صحافتي

هل يلتئم الصف الفلسطيني في الصين؟

صحافتي بتاريخ: 30-04-2024 | 2 أشهر مضت

مرة أخرى تجتمع حركتا "فتح" و"حماس" الفلسطينيتان، ولكن هذه المرّة في الصين؛ لبحث سبل معالجة الانقسام الفلسطيني المزمن، وتوحيد الصف الفلسطيني في مرحلة استثنائية من تاريخ النضال الفلسطيني، يتعرّض فيها قطاع غزة لحرب إبادة شاملة بقيادة التحالف الصهيو- أميركي، ضمن محاولات تصفويّة حثيثة من اليمين الصهيوني المتطرّف، لتصفية القضية الفلسطينية، وابتلاع الضفة الغربية وقطاع غزة. فهل سيلتئم الجرح الفلسطيني الغائر في الصين، ويرتقي قادة الحركتَين إلى مستوى هذه المرحلة الخطيرة؟

الاستعراض السريع لتاريخ لقاءات المصالحة الفلسطينية، يكشف لنا هشاشة البنية السياسية الفلسطينية، وعجزها عن مواكبة تفاصيل حرب الإبادة الشاملة الصهيو- أميركية في قطاع غزة، وتداعياتها على الشعب الفلسطيني وقضيته

فشل مخجل

في الوقت الذي يقف فيه المرء وجلًا ليقدم تحية فخر واعتزاز وإجلال لصمود الشعب الفلسطيني، وإصراره على مقاومة الكيان الصهيوني، مهما بلغت التضحيات والمعاناة؛ يقف في غاية الخجل والحسرة والألم للفشل الذي منيت به محاولات توحيد الصفّ الوطني الفلسطيني، ورأب الصدع، ومعالجة الجرح الغائر الذي خلّفه الانقسام في صدر القضية الفلسطينية لأكثر من 17 عامًا.

وما يزيدك حسرة وألمًا، أنك تكاد لا تجد مثالًا لهذا الفشل تكرر عبر التاريخ، لأمة تمرّ في مثل ظروف القضية الفلسطينية، ويواجه فيها الشعب الفلسطيني عدوًا مشتركًا كالعدو الصهيوني.

وما يجعلنا لا نتوقّع من لقاء المصالحة المنعقد في الصين حاليًا أي تقدّم، كثرة اللقاءات التي انعقدت من قبل في العديد من العواصم العربية، وانتهت جميعها بالفشل، على الرغم من أنها لم تكن تمرُّ بالظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية حاليًا. ولتوضيح ذلك نمرُّ سريعًا على أبرز لقاءات المصالحة منذ بداية الانقسام إلى اليوم:

هذا الاستعراض السريع يكشف لنا هشاشة البنية السياسية الفلسطينية، وعجزها عن مواكبة تفاصيل حرب الإبادة الشاملة الصهيو- أميركية في قطاع غزة، وتداعياتها على الشعب الفلسطيني وقضيته، ويؤكد لنا للأسف الشديد أن اللقاء الجاري في بكين لا يتوقع له أن يسفر عن شيء يساعد في معالجة انقسام الصف الفلسطيني.

وسيبقى اللقاء مجرد تلبية بروتوكولية لدعوة الخارجية الصينية، ستضاف إلى سابقاتها من اللقاءات التي لم تفلح -رغم كثرتها- في معالجة الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني، والوقوف جنبًا إلى جنب في مواجهة التوحّش السافر للكيان الصهيوني وحلفائه.

هذا الفشل المنتظر يأخذنا من جديد إلى الأسئلة الدائرة الحائرة حول الأسباب الحقيقية لهذا الفشل، وإلى متى سيستمرّ، وكيف يمكن التغلب عليه؟. وهو ما سنحاول الإجابة عنه في مقال قادم بإذن الله.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.