الحرائق في توقيتات متقاربة.
من جانب آخر، دعا الدفاع المدني السوري السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي شخص يشتبه بتعمده إشعال الحرائق.
ودعا عدد من النشطاء إلى "توقيف جميع الفعاليات الاحتفالية مؤقتا في الساحات العامة حتى انتهاء رجال الدفاع المدني من أداء واجبهم وإطفاء الحرائق التي باتت تهدد القرى والبلدات في أرياف اللاذقية".
ياريت لو تتوقف كل مظاهر الاحتفالات بالساحات العامة حتى ينتهي رجال الدفاع المدني من إطفاء الحرائق التي تقترب من القرى والبلدات في أرياف اللاذقية.
— غسان ياسين Ghassan yassin (@ghassanyasin)