صحافتي

باحث في «الجماعات الإسلامية»: المصريون ثاروا للتخلص من «الخونة».. و«التنظيم» سيتحول إلى تاريخ

صحافتي بتاريخ: 09-06-2023 | 11 أشهر مضت

قال سامح عيد، الباحث فى شئون الإسلام السياسى، إن جماعة الإخوان الإرهابية حاولت التفريق بشتى الطرق بين أبناء الشعب المصرى، خاصة من ناحية العقيدة، إلا أنها لم تنجح لأن المصريين فى رباط إلى يوم الدين، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية سعت لتحويل الدولة المصرية إلى «ولاية مصر»، إلا أن الشعب رفض طريقتهم للحكم شكلاً وموضوعاً، لأننا فى الأساس دولة مدنية، ومن ثم قام بثورة 30 يونيو للتخلُّص من هؤلاء الخونة.. وإلى نص الحوار:

لولا حكمة البابا تواضروس لوقعت حرب أهلية والأيديولوجيا الفكرية لـ«الإخوان وداعش» واحدة

كيف ترى فكر جماعة الإخوان؟

- فكر جماعة الإخوان فى الأساس مبنى على العنف والتفرقة العنصرية، حيث كان يسعى حسن البنا من خلال أفكاره، التى تبناها أعضاء الجماعة من بعده، إلى التفرقة العنصرية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، وهذا الأمر حدث خلال فترة حكمهم، إلا أن البابا تواضروس كان حكيماً فى تصرفاته، وكان له فضل كبير فى عدم دخول مصر فى حرب أهلية، وذلك لأنه يعى جيداً خطورة فكر الجماعة الإرهابية، فضلاً عن أن الدولة مدنية، وفكرة الدولة الإسلامية التى أراد الرئيس المعزول وجماعته تطبيقها فاشلة، والدليل على ذلك أن جميع الدول التى طبقتها توجد بين سكانها صراعات داخلية وتفرقة عنصرية شديدة.

هل حاول الإخوان المصالحة مع الدولة المصرية؟

- بالتأكيد، خاصة أن الإخوان منقسمون منذ عام 2014، ووصل الأمر بينهم إلى اتهام القيادات بعضهم البعض بالخيانة والعمالة والفساد المالى، وبالتالى انقسم الإخوان إلى ثلاثة أقسام، وحاول مجموعة منهم التواصل مع القيادات داخل الدولة، إلا أن الدولة والشعب رفضا التصالح مع الجماعة الإرهابية التى قتلت الكثير من الأبرياء من الشعب المصرى بصفة عامة، ومن أفراد الجيش المصرى والشرطة بصفة خاصة، والشعب لن ينسى العمليات الإرهابية التى حدثت فى سيناء والعريش من قِبل الجماعة الإرهابية.

كيف ترى تأثير تحسّن العلاقات بين مصر وتركيا وقطر على الإخوان؟

- تحسّن العلاقات بين مصر وتركيا وقطر دليل على صحة الموقف المصرى فى 30 يونيو، وأن الدولة استجابت لرغبة الشعب فى المقام الأول وليس لتحقيق مصالح شخصية كما ادّعت الجماعة الإرهابية وحلفاؤها فى ذلك التوقيت، فضلاً عن أن المصالحة مع هذه الدول ستُضيق الحصار على أعضاء الجماعة فى الخارج، والدليل على ذلك ظهور الإخوانى وجدى غنيم فى فيديو منذ أيام قليلة يؤكد رفض تركيا تجديد جواز سفره، وأنه لا يجد مكاناً يفر إليه، خاصة بعد الجرائم التى ارتكبها خلال السنوات الماضية من خلال التحريض على الدولة المصرية وقيادتها.

فى رأيك.. متى تنتهى جماعة الإخوان؟

- أعتقد أن الجماعة الإرهابية ستكون جزءاً من التاريخ خلال العشرين سنة القادمة، خاصة بعد حالة الانقسام والتخبّط الشديد التى وصلت إليها، ولكن يجب على الدولة المصرية والأجهزة الأمنية الحرص من هؤلاء الخونة، لأنهم يحاولون من آن إلى آخر التفرقة بين المصريين ومحاولة التشكيك فى إنجازات الدولة التى حدثت خلال السنوات العشر الماضية، وذلك من خلال استقطاب عقول الشