صحافتي

"عاشة" تتشبث بحقها في الأمل والحياة لقهر السرطان

صحافتي بتاريخ: 02-08-2024 | 11 أشهر مضت

عمان 2 آب (بترا)- محمد القرعان- تبقى الشجاعة والإرادة من أقوى الأسلحة وأكثرها فعالية في المعركة ضد مرض السرطان، وذلك على الرغم من التقدم الطبي والتكنولوجي المتطور والمتسارع في العالم، وتعد الطريق الصحيحة للانتصار على المرض والتعافي منه.
الخمسينية عاشة أبو فرج المصابة بمرض السرطان منذ سنوات، أكدت في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الشجاعة والإرادة في مواجهة مرض السرطان تصنع العجائب ولها تأثير مذهل في مكافحته، وتشكل مع مساعدة الطب الحديث، الخطوة الأولى إن لم تكن الوحيدة نحو الشفاء والتعافي، مستدركة أنه يمكن أن يؤدي الشعور بالتفاؤل وإرادة الحياة وامتلاك الرغبة في العيش إلى تحسين الحالة بشكل كبير وحتى يصل إلى أكثر مما يتوقعه الأطباء في الكثير من الحالات.
وتضيف أبو فرج: "ما زالت كلمة السرطان مخيفة ومرعبة للجميع عند سماعها، وكأنها الباب الأسود الذي لا يتأتى منه سوى الظلمة، وتقشعر الأبدان بمجرد التلفظ باسمه؛ لأن "السرطان" بالنسبة للكثيرين من المرضى وحتى الأصحاء عنوان للنهاية ونقطة الوصول لآخر محطة من العمر، ولكنه يشكل بالنسبة لها وللكثيرين من المرضى تجربة على الرغم من قسوتها، إلا أنها تصقل شخصية المريض وتجعله متفائلا، خاصة بعد التطور الطبي الهائل؛ مما جعل الشفاء ممكنا وبنسب كبيرة جدا، إذا ما تم اكتشاف المرض مبكرا.
وتتذكر عاشة أولى مراحل المرض، حيث كانت وهي بين الكثيرين من المصابين بالسرطان تعتقد بأن المرض يكاد يكون الحكم بنهاية الحياة وهو أمر يصعب تقبله أو التعايش معه، وهذا ما كان مع لحظات اليوم الأول الذي علمت فيه إصابتها بسرطان الثدي من الدرجة الرابعة، حيث بات يخيم عليها في حينها الشعور بالرعب ممزوجا بالألم والحزن.
ولا تخفي عاشة، بأن أمواجا من "تسوناني" الخوف وفقدان الأمل كادت أن تحطم كل حواجز المقاومة لديها وتتركها فريسة للخوف والاستسلام عند معرفتها بالمرض، مستدركة أنها تمالكت نفسها رغم الشعور الغريب والعجز والخوف والحزن من اقتراب النهاية في تلك اللحظات، واتخذت القرار مع التصميم على المواجهة والانتصار ومهما كانت النتائج. وتقول: "أيقنت وقتها بأنه لا بد أن أكون مؤمنة وقوية، وأن أكون مصدر القوة لعائلتي وأصدقائي لا مصدر استكانة وضعف".
وتلفت: "كان الجميع من حولي بحاجة إلى تفاؤلي وقوة إرادتي وقراري على مواجهة المرض والسير بمراحل العلاج وتقبل الواقع بكل تداعياته، وحينئذ بعثت في داخلي وعند أهلي وكل من حولي بما يكفي من الأمل الذي عززته بالإيمان بالله، وبهذا أصبحت حياتي معه أكثر قوة وباتت حالتي الصحية أفضل ورأيت كيف يؤثر الجانب النفسي والمعنوي إيجابا ويسهم بتحسن حالتي".
وتشير عاشة، إلى أنه وبعد أربع سنوات من تلقى العلاج والمتابعة والرعاية الطبية في مركز الحسين للسرطان، أصبحت أكثر قدرة على التعايش مع المرض، وكأنه واحد من الأمراض المزمنة، خاصة مع الرعاية الطبية والتلطيفية التي ما زالت تتلقاها في مركز الحسين للسرطان والتي تصفها بأنها "رعاية واهتمام فوق العادة، ناهيك عن الدقة في المتابعة والمواعيد".
وتوجه عاشة النصيحة لجميع السيدات والفتيات بضرورة إجراء الفحوص الطبية وبشكل مبكر ومتتالٍ للاطمئنان عن صحتهن؛ لأن الإصابة بسرطان الثدي يأتي دون سابق إنذار، إلا أن فرص الشفاء منه تكون أكثر عند اكتشاف الإصابة في وقت مبكر.
وتستذكر عاشة، وهي الآن في مراحل الشفاء، بأنها وعند كل مراجعة لمركز الحسين للسرطان ترى المصابين بالمرض وهم مسلحون بإرادة الأمل المفعم بالإيمان، مشيرة إلى أنها تعلمت منهم ما لا تستوعبه أمهات الكتب، وقالت "علموني أن مرض السرطان ليس بنهاية وإنما بداية لمعركة على الإنسان أن يثبت لنفسه فيها أنه قوي بما فيه الكفاية ليواجه وينتصر، وأنه ومهما حصل، فعلى الإنسان أن يحتفظ بابتسامته ويتشبث بالأمل الذي يبقيه على قيد الحياة؛ لأن لا شيء يستحق أن يستسلم الإنسان لأجله".
الدكتور خالد زايد علاونة، من جهته، أكد أن الدعم النفسي والمعنوي لمرضى السرطان لا يقل قيمة وأهمية عن العلاج الكيماوي، أو أي علاج رئيسي آخر للمرض، مؤكدًا ضرورة تقديم الدعم النفسي لمريض السرطان بتشجيعه على التحدث والكلام، كذلك دعم التفكير الإيجابي والاهتمام به.
وطالب علاونة بضرورة التحدث معه عن مواضيع أخرى غير السرطان مثل الهوايات والاهتمامات والسفر والرياضة التي لا تتعلق بالسرطان، مع الحرص على معاملته بالطريقة نفسها التي كان يعامل بها دائمًا بقدر الإمكان دون إشعاره بأنه ضعيف أو مريض.
وجدان، وهي شقيقة عاشة، تقول: "كانت أختي رغم مرضها تتمتع بقوة وإرادة لتقبل إصابتها بالمرض والتعايش معه بالتزامن مع خطوات العلاج، وكل العائلة كان واجبها صنع الأمل والخير وقرب الشفاء"، مشيرة إلى أنها ولدى مرافقتها لشقيقتها لدى مراجعاتها في حصص الأشعة التي كانت تتلقاها، كعلاج أولي، وجدت هناك الكثير من المرضى الذين ينتظرون ولكل مراجع منهم قصة مختلفة يضمها بين جنبيه، ولكنهم يوحدهم جميعا الهدف الوحيد بالشفاء وتجاوز المرض والانتصار عليه.
--(بترا)

م ق/م د/م ق/أس
02/08/2024 18:58:52