مصادر أمنية تكشف: الحوثيون يتلقون مساعدات إيرانية لإنتاج الوقود الصلب وتطوير ترسانتهم الصاروخية
مصادر أمنية تكشف: الحوثيون يتلقون مساعدات إيرانية لإنتاج الوقود الصلب وتطوير ترسانتهم الصاروخية
كشفت مصادر دفاعية وأمنية مطلعة لمنصة «ديفانس لاين» عن تلقي ميليشيا الحوثي الإرهابية دعمًا إيرانيًا مباشرًا في مجال تصنيع الصواريخ الباليستية، يشمل تزويد الجماعة بغلايات صناعية وخلاطات خاصة لتحضير الوقود الصلب، إلى جانب شحنات من المواد الكيماوية الحساسة، بينها نترات الأمونيوم، تُستخدم كمكونات رئيسية في إنتاج الذخائر والرؤوس الحربية.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الحوثيين باتوا يمتلكون معدات متطورة تُستخدم عادة في الصناعات العسكرية، وصلت إليهم عبر طرق متعددة، بعضها مباشرة من إيران والبعض الآخر عبر وسطاء وشبكات تهريب تعمل من خارج اليمن. وتشير التقارير إلى أن هذه المعدات تتيح للجماعة تصنيع الوقود الصلب محليًا، ما يعزز من قدرتها على إنتاج صواريخ متوسطة المدى بكفاءة تشغيلية عالية.
ترسانة متنامية ودعم متصاعد
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الدعم الإيراني للحوثيين، خاصة بعد سلسلة الضربات التي استهدفت مواقع إيرانية وأذرعها في سوريا ولبنان والعراق، حيث تسعى طهران، بحسب مراقبين، إلى تعويض الخسائر وتثبيت نفوذها عبر وكلائها، وفي مقدمتهم جماعة الحوثي في اليمن.
ويؤكد خبراء عسكريون تحدثوا إلى «ديفانس لاين» أن ميليشيا الحوثي تسير على خطى النموذج الإيراني في الاعتماد على الوقود الصلب لتطوير صواريخ متوسطة المدى يتراوح مداها بين 1000 و3000 كيلومتر. ويمنح هذا النوع من الوقود مزايا استراتيجية، أبرزها سهولة التخزين وسرعة التجهيز وإمكانية الإطلاق الفوري، ما يعزز الجاهزية العسكرية للميليشيا ويصعّب من جهود رصدها أو تعطيلها.
قلق إقليمي ودولي
وتثير وتيرة الهجمات الصاروخية التي تشنّها الميليشيا تساؤلات متزايدة حول حجم الترسانة الحوثية وقدرتها التشغيلية، خصوصًا في ظل وجود تقارير استخباراتية تتحدث عن نقل تقنيات إيرانية متقدمة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، تشمل مكائن إنتاج وقود، أجهزة تحكم، ومواد تدخل في تركيب الرؤوس الحربية.
كما أبدت جهات استخبارية قلقًا بالغًا من امتلاك الحوثيين لمواد مشعة وأسلحة كيميائية، وهو ما يعزز المخاوف من أن تتحول الجماعة إلى تهديد أوسع يتجاوز الحدود اليمنية، خصوصًا في ظل استخدامها المتكرر للصواريخ والطائرات المسيّرة في استهداف ممرات الملاحة والسفن الدولية في البحر الأحمر.
وتُعد هذه المعلومات، إن صحت، دليلًا إضافيًا على حجم التهديد الذي تمثله الميليشيا الحوثية كأداة إيرانية في المنطقة، ويعزز من الدعوات الدولية لتشديد الرقابة على نقل المواد الحساسة إلى مناطق النزاع، ومحاسبة الأطراف المتورطة في تسليح جماعات إرهابية.