7 خطوات سلوكية للحد من تطور فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال
أثبتت دراسة كندية قدرة والدي الأطفال الصغار ذوي المزاج الانفعالي أو المفعم بالحيوية، على تقليل التطور المحتمل لأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه "إيه دي إتش دي" (ADHD)، من خلال تحسين أسلوب التربية.
أمل جديد
عرف علماء النفس التنموي منذ سنوات عدة أن مزيجا معقدا من اضطرابات المزاج، والتربية، وبعض الاختلالات في وظائف العقل التنفيذية، يشكل عوامل مترابطة في تطور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أثناء الطفولة.
ويوضح موقع مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد المقصود بوظائف العقل التنفيذية ومهارات التنظيم الذاتي أنها عمليات عقلية تمكننا من التخطيط، وتركيز الاهتمام، وتذكر التعليمات، والتوفيق بين المهام المتعددة بنجاح، ويحتاج الدماغ تلك المهارات لتصفية عوامل التشتيت، وتحديد الأولويات، والأهداف وتحقيقها، والتحكم في الدوافع.
تشمل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه التململ، وصعوبة التركيز، والاندفاع، والنشاط الفائق، ويعالج الأطباء تلك الأعراض عادة بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية، لكن توقع باحثو جامعة "واترلو" أن الوالدين إذا اتخذا خطوات استباقية، منذ لحظة ظهور الأعراض الأولى، فيمكنهما منع تطور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى طفلهما.
لم يعد الباحثون الاندفاع والنشاط في سن ما قبل المدرسة مدعاة للقلق بالضرورة، لكن اعتمدوا على نتائج دراسات سابقة، ربطت بين الاندفاع والنشاط في الطفولة ومشكلات التنظيم الذاتي والتفكير المرن، في سن لاحق، لذلك تتبعوا تطور تلك الأعراض لدى 291 طفلا، من عمر 4 أشهر حتى عيد ميلادهم الـ15.
راقب الباحثون التعاملات بين الأطفال ووالديهم، مع تقييم وظائف عقل الطفل التنفيذية، والتحقق من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه التي أبلغ عنها الوالدان بداية من سن 5 سنوات.
وكشفت تحليلات الباحثين لمناسبات ظهور الأعراض الأولى للاضطراب عن ارتباط مزاج الطفل وسلوكه بسلوك الوالدين، وتأثير ذلك على وظائف عقله النامية، فظهر عرض الاندفاع مبكرا على الطفل، وتراجعت وظائف عقله، حينما غابت توجيهات الوالدين له في سنوات عمره الثلاث الأولى، في حين استقرت أعراض الاضطراب لدى بقية الأطفال، من سن الخامسة إلى التاسعة، ثم انخفضت قبل سن الـ15 بفضل مساعدة والديهم.
كيف تحمين طفلكِ مشتت الانتباه؟
أشار تقرير دراسة جامعة "واترلو" إلى سلوكيات تربوية محددة بغرض توجيه الطفل، من دون السيطرة عليه، عن طريق توجيهه إشارات لفظية وجسدية، تساعده في تطوير مهارات التنظيم الذاتي.
ونصح مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد بمشاركة الطفل الأنشطة التي تعزز اللعب الإبداعي، والتواصل الاجتماعي، وتعلمه كيفية التعامل مع التوتر، ومشاركته التمارين الرياضية القوية، ثم توفير الفرص لتوجيه أفعاله مع تقليل الإشراف تدريجيا.
ربط باحثو معهد تنمية الطفل، جامعة مينيسوتا، بين دعم استقلالية الطفل وتراجع أعراض الاضطراب، وكشفوا عن سلوكيات تربوية فعالة، مثل: مساعدة الطفل بالقدر المناسب لمستوى مهاراته، وتشجيعه ومدحه، والأخذ بوجهة نظره، ومنحه فرصة المحاولة، وتزويده بالخيارات المتاحة وسبل الاختيار، والسماح له بإنهاء مهمته بالسرعة التي تناسبه، من دون التدخل لإكمال المهمة بدلا منه.
نجح تدريب باحثي قسم الطب النفسي، جامعة بيتسبرغ، لوالدي طفل مشتت الانتباه، في إلغاء الحاجة للعلاج الدوائي بين ثلث الأطفال المسجلين في تجربة علاجية. واعتمد التدريب على مساعدة الطفل في تنظيم عواطفه، والتحكم في انتباهه، بلفت نظره مرارا، وملاحظة علامات توتره، مثل مص الإبهام، وتهدئته متى لاحظ الكبار توتره.
لكن لاحظ الباحثون أن الرفض، والتجاهل، والقسوة من الوالدين في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل، تسببت في صعوبة مزمنة في الانتباه وفرط النشاط. ونصح الباحثون الأمهات بالتعبير عن دفء مشاعرهن، ودعمهن للطفل، وتشجيعه كلما سلك سلوكا إيجابيا.
أبلغ والدا الطفل المصاب بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بضغط يزيد عن الضغط الذي أبلغ عنه والدا طفل مصاب بالصرع أو طيف التوحد، وأرجعت دراسة إسبانية-بريطانية ذلك للمشكلات المصاحبة للاضطراب، مثل اضطراب التحدي المعارض، وصعوبات التعلم.
لا يتوقف ذلك الضرر عند الأبوين، بل أثبت باحثو قسم الطب النفسي، جامعة بيتسبرغ، تجاوز تأثير اكتئاب الأمهات على انتباه أطفالهن، تأثير عوامل عدة، وتسبب في فشل الأطفال في تنظيم عواطفهم، وظهور عرض البكاء المفرط والانزعاج المستمر في مرحلة الطفولة، مما يجعل علاج الأم النفسي، وطلب المساعدة ضروريين لسلامة الطفل.
نصح معهد "تشايلد مايند" في دليل الأسرة للتعامل مع الأطفال مشتتي الانتباه، بتعليم الطفل التنظيم الذاتي، بأقل قدر من الصراع، من خلال كتابة قوائم لأي شيء بدءا من الخروج من المنزل في الوقت المحدد في الصباح، وحتى أداء الواجبات المنزلية بعد المدرسة، وروتين وقت النوم.
ونظرا لأن الخطوات اللازمة لإكمال المهمة غالبا ما تكون غير واضحة للأطفال ضعاف الانتباه، فإن تحديدها مسبقا، وتعليقها في مكان بارز، يساعده على الإنجاز.
كما أن وضع حد زمني لكل خطوة، خاصة إذا كانت مهمة طويلة، يساعد الطفل على إدارة وقته، ويمكن ضبط مؤقت الهاتف للتحقق من انتباهه لمهمته. كذلك نصح التقرير بكتابة مخطط للمكافآت على السلوكيات الإيجابية في المنزل والمدرسة، لتحفيز الأطفال الذين يسهل تشتيت انتباههم على اكتساب مهارات جديدة.
وضح ماثيو كروجر، مدير مركز التعلم والتطوير التابع لمعهد تشايلد مايند في تقرير المعهد، ضرورة إقناع الطفل مشتت الانتباه، بالغرض من تعلم كل مهارة، قبل مساعدته على تعلمها، لأن الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الانتباه يكونون عمليين للغاية في تقييم الجهد المبذول أمام النتيجة، ويميلون لتوفير طاقتهم لأنشطة يثقون بأنها ستؤتي ثمارها، أما إذا لم يروا عائدا، فسيحبطون بشدة، وسيمتنعون عن المحاولة لاحقا.