صحافتي

تدنيس المساجد عقيدة حوثية متجذرة أصبحت تمارس كل يوم

صحافتي بتاريخ: 29-04-2024 | 6 أشهر مضت

تدنيس المساجد عقيدة حوثية متجذرة أصبحت تمارس كل يوم

لم يتخيل اليمنيون يوما أن تدنس مساجدهم بالقاذورات ،ولم يتخيلوا ان يشاهدوا حدوث ذلك أمام اعينهم .. كان ذلك ضربا من الخيال إلى أن جاءت مليشيا الحوثي وسيطرة على العاصمة ومحافظات أخرى.

بعدها بدأ اليمنيون يشاهدون -لأول مرة – مساجدهم تدنس بأعواد القات واعقاب السجائر، وتراكم القمامة، والرقص والزوامل وترديد الشعارات  بداخلها  .. كما تم استهدافها وقصفها وتفجيرها، وأغلقت في وجه المصلين.. كانت تلك هي البداية.

صراخ وشعارات طائفية

لم تكتف الجماعة الحوثية بتحويل المساجد إلى استراحات لأتباعها يتناولون فيها القات والدخان، بل تم تحويل بعضها الى قاعات للأعراس وممارسة الرقص، والنوم والأكل والشرب.

وصارت مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد اشبه بالإذاعات تبث فيها بخطابات زعيم الجماعة، في تصرف ينم عن انتهاك قداسة المساجد وحرمتها.



وتظهر مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لانتهاكات عدة تمارسها مليشيا الحوثي بحق المساجد، ابتداء من الرقص وتناول القات والدخان، وأحدهم يخطب في المنبر وفمه مليء بالقات وغيرها من الانتهاكات.

كما أظهرت مقاطع الفيديو عدد من المساجد في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، كيف أن المساجد مليئة بالنفايات والاكياس والزجاجات الفارغة واعقاب السجائر.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل صور تظهر علب بلاستيكية ممتلئة بالبول موضوعة في محراب أحد المساجد، تظهر مدى جرأة المليشيات على انتهاك المحرمات دون مراعاة لقداسة أو حرمة لتلك الأماكن التي لم يتجرأ على تلك الانتهاكات أحد قبلهم.

حقد

وقبل ايام، نشر القيادي الحوثي، حسين الاملحي، فيديو له وهو يتجول داخل مسجد الصالح بالعاصمة صنعاء، ويطالب بتحويل المسجد الى "مجاري" لصنعاء مطلقاً اشنع الاوصاف على مسجد الصالح.


ووصف الأملحي، جامع الصالح بأنه "بيت دعارة" ، في تجرؤ على بيوت الله التي يقدسها اليمنيون من مختلف فئاتهم وتدينهم، إلا ان مليشيا الحوثي لم تترك مقدسا ولا عرفا الا وتعرضت له، فقد تطالوا قبل ذلك على الله والقرآن ووصفه أحدهم أنه "عمى".

تطاول الأملحي على جامع الصالح أثار استياءً شعبيا واسعاً في أوساط اليمنيين، حيث علق أحدهم قائلاً" لا يوجد مسلم صحيح الاسلام يصف المسجد بهذه الاوصاف وهذا دليل على ان الحوثيين لا ينتمون للدين الاسلامي" في حين علق آخر "قالوا بأنهم مسيرة قرآنية!! قلنا لكم حقدهم ليس على الرئيس السابق صالح بل هو حقد على المسجد، هذه هي عقيدة الحوثي".

انتهاكات بالجملة

وكانت " الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" قد وثقت في تقرير لها 2158 حالة انتهاك طالت المساجد في 14 محافظة يمنية من قبل مليشيات الحوثي خلال الفترة من 1يناير وحتى 30 ابريل 2022.

وتوزعت الانتهاكات بحسب التقرير بين القتل المباشر للأئمة والخطباء، وجرائم الإصابة الجسدية، والاعتداء بالضرب والاختطاف، والإخفاء القسري، والتعذيب الجسدي والنفسي، ومنع إقامة صلاة التراويح، وفرض خطباء.

من تلك الانتهاكات بحسب التقرير 80 حالة تفجير وتفخيخ للمساجد، و45 حالة احراق، و 137 حالة اقتحام ونهب وعبث بمحتويات مساجد، و 175 مسجداً حولته مليشيا الحوثي الى أماكن لاستراحة عناصرها يتناولون فيها القات، والدخان والشمة ويمارسون الرقص.

و 54 مسجداً حوله الحوثيون الى غرف عمليات حربية، و35 حالة اغلاق مساجد، و467 حالة إغلاق مدارس لتحفيظ القرآن.





اللبنة الاساسية

يقول الأستاذ، يونس الطيب، استاذ سابق في كلية القران الكريم وعلومه بصنعاء، في حديثه لـ "الصحوة نت" إن تدنيس بيوت الله يعتبر من اكبر أنواع الإفساد في الأرض، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بعمارة المساجد وتطهيرها، وإكرامها لأنها بنيت ليذكر فيها اسم الله وإقامة الصلاة، وقراءة القرآن".

وأضاف أن المساجد ليست لمضغ القات والرقص وترديد الشعارات، مشددا على مكانة وحرمة المساجد وأن الله توعد من يمنع المسلمين من ذكره فيها أو يخربها أو يتسبب في افسادها بالخزي والعذاب.

جريمة شنعاء

بدوره أكد الشيخ، عمار، إمام جامع في صنعاء، تحفظ عن ذكر اسمه كاملا لما يعرضه ذلك لمخاطر، أن ما تمارسه مليشيا الحوثي في المساجد وانتهاك حرمتها، جريمة شنعاء في الإسلام، فإذا كان الاسلام يحرم مجرد الكلام في امور الدنيا في المساجد الكلام فما بالنا بالرقص في المسجد.

وقال عمار، إن انتهاك حرمة المساجد سلوك جاهلي معروف ذكره القرآن كيف كان المشركون يذهبون إلى المسجد الحرام وهم عرايا ويصفقون، أما المسلمون فقد أوصاهم الله بعمارة المساجد بالعبادة والذكر والتسبيح والتكبير والتحميد (وَأَن الْمساجد لِلَّه فَلَا تَدعُوا مع اللَّه أَحدًا)





السكوت ذنب

يرى إبراهيم،" 45 عاما"  مواطن في صنعاء، أن تدنيس المساجد من عمل اليهود وليس المسلمين، مضيفا أنه قبل أن يأتي "دجال" صعدة، يقصد عبدالملك الحوثي، ومن معه كنا نستحي اذا رن التلفون داخل المسجد ونعتبر ذلك ذنباً يوجب الاستغفار، ما بالك اليوم ومساجد الله تحولت الى معسكرات للطوابير والشعارات والخطابات والرقص، ومضغ القات والشمة، وكل شيء يخطر على بالك يمكن أن يمارسوه داخل المساجد".

يؤيده الرأي " قيس" 52 عاما"  في حديثه لـ "الصحوة نت" مما يؤلم القلب رؤية المساجد تهان في عهد من يقولون انهم مسيرة قرآنية، وما يؤلم أكثر هو سكوت اليمنيين على هذا التدنيس والفجور في حق بيوت الله وإذا لم نأخذ على يد هؤلاء الظلمة فان العذاب قد يصيب الجميع فلسنا أكرم عند الله من الأمم السابقة التي هلكت بسبب سكوتها عن ظلم الظالمين".