القتل بلا حدود في غزة.. إلى متى نصمت؟
صحافتي بتاريخ: 03-07-2025 | 12 ساعات مضت
جميع هؤلاء، ممّن يسمّون أنفسهم “الواقعيين” لا يتردّدون في نقد المقاومة وتحميلها المسؤولية والتنديد بقادتها ومن يدعّمهم والفرح باستشهادهم! بل لا يجدون حرجا في الحديث عن “حزم أمريكا” و قوة إسرائيل” وإمكانية السلام معها، عن “ديمقراطيتها” التي ينبغي أن تكون قدوة… ومنهم من يصف مجرمي الكيان بـ”السيّد” فلان، ويصدّق أنه بالإمكان التعايش معهم، بل منهم من يعتقد أنهم سيقبلون بقيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة سنة 1967.
ألا يدرك هؤلاء أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في وفي الضفة الغربية ودرجة همجيته وإصراره على قتل الأبرياء دليل قاطع على أنه لن يقبل أبدا بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أي جزء من فلسطين ولو كان شبرا، بل ولن يقبل في المستقبل القريب حتى بالسلطة الفلسطينية منقوصة السيادة الموالية له في الضفة الغربية؟
جميعا سيدفعون ثمن سكوتهم عما يحدث في غزة من تجويع وقتل جماعي وحرق للأرض ومن عليها… وسيندمون يوم لا ينفع الندم بأنّهم تركوا إخوانهم عرضة للتقتيل والإبادة من دون رادع بحجة أنهم “حماس” أو “جهاد” أو “جبهة شعبية” أو “جبهة ديمقراطية” أو غيرها من الفصائل… والحقيقة أن ذلك حدث ويحدث لأنهم مقاومة رافضة للاحتلال وعاملة على استعادة الأرض والعرض والشرف…
ما أسهل أن تعترف للصهيوني بالسّيادة والرّيادة ليوهمك بأنك أصبحت جزءا من الأمم المتحضّرة ويأمر شركاته لتصنع لك تقدّما مزيّفا، ولكنه في قرارة نفسه لا يحترمك ولا يقدّر ولاءك بل ويستصغرك ويزيد من إهانته لك، كما هو شأن بعض القيادات التي قدّمت فروض الطاعة وقبلت باتفاقيات الاستسلام من دون أن تفوز دولها بشرف السيادة الكاملة.
تقولون لي: وما العمل والواقع اليوم هكذا و”الواقعية” هي هذه؟ وأقول: نعم هو الواقع اليوم هكذا، للأسف، وليس علينا بالضرورة أن نعلنها حربا عليه ونحن لسنا في مستواها، ولا حتى أن نعلنه صراعا لا يصل إلى درجة الحرب، بل فقط علينا أن لا نقف إلى جانب الظالم نعينه ونعزّز صفوفه، ونترك المظلوم بلا غذاء ولا دواء ولا ماء ليبقى على قيد الحياة. إننا مطالبون اليوم بالحدّ الأدنى من دعم المقاومة وهي قادرة على أن تصمد وتنتصر بنفسها. وإذا عجزنا عن تقديم هذا الحد الأدنى، يكفي ألا ندعّم العدوّ وألا نفرح لانتصاراته وألا نصدّق وعوده.. ألسنا قادرين حتى على هذا؟
الشروق الجزائرية