طرق ونصائح عملية لدمج القطع القديمة في غرف النوم المودرن
من الرائجِ اعتمادُ طرازِ «الفنتدج» في المنزل راهناً، فهناك مزيدٌ من الفئاتِ العمريَّة الشابَّة التي تُقبِل على اقتناءِ قطعِ أثاثٍ وديكورٍ عتيقةٍ، إذ توقظُ فيهم مشاعرَ الحنينِ إلى الماضي، وتبعثُ الدفءَ في المساحات التي تحلُّ فيها.
يجمع طرازُ «الفنتدج» بين جمالِ الماضي، واحتياجاتِ الحاضر، علماً أنه لا يقتصرُ على إضافةِ قطعِ أثاثٍ قديمةٍ، بل ويتجاوزُ ذلك عاكساً أسلوبَ حياةٍ مميَّزاً، وذوقاً فريداً. في هذا الإطار، تطَّلع «سيدتي» من المهندسِ المعماري والداخلي المصري حسين علي على تفاصيلِ هذا الطراز، وكيفيَّة دمجِ القطع القديمةِ بالمساحاتِ الداخليَّة، لا سيما غرفةُ النومِ «المودرن».
عوامل وراء هيمنة الفنتدج
بحسب علي، يرجع تزايدُ الاهتمامِ بطرازِ «الفنتدج» في الأعوامِ الأخيرة إلى أسبابٍ رئيسةٍ، تتمثَّل في:
- الرغبة في التفرُّد: في زمنٍ، تهيمنُ فيه قطعُ الأثاثِ الحديثة ذات التصاميمِ المكرَّرة، يبحث كثيرٌ من ملَّاكِ المنازل عن تميُّزٍ، يعكسُ شخصيَّاتهم. في هذا الجانب، تقدِّم القطعُ القديمةُ الفرصةَ لخلقِ مساحةٍ فريدةٍ، تُعبِّر عن الذوقِ الشخصي.
- الحنين إلى الماضي: يشعرُ أشخاصٌ كثرٌ بالحنينِ إلى الماضي، سواءً لذكرى عائليَّةٍ، أو أجواءِ زمنٍ معيَّنٍ. تُعيد قطعُ الأثاثِ القديمةُ إحياءَ تلك الذكريات، ما يضيفُ بُعداً عاطفياً للمساحاتِ الداخليَّة.
- الاستدامة: مع تزايدِ الوعي البيئي، أصبح هناك توجُّهٌ نحو إعادةِ استخدامِ القطع القديمةِ عوضاً عن شراءِ أثاثٍ جديدٍ، ما يساعدُ في تقليلِ الفاقد، والحفاظِ على البيئة.
إقبال الجيل الجديد
يقتربُ الجيلُ الجديدُ من طرازِ «الفنتدج» لأسبابٍ عدة، يُحدِّدها علي في الآتي:
- القصص التاريخيَّة: تحمل كلُّ قطعةِ أثاثٍ قديمةٍ قصَّةً معيَّنةً، ما يجعلها أكثر قيمةً من الأثاثِ الجديد. هذا الاهتمامُ بالتاريخِ والثقافة، يسهمُ في جذبِ الجيلِ الشاب.
- الأسعار المعقولة: في كثيرٍ من الأحيان، يمكن العثورُ على قطعِ «فنتدج» بأسعارٍ معقولةٍ، مقارنةً بالأثاثِ الحديث، ما يجذبُ عديداً من الشباب.
- التنوع والإبداع: إضفاءُ لمسةٍ شخصيَّةٍ على المساحاتِ من خلال دمجِ قطعٍ عتيقةٍ، يجعل التصميمَ أكثر ابتكاراً، ويعكسُ الذوقَ الفردي.
في غرف النوم المودرن
يوضح علي، أنه عند بحسب طرازِ «الفنتدج»، يمكن دمجُ عديدٍ من القطعِ القديمة، من ذلك:
- الأسرَّةُ المصنوعةُ من الخشبِ الصلب، أو الحديدِ المطاوع، إذ تضفي لمسةً فاخرةً، وتكون محورَ الغرفة.
- الكراسي، والمقاعدُ من الطرازِ القديم.
- المرايا ذات الإطاراتِ المزخرفةِ حيث تمنح عمقاً، وأناقةً للغرفة، وتعكسُ الضوءَ بطريقةٍ جميلةٍ.
- المصنوعةُ من الخشبِ القديم، فهي تعطي لمسةً دافئةً، إلى جانب «عمليَّة القطع».
- الديكوراتُ الجداريَّة من إطاراتِ صورٍ قديمةٍ، أو لوحاتٍ فنيَّةٍ لعكس التراثِ الفنِّي.
شروط الدمج
ولضمانِ نجاحِ دمج القطعِ القديمةِ بالتصميم «المودرن»، يُشدِّد المهندسُ المصري على ضرورةِ مراعاةِ الشروط الآتية:
- التوازن: يجب أن تكون القطعُ القديمةُ متوازنةً مع الأثاثِ الحديث، كيلا تسيطر على الغرفةِ، أو تبدو متنافرةً.
- الألوان: يساعد اختيارُ ألوانٍ محايدةٍ للأثاثِ الحديث في إبرازِ جمال القطعِ القديمة. يعدُّ اللونان الأبيضُ والرمادي، والألوانُ الترابيَّة خياراتٍ مثاليَّةً.
