صحافتي

أسراب من الروبوتات الدقيقة توصل الدواء داخل الجسم.. قوى علاجية متقدمة

صحافتي بتاريخ: 17-04-2024 | 1 أشهر مضت

ألهم سلوك القطيع في النظم البيئية الطبيعية باحثين من جامعة تكساس الأميركية، لتصنيع "أسراب ذكية" من الروبوتات المجهرية يمكن أن تعمل بشكل جماعي في أداء مهام محددة، من بينها التوصيل الدوائي داخل الجسم.

ويمنح سلوك القطيع أسراب الأسماك وخلايا النحل ومستعمرات النمل أفضلية في الاستجابة للتهديدات والتحديات مما لو كانت تتحرك بشكل فردي أو عشوائي، وهو ما نجح الباحثون في محاكاته بالروبوتات عبر تصميم تفاعلات اجتماعية بين هذه الآلات متناهية الصغر، ومن ثم يمكنها العمل كمجموعة واحدة منسقة لتقوم بتأدية المهام بشكل أفضل.

أسراب الروبوتات بِسِمة جديدة

وعرض الباحثون هذا الابتكار لأول مرة في بحثية نُشرت في دورية "أدفانسد ماتريالز" العام الماضي، لكنهم أخذوا الأمور خطوة أخرى إلى الأمام في بحثية جديدة نُشرت مؤخرا في دورية "ساينس أدفانسز"، وذلك بإعطاء أسراب الروبوتات سمة جديدة تسمى "التأخير الزمني التكيّفي"، وهو مفهوم يُعدل فيه توقيت الإجراءات أو الاستجابات ديناميكيا بناء على الظروف البيئية المتغيرة.

وفي سياق الروبوتات أو السلوك الجماعي، تسمح هذه السمة لكل روبوت صغير داخل السرب بتكييف حركته مع التغيرات في البيئة المحلية المحيطة، ومن خلال هذا التفاعل أظهر السرب زيادة كبيرة في الاستجابة السريعة لأي تغير بيئي مع الحفاظ على سلامة السرب.

ولتقريب المفهوم؛ تخيّل سربا من الطائرات دون طيار مكلفا بمراقبة منطقة كبيرة بحثا عن التهديدات المحتملة، وبفضل التأخير الزمني التكيّفي يمكن لكل طائرة دون طيار تعديل مسار رحلتها في الوقت الفعلي لتجنب العوائق مثل التضاريس الوعرة، أو الاستجابة للتغيرات في البيئة مثل هبوب الرياح المفاجئة. وهذا يسمح للسرب بالحفاظ على كفاءته الجماعية أثناء التنقل في البيئات المعقدة والديناميكية، وهي الفكرة نفسها التي سعى الباحثون لتحقيقها في "أسراب الروبوتات".

"التأخير الزمني التكيّفي" (وهي سمة تسمح لكل روبوت داخل السرب بتكييف حركته مع التغيرات في البيئة المحلية المحيطة) ساعد أسراب الروبوتات على إكساب سلوكها الجماعي مزيدا من الدقة والفعالية (شترستوك)

سر"التأخير الزمني التكيفي"

ويكمن سر نجاح تنفيذ تلك التقنية في الطريقة التي صُنعت بها الروبوتات، إذ تكاملت عملية تصنيع الروبوتات من كرات السيليكا المغلفة بمواد معينة تجعلها تستجيب للضوء والحرارة مع تقنيات أخرى نفذها الباحثون، وذلك لتنفيذ تأخير زمني تكيفي وفق الخطوات التالية:

التجارب المعملية أثبتت أن الروبوتات التي تتحرك في أسراب يمكنها العمل بفعالية في البيئات الصعبة والمعقدة مثل مجرى الدم (شترستوك)

ماذا بعد إثبات المفهوم؟

نجح الباحثون في إثبات مفهوم عمل الروبوتات كسرب في المختبر، والخطوة التالية التي سيعملون عليها هي تنفيذ التجارب في محلول سائل ثابت، وبعد ذلك سيحاولون تكرار السلوك في السائل المتدفق، ومن ثم سيتحركون لتكراره داخل الكائن الحي.

ويقول الأستاذ ببرنامج علوم وهندسة المواد بجامعة تكساس "زيهان تشن" في نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: "نتطلع إلى تحقيق نجاح يساعد على تجاوز مشاكل الروبوتات النانوية المنفردة، والتي تكافح من أجل التنقل بفعالية في البيئات الصعبة والمعقدة مثل مجرى الدم".

ويضيف أن "الحركة الجماعية يمكن أن تساعدهم على التنقل بشكل أفضل في بيئة معقدة، والوصول إلى الهدف بكفاءة وتجنب العقبات أو التهديدات".

وبمجرد تطوير هذه الأسراب الذكية بشكل كامل، يمكن أن تكون بمثابة قوى متقدمة قادرة على التنقل في الجسم البشري والتهرب من دفاعاته لإيصال الدواء إلى هدفه، ولكن هذا سيتطلب دراسات مستفيضة تجيب على عدة أسئلة حددها رئيس قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بجامعة المنيا (جنوب مصر) أسامة فرغلي، وهي: