صحافتي

مشروع طائفي خطير: عصابة الحوثي تعيد تشكيل هوية اليمن الدينية على طريقة "ولاية الفقيه" الإيرانية

صحافتي بتاريخ: 02-07-2025 | 2 أيام مضت

مشروع طائفي خطير: عصابة الحوثي تعيد تشكيل هوية اليمن الدينية على طريقة "ولاية الفقيه" الإيرانية

حذّر مراقبون من خطورة التصعيد الممنهج الذي تقوده عصابة الحوثي، وكلاء إيران في اليمن، ضد المراكز الدينية السنية ، في إطار مشروع طائفي خطير يستهدف تغيير الهوية الدينية للبلاد وفرض أيديولوجيا "ولاية الفقيه" الإيرانية.

وتشير تقارير ميدانية وشهادات موثقة إلى أن العصابة تعمل بشكل منظم على تفكيك البنية الدينية التقليدية للمجتمع اليمني، من خلال مزيج من الأساليب القمعية والسياسات الناعمة، تشمل الإقصاء والتهجير وفرض مناهج طائفية والاستيلاء على المساجد والمنابر الدينية.

وتهدف هذه التحركات، وفق المراقبين، إلى إعادة تشكيل الوعي الديني العام بما يخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة.

وكانت منطقة دماج بمحافظة صعدة أولى ساحات هذا الاستهداف، حين شنت العصابة عام 2011 حصارًا مسلحًا على مركز دار الحديث السلفي، أسفر عن تهجير قسري لمئات الطلبة والدعاة، في خطوة كشفت بوضوح النوايا العقائدية التي تقف خلف هذا التصعيد.

ومنذ ذلك الحين، توسعت الانتهاكات لتشمل مختلف المحافظات، بدءًا بإب حيث أُغلقت عشرات المدارس والمراكز الشرعية، وفُرضت خطب موحدة من قيادة العصابة، مع حملة ممنهجة لإقصاء الأئمة والخطباء الرافضين للخطاب الطائفي المفروض.

وفي ذمار، استخدمت عصابة الحوثي مؤسسات الدولة لأداء مهام طائفية بامتياز، فاستُبعد السلفيون من المساجد، وأغلقت الحلقات القرآنية، وفرضت مناهج عقائدية على المدارس تمجّد رموز المذهب الإمامي وتدعو للولاء لقيادة العصابة.

أما في صنعاء، فقد تم تأميم المساجد ومنع الخطب الحرة، إلى جانب إغلاق مراكز تحفيظ القرآن السنية، واعتقال العشرات من الدعاة الوسطيين لرفضهم الانخراط في المنظومة الحوثية.

كما شهدت العاصمة المختطفة صنعاء فرض "الخطبة الموحدة" على كافة المساجد، في سابقة خطيرة تهدف إلى السيطرة الكاملة على الخطاب الديني.

وتُوجت هذه الحملة بما جرى مؤخرًا في محافظة ريمة، حيث حاصرت عشرات الأطقم المسلحة منزل الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز مشايخ تحفيظ القرآن، واقتحمته وقامت بتصفيته بدم بارد في مشهد أثار صدمة واسعة واعتُبر تكرارًا لما حدث في دماج قبل سنوات.

وتشير المصادر إلى أن حنتوس كان يدير دارًا لتحفيظ القرآن تعرض للإغلاق، ثم واصل التعليم في أحد المساجد رغم التهديدات، ما جعله هدفًا مباشرًا لعصابة الحوثي.

ويرى حقوقيون ومراقبون أن هذه الانتهاكات المتسلسلة لا تعكس تصرفات فردية أو تجاوزات معزولة، بل تؤكد وجود مشروع طائفي واسع تسعى عصابة الحوثي لتنفيذه بدعم إيراني مباشر، يستهدف إلغاء التنوع المذهبي في اليمن وفرض لون طائفي واحد على المجتمع، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرية المعتقد.

وحذّروا من أن استمرار الصمت المحلي والدولي أمام هذه الممارسات سيؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لليمن، ويزرع بذور صراعات مذهبية طويلة الأمد، ليس في اليمن فقط، بل في المنطقة بأكملها.