الزارات تضاعف قدرتها على تحلية المياه لمواجهة أزمة العطش في قابس
صحافتيبتاريخ: 03-07-2025 | 12 ساعات مضت
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزارات تضاعف قدرتها على تحلية المياه لمواجهة أزمة العطش في قابس
نشر في يوم 02 - 07 - 2025
في ظل النقص المتواصل في مياه الشرب بالجنوب الشرقي ، أعلنت السلطات عن مشروع ضخم يهدف إلى مضاعفة قدرة محطة تحلية المياه في الزارات، لتصل إلى 100 ألف متر مكعب يوميًا. قرار استراتيجي من شأنه أن يُحدث تحولًا حاسمًا في منطقة تعاني هيكليًا من الإجهاد المائي. استجابة مباشرة لأزمة مزمنة أعلن عن هذا المشروع يوم الأربعاء كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية، حمادي الحبايب، خلال زيارة رسمية إلى ولاية . وأكد أن توسيع المحطة يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على مياه الشرب، خاصة في فترات الذروة الصيفية، حيث تواجه العديد من المناطق المرتفعة انقطاعات متكررة في التزود بالماء. وحسب المعطيات الميدانية، فإن محطة زارات تعمل حاليًا بنصف طاقتها فقط، وتضطر أحيانًا إلى التوقف التام عن النشاط حين يتجاوز الطلب القدرات التقنية للشبكة. عجز مائي مقلق وفقًا لتقديرات وزارة الفلاحة والموارد المائية، فإن العجز اليومي في مياه الشرب يبلغ: * 2000 متر مكعب/يوم في معتمدية الجديدة * 120 مترًا مكعبًا/يوم في معتمدية هذا النقص المزمن في المياه يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للسكان، وعلى الخدمات العامة والأنشطة الفلاحية المحلية التي تعتمد بدرجة كبيرة على موارد مائية محدودة أصلًا. ولمواجهة هذا الوضع، صاغ المجلس الجهوي للمياه مجموعة من التوصيات ذات الأولوية، أبرزها: * تسريع أشغال توسعة محطة تحلية المياه بزارات. * فصل واحة عن شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد)، حفاظًا على مواردها المائية الطبيعية. * الإسراع في تشغيل محطة معالجة المياه الصناعية التابعة للمجمع الكيميائي ، لتخفيف الضغط على شبكة مياه الشرب. وأشار كاتب الدولة أيضًا إلى أن صيانة الشبكة تمثل نقطة حرجة أخرى، مؤكّدًا أن الوزارة ستكثّف جهودها لتوفير تجهيزات الإصلاح، وخصوصًا المضخات، من أجل الحد من الأعطال المتكررة التي تعرقل سير المرافق. تحدٍّ من أجل السيادة المائية تندرج توسعة محطة الزارات في إطار رؤية أوسع لتحقيق السيادة المائية، في وقت تواجه فيه ، شأنها شأن باقي دول المتوسط، تراجعًا متسارعًا في الموارد المائية العذبة، بفعل التغيرات المناخية والاستغلال المفرط للموائد الجوفية. وإذا تم تنفيذ المشروع كما هو مخطط، فإنه لن يضمن فقط استقرار التزود بالماء الصالح للشراب لسكان والمناطق المجاورة، بل سيساهم أيضًا في تعزيز قدرة الجنوب على الصمود أمام موجات الجفاف والضغوط الديموغرافية المتزايدة. وبالتالي، فإن مضاعفة قدرة محطة زارات تمثل رافعة حيوية لتحقيق الاستقرار المائي في الجنوب الشرقي. لكن، وبعيدًا عن الطابع التقني العاجل، فإن الأمر يستدعي تفكيرًا استراتيجيًا في إدارة الموارد المائية بشكل متكامل. وتتوقف نجاحات هذا المشروع على التنسيق بين المؤسسات، والشفافية في التنفيذ، وانخراط الجماعات المحلية بفعالية.