السلاح مقابل قرصنة : تحقيق أمريكي يكشف تحالفًا مقلقًا بين عصابة الحوثي وحركة الشباب الصومالية
السلاح مقابل قرصنة : تحقيق أمريكي يكشف تحالفًا مقلقًا بين عصابة الحوثي وحركة الشباب الصومالية
كشفت مجلة New Lines الأمريكية في تحقيق استقصائي حديث عن تصاعد تحالف خطير بين عصابة الحوثي في اليمن وحركة الشباب الصومالية، يقوم على تبادل الأسلحة مقابل الحماية واللوجستيات عبر القرصنة، ما يُنذر بإعادة تشكيل خريطة الصراع في البحر الأحمر وخليج عدن ويهدد الأمن الملاحي والتجارة الدولية.
وبحسب التحقيق، فإن عصابة الحوثي تمدّ حركة الشباب الصومالية بأسلحة خفيفة مقابل تشتيت الأخيرة انتباه الدوريات البحرية عبر تصعيد أنشطة القرصنة، مما يسمح بتهريب الأسلحة إلى الموانئ اليمنية الخاضعة للعصابة.
ورُصدت اجتماعات مشتركة بين الطرفين في يوليو وسبتمبر 2024، تلاها استخدام مشترك لخطوط تهريب جديدة عبر السواحل الصومالية، ما يعكس تشكل شبكة إمداد إقليمية تتجاوز الدعم الإيراني المعتاد.
وأوضح التقرير أن الأسلحة المصادرة من قوارب موجهة للحوثيين طابقت أرقامها التسلسلية تلك التي وُجدت بحوزة مقاتلي حركة الشباب.
كما أشار مسؤولون أمميون إلى مشاركة فصائل صومالية أخرى، بينها عناصر من "أرض الصومال" وتنظيم الدولة الإسلامية، في تسهيل هذا التعاون، عبر تهريب الطائرات المُسيّرة وصواريخ موجهة إلى الداخل الصومالي.
ونقل التحقيق عن مسؤولين صوماليين تحذيرهم من أن هذا التحالف "ليس أيديولوجيًا بل تجاريًا"، إذ يجمع الطرفين العداء للحكومات التقليدية والحاجة للسلاح والموارد، مؤكدين أن الجماعتين تعملان على استغلال ضعف الرقابة البحرية وتشتت الجهود الدولية في المنطقة.
كما حذر خبراء أمنيون من أن هذا التعاون قد يمكّن عصابة الحوثي من شنّ هجمات خارج الأراضي اليمنية، عبر الأراضي الصومالية، مشيرين إلى ثلاث نقاط محتملة لإطلاق عمليات ضد أهداف أمريكية أو دولية: بونتلاند، وأرض الصومال، ومناطق تخضع لسيطرة حركة الشباب في جنوب الصومال.
وختمت المجلة تحقيقها بالتأكيد على أن عصابة الحوثي لم تعد مجرد وكلاء لطهران، بل باتت لاعبًا متمردًا عابرًا للحدود، يستغل الفوضى الإقليمية لبناء نفوذ يتجاوز الجغرافيا اليمنية، في تحول استراتيجي يعقّد أي مسار مستقبلي لتسوية سياسية شاملة في المنطقة.