صحافتي

دمر اليمن لمصلحة إيران.. أجير مع سبق الإصرار والترصد

صحافتي بتاريخ: 04-07-2025 | 17 ساعات مضت

كأجير رخيص، أطل زعيم العصابة الإرهابية عبدالملك الحوثي متطرقًا- بلسان فارسي مبين- إلى الكيان الإيراني وجهوزيته للرد على أي ضربات قد يشنها الكيان الإسرائيلي مجددًا على المدن الإيرانية، متناسيًا كمّ الصفعات التي تلقتها عمائم أسياده في طهران، وضاربًا عرض الحائط بفواتير أثقل بها كاهل الشعب اليمني على خلفية اجتهاده الحثيث لإثبات إخلاصه المطلق لخامنئي.

"السيادة" و"إنقاذ اليمن من الوصاية الخارجية" كانتا من أهم الركائز التي عكفت مليشيا الحوثي على ترديدها لإضفاء شرعية سياسية على اقتحامها المدن اليمنية قبل عشر سنوات، وما لبث اليمنيون أن رأوا السيادة تُنتهك من كل حدب وصوب.. اتهم الحوثي خصومه بالعمالة والارتزاق إلى أن وجد الناس تجهيزات مسيّراته وحتى ريش صواريخه تأتي إليه من طهران، وشاهد اليمنيون عاصمتهم وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرته ملأى بصور سليماني وعدد من أذيال ولاية الفقيه، وأبصروا- بأم أعينهم- المندوب السامي الفارسي الصريع حسن إيرلو يتفيأ من صنعاء حيث يشاء ويتجول بين مقرات الوزارات ومؤسسات الدولة اليمنية وبمواكب وحراسات لم يحظَ بها أي حاكم يمني على مر التاريخ.

كانت لليمن علاقات بالكثير من دول العالم، كبرى وصغرى، صديقة وشقيقة، تحكمها المصالح المشتركة والمشروعة، وتؤطرها نواظم من القوانين والأعراف الدولية المحترِمة للسيادة والاستقلال.

إزاء ذلك وإلى مائدة الشعارات والأجندات الإيرانية، قدمت مليشيا الحوثي اليمن وجبة مجانية إلا من بعض المقابل من رصاصات أدمت اليمنيين، وحولته إلى ساحة خلفية للعمليات الإيرانية القذرة، ووضعت ملايين اليمنيين رهينة بين أوراق المساومات في يد الولي الفقيه.

اليمن الجمهوري- سلطة وشعبًا- كان، وما زال يعيش القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وآلامها، شعب كهذا لا يحتاج لأبناء الكهوف كي يزايدوا عليه في هذه القضية أو يضعوا لوحات إرشادية أو خطيبًا ومحاضرًا فاشلًا ليُملي عليه ما يجوز وما لا يجوز في قضية تجري في عروقه مجرى الدم.. الشعب اليمني بات يدرك أن كل تحركات الحوثي في الخارج منبعها ومصبها إيراني محض، وإلا لكان أرسل قبل شهور مسيّرة من مسيّراته أثناء هدنة غزة واقتحام جيش الاحتلال جنين وطول كرم، لكنه لم يفتح فمه لأن هذه المناطق تقع ضمن مناطق السلطة الفلسطينية التي ليست على وفاق مع أوليائه في طهران.

بسبب الأجير الحوثي، مسار تنموي متوقف لأكثر من عقد، وبنى تحتية تآكلت، ودولة تشتتت، واقتصاد تهالك، وشعب تشرد، ويومًا عن يوم تتسع مستنقعات الفقر، وغير ذلك كثير من المهلكات والموبقات.

الأجير لم يكتفِ، فجرّ اليمن من حرب إلى حرب واقتحمت الطائرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية "سيادة" الأجواء اليمنية تضرب حيث تشاء من غير حساب.

تقاتل أعداء اليمنيين والعرب فيما بينهم وعلى مصالح لا شأن لها بدين أو قضية، فلماذا يدفع الصبي الأجير أبناء اليمن إلى حروب ليست حروبهم، ولماذا لم يتأسَ حتى بالأجراء الآخرين في العراق ولبنان؟!

لم يُبقِ الأجير الحوثي في جيوب اليمنيين ما يسددون به فواتير ولائه وعمالته العمياء لـ"الوصاية" الإيرانية "فهل من مدكر"؟!