صحافتي

المغرب وليبيا يدعوان من أذربيجان إلى حماية التنوع وتفعيل الدبلوماسية الثقافية

صحافتي بتاريخ: 02-05-2024 | 6 أشهر مضت

حضر “الصّوت المغاربي” عبر المغرب وليبيا في “منتدى الحوار الثقافي العالمي السادس” المنعقد بعاصمة أذربيجان باكو، كأطراف مُشاركة تحمل “الهمّ الدولي” المتصل بانحسار الشعور بالاطمئنان إزاء قضايا الاختلاف والتنوع، بعدما بدأ “مدّ خطابات الكراهية” يعود تدريجيّا إلى “اللّغة الكونية” نتيجة تنامي الصراعات.

وعلى هامش المؤتمر الوزاري حول “الوئام في التنوع: نحو تعزيز الحوار بين الثقافات من أجل نهضة ثقافية عالمية”، ركزت الجهة المغربية على ضرورة تضافر الجهود لحماية الحق في الاختلاف وتهيئة شروط العيش المشترك في كل نقطة فوق الكوكب؛ فيما انشغلت المداخلة الليبيّة بـ”الأفق الممكن”، والتركيز على العمل الثقافي كخلاص لبوصلة بشرية “متشظية وصارت تقترب من الارتطام بالحائط”.

ذخيرة التنوع

سمير الدهر، السفير المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة الـ”يونسكو”، استدعى المنتدى العالمي التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي احتضنه المغرب في نونبر 2022، ليبرز الدور الذي تحاول المملكة المغربية أن تلعبه في السياق العالمي بخصوص الحفاظ على التنوع كقيمة، وقال: “كان شرفا للمغرب أن يستضيف منبرا يوفر مساحة قيمة للحوار، كما يحدث الآن في باكو”.

وأضاف الدهر، متحدثا في المؤتمر سالف الذكر، أن “برامج تبادل المعارف وبناء القدرات أدوات لا غنى عنها لتعزيز إمكانيات المجتمعات والشعوب لحماية تراثهم الثقافي، كما أن رفع المشاركة في تمويل المبادرات الثقافية من خلال التنمية والمساعدة والعمل التطوعي والآليات المبتكرة الأخرى، ضروري لضمان استدامة أشكال التعبير الثقافي المتنوعة”.

وحاول الدبلوماسي المغربي أن يختصر الطريق للوصول إلى منتهى الفكرة: تعزيز التعاون العالمي، الذي عدّه “مسألة حاسمة في عالم متعدد الثقافات”، وأفاد: “من خلال العمل معاً، وتقدير الثقافات المختلفة، وتعزيز الاحترام المتبادل، يمكننا أن نحافظ على هذا الثراء، وأن نبني مستقبلا يُحتفى فيه بالتنوع ويكون فيه التعاون العالمي مفتاح التنمية المستدامة والسلم”.

وأورد الدهر في سياق متصل: “في عالم يتسم بالعولمة والتطور التقني، تطرأ على المشهد الثقافي تغيّرات كثيرة، ويتزايد حضور صيغ الغنى في تفكيرنا اليومي وفي معيشنا. هكذا، تتعايش مختلف اللغات والمعتقدات والتقاليد وأنماط النظر إلى الحياة وممارستها”، وأضاف: “بفعل ذلك، تزداد الحاجة إلى توطين أهمية القيم الإنسانية العالمية الحاملة للتعايش والتسامح والقدرة على تقبل الآخر”.

وزاد شارحاً: “من الضروري أن يتدخّل كل منا من جهته لينخرط في الجهود الجماعية التي تسعى للحفاظ على التنوع وتعزيزه بوصفه رصيداً لا يقدر بثمن والاستفادة منه، لا سيما بالنظر إلى القضايا المحيطة به والتحديات المتزايدة التي نواجهها”، واعتبر أنه “لمواجهة هذه التحديات، من الضروري تقوية التعاون الدولي وبين الدول والمؤسسات المختصة، من جهة. ومن جهة أخرى، من خلال التعابير القانونية الدولية والآليات المتاحة”.

الدبلوماسية الثقافية

مبروكة توغي، وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية في الدولة الليبية، قالت إن الجمع اليوم يعدّ “حدثا ثقافيا هاما ومفيدا في وقت يشهد فيه العالم الاضطرابات في كل مكان. وليس خافيا ما مرت به ليبيا والمنطقة العربية والأفريقية وكل أنحاء العالم من تغيرات وتدخلات”، مشددة في إطار هذا المؤتمر على أنه “لا يمكن تجاهل دور الدبلوماسية الثقافية في تحقيق السلام والاستقرار العالميين وتوثيق العلاقات بين الدول”.

وأضافت توغي التي أصرّت على أن تلقي كلمتها باللغة العربية في قلب الدولة الأوراسية، أن “الثقافة تشكل جسرا هاما يربط الشعوب ويعزز التفاهم المتبادل، وتسهم بشكل كبير في تحقيق السلام والتعايش السلمي”، مبرزة أنه “من خلال تعزيز التبادل الثقافي والفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة، يمكننا بناء قواعد صلبة للتعاون والتفاعل الإيجابي بين الدول، مما يسهم في تعزيز السلام واستقرار العالم”.

وتمسكت المسؤولة الليبية بإعلان الحاجة إلى “تشخيص العالم وتحليله بموضوعية لكونه يعيش حالة من الصراع على كل الأصعدة ينتج عنها الاضطراب وعدم الاستقرار، وبالتالي تتضرر الأهداف: السلم الاجتماعي والأمن، وهي ظروف ليست جديدة بل مستمرة أو متكررة”، معتبرة أن “المخاطر في القرن الأخير تكاثرت وسادت فيه حروب عالمية، ولا بد أن تحظى البشرية اليوم بخدمة فائقة وعقلانية في المنهج والأسلوب بما يمكنها من تجاوز تلك التحديات في هذا القرن”.

ودعت المتحدثة إلى وضع أسس “رؤية ثقافية إنسانية عادلة تنصف كل شعوب العالم (…) يجب أن تتعاون كل الدول والمنظمات والأفراد، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار أهمية حضور مئات المثقفين في المنتدى يمثلون العديد من الدول والمنظمات الدولية وحشود الوزراء والبرلمانيين ورجال الثقافة والإعلام… عليهم جميعا تقع المسؤولية للخروج بنتائج هامة، وأن نقدم للبشرية ما يسهم في إخراجها من وقائع الصراع والحرب إلى الحوار والتعاون والتعارف والعمل المشترك لخدمة الجميع”.