- الإضاءة: هي تعزِّز من جمالِ الأثاث.
- التنسيق: يجب أن تكون القطعُ القديمةُ متناسقةً مع بعضها، ومع الأثاثِ الحديثِ لتحقيق مظهرٍ متكاملٍ.
نصائح
لتوظيفِ القطعِ القديمةِ في غرف النوم «المودرن»، يُنصحُ باللجوءِ إلى الخطواتِ التالية:
- استخدام الأقمشة القديمة: دمجُ الوسائدِ، أو المفارشِ القماشيَّة من الدانتيل، أو الحرير، وذات طرازِ «الفنتدج» بقطعِ الأثاثِ الحديثة، يمنح لمسةً فخمةً.
- تخصيص ركنٍ لقطع «الفنتدج»: يتوزَّع في المكانِ كرسي قديمٌ، وطاولةٌ جانبيَّةٌ، ليكونا نقطةَ جذبٍ في الغرفة.
- ديكور الجدران: تعليقُ لوحاتٍ، أو صورٍ قديمةٍ على الجدران بوصفها جزءاً من الديكور، ما يضفي لمسةً فنيَّةً.
- تنسيق الأزهار: استخدامُ مزهرياتٍ قديمةٍ لتنسيقِ الأزهار، ما يمنح لمسةً طبيعيَّةً وجميلةً.
- الإكسسوارات: إضافةُ إكسسواراتٍ صغيرةٍ مثل الساعاتِ القديمة، أو الكتبِ الكلاسيكيَّة لتعزيز طابعِ «الفنتدج».
استخدام الألوان
تعدُّ الألوان، وفق علي، عنصراً أساسياً في تصميمِ مساحات «الفنتدج»، فهي تقومُ بدورٍ بارزٍ في تعزيزِ الأجواء، وإبرازِ جمالِ القطع القديمة. في الآتي نقاطٌ حول كيفيَّة استخدامِ الألوان بشكلٍ فاعلٍ في طرازِ «الفنتدج».
- الأبيض والبيج: يُستَخدمان خلفيَّاتٍ محايدةً، ما يسمحُ للقطعِ بطابعِ «الفنتدج» بأن تبرز بشكلٍ أكبر. تساعدُ الألوانُ الفاتحةُ في خلقِ إحساسٍ بالاتِّساع والهدوء.
- الألوان الترابيَّة: مثل البني، والأخضرِ الزيتوني، والألوانِ الرمليَّة، وتعكسُ الطبيعة، وتضفي دفئاً على الغرفة.
- الأحمر الداكن: لونٌ دافئٌ، يعطي شعوراً بالفخامة، ويبرزُ تفاصيلَ الأثاثِ بطابعِ «الفنتدج». يمكن استخدامُ الأحمرِ الداكن في الجدرانِ، أو الإكسسوارات.
- البرتقالي والأصفر: لونان دافئان، يضيفان لمسةً من الحيويَّة، ويعزِّزان الإضاءةَ الطبيعيَّة في الغرفة.
- الأزرق الملكي: يمنح اللونُ الباردُ المذكور إحساساً بالهدوءِ والأناقة. يمكن دمجُ الملكي بقطعِ أثاثٍ قديمةٍ لتوفير تباينٍ جذَّابٍ.
- الأخضر الفاتح: يضيف هذا اللونُ الباردُ لمسةً من الانتعاشِ، والطبيعةِ، ما يعزِّز الشعورَ بالراحة.
- الزهري الباهت والأزرق السماوي: ينتميان إلى فئةِ الباستيل، وهما مثاليَّان لغرفِ النوم، إذ يُضفيان جواً رومانسياً وهادئاً.
- الأصفر الشاحب: يعطي لمسةً من الإشراقِ والدفء، ما يجعلُ الغرفةَ أكثر حيويَّةً.
- الذهبي والفضي: يمكن استخدامهما في الإكسسواراتِ مثل الإطاراتِ، والمرايا، والإضاءةِ لتعزيزِ الفخامة، وإضافةِ لمسةٍ عصريَّةٍ.
الانسجام في الديكور
ويحدِّد المهندسُ المصري عناصرَ عدة، تمنحُ انسجاماً في الديكور، وهي:
- التوازن: من المهمِّ تحقيقُ التوازنِ بين الألوانِ الداكنةِ والفاتحة. استخدامُ لونٍ، أو اثنين رئيسَين مع لمساتٍ من الألوانِ الأخرى، يساعد في خلقِ تناغمٍ بصري.
- الأنماط: يمكن استخدامُ الأقمشةِ المنقوشة، أو المطبوعاتِ القديمةِ وسيلةً لإضافة مزيدٍ من الألوانِ، والنقوشِ، ما يعزِّز من طابعِ «الفنتدج».
- الإضاءة: يجب أخذُ الإضاءةِ في الاعتبار عند اختيارِ الألوان، إذ يمكن أن تؤثِّر الإضاءةُ الطبيعيَّة والاصطناعيَّة في كيفيَّة ظهورِ الألوان بالغرفة. يُفضَّل استخدامُ إضاءةٍ دافئةٍ لإبراز الألوانِ الدافئة، وقطعِ «الفنتدج».