صحافتي

النازحون بمأرب.. بردٌ وجوع وتحذيرات من خطر الموت

صحافتي بتاريخ: 20-12-2024 | 2 أيام مضت

النازحون بمأرب.. بردٌ وجوع وتحذيرات من خطر الموت

تقضي أسرة صفوان معظم الليل دون نوم بسبب البرد القارس، فهم يعيشون في مخيم الجفينة، داخل مسكن مكون من صفيح وجزء منه من خيمة مهترئة، بينما بقية سقفه مكشوفة ما يزيد من شدة البرد.


تقول الأم إنهم يلجؤون إلى إشعال موقد من الحطب لتدفئة الخيمة، كما أنها تحاول تغطية أطفالها بالبطانيات، ورغم ذلك يظلون وكأنهم في العراء.


وتضيف في حديثها لـ"الصحوة نت" إن طفليها التوأم (4 أعوام) يبقيان يبكيان طوال الليل ولا يستطيعان النوم، وأنها قبل نحو عام قالت إنها حصلت على مبلغ من إحدى المنظمات لبناء غرفة، لكن المبلغ لم يكن كافياً فاضطرت إلى تغطية سقف الغرفة بخيمة مهترئة.


تأمل المرأة، التي تحدثت بألم عن معاناتها ومعاناة أطفالها صيفاً وشتاءً، أن يكون لديها ولو غرفة واحدة تقيهم قيض الصيف وصقيع الشتاء.


مساكن مهترئة

مع حلول موسم الشتاء وتراجع درجات حرارة الطقس إلى درجات قياسية، زادت معاناة أوضاع النازحين في مخيمات النزوح، حيث تعيش آلاف الأسر في مساكن هشة لا تقيهم تقلبات الطقس وتوقعات بموجات صقيع.


مئات الآلاف من النازحين، الفارين بسبب الحرب وجرائم مليشيا الحوثي، لجأوا إلى محافظة مأرب ويعيشون ظروفاً قاسية ومساكن مهترئة في 203 مخيمات وتجمعات للنازحين منتشرين في مديريات المدينة والوادي.


ومنذ مطلع ديسمبر الجاري، تراجعت درجات الحرارة في مأرب بشكل كبير، حيث وصلت درجة الحرارة اليوم الجمعة بحسب نشرة المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر، إلى 7 درجات مئوية، في حين تصل في فصل الصيف إلى 35 درجة مئوية.

تحذيرات من خطر الموت


تقلب الطقس دفع الوحدة التنفيذية للنازحين بالمحافظة، أمس الخميس، إلى إطلاق نداء عاجل لشركائها لمناشدتهم سرعة التدخل لإنقاذ حياة الآلاف من الأسر النازحة التي تواجه خطر الموت في مخيمات النازحين في المحافظة بسبب موجات البرد القارس والصقيع، داعيةً الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية والدولية إلى سرعة التحرك.


وقالت الوحدة في بيان لها: "إن نحو 67,941 أسرة نازحة تعيش في 203 مخيمات، بالإضافة إلى مئات الأسر التي تعيش في أسطح المنازل والأزقة".


وأضافت أن جميع تلك الأسر تعيش ظروفاً إنسانية قاسية في مساكن مؤقتة لا تقيهم برد الشتاء القارس، مشيرة إلى أن محافظة مأرب تأوي أكثر من 60% من إجمالي النازحين في اليمن.


وأشارت الوحدة التنفيذية إلى أن الأطفال وكبار السن في تلك المساكن هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، مطالبةً من الشركاء توفير مستلزمات الشتاء الأساسية من الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة.


كما طالبت بصيانة وتحسين المساكن المؤقتة المتضررة لضمان حماية النازحين من موجات البرد، فضلاً عن تقديم مساعدات غذائية وتعزيز الخدمات الصحية لمواجهة أمراض الشتاء، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً.


حالات وفاة بسبب البرد


وخلال الأعوام الماضية، سُجلت حالات وفاة في مخيمات النزوح، كلهم أطفال.
ففي العام 2021، سجلت الوحدة التنفيذية وفاة 3 أطفال، بينهم طفل (8 أشهر)، في حين سجلت الوحدة في العام الماضي 2023 وفاة 7 آخرين.


وتتخوف الوحدة من تكرار المأساة هذا العام، خاصة مع تراجع كبير في درجات الحرارة وتوقعات موجات برد شديدة.

الوضع المادي الذي يعيشه معظم النازحين، يزيد من المأساة، فمعظم المساكن بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل، بسبب تهالكها نتيجة الرياح الشديدة وحرارة الشمس المرتفعة خلال فصل الصيف، مما يجعل تلك المساكن غير صالحة للسكن خاصة في فصل الشتاء.

 

أوضاع اقتصادية صعبة

 

لا تقتصر معاناة النازحين في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب على مساكنهم، بل تتعدى إلى قوت أطفالهم الأساسي، خاصة مع ارتفاع الأسعار بسبب تهاوي سعر صرف الريال أمام العملات الأجنبية، وتراجع التدخلات الإنسانية للمنظمات، وعدم انتظام صرف الرواتب.


ونظراً لذلك، لجأت بعض الأسر، من الأشد احتياجاً، إلى تقليص عدد الوجبات إلى وجبتين، حيث تجمع بين الإفطار والغداء، في حين اكتفى البعض بتناول الخبز والبقوليات أو الشاي في كل وجباتهم.


من الأسباب أيضا بحسب نازحين، تراجع تدخل برنامج الغذاء العالمي خلال العام الجاري إلى أدنى حد، مما زاد من تردي أوضاع النازحين.


 فمنذ يناير الماضي، وزع البرنامج مساعدات غذائية لثلاث دورات فقط، آخرها في أكتوبر الماضي، في حين كان يوزع السلة بشكل شهري تقريباً بنحو 10 دورات في العام، إضافة إلى نقص الكمية إلى النصف بحجة أن البرنامج لم يحصل على تمويل خطة الاستجابة.


وفي أكتوبر الماضي، أسقط البرنامج عشرات الآلاف من أسماء الأسر من كشوفات المساعدة الغذائية، بسبب عدم تحديث تلك الأسر للبيانات، كما يقول مسؤولون ميدانيون قائمون على عملية التوزيع، في حين تشكوا عشرات الأسر أنها ذهبت لتحديث بياناتها لكن دون فائدة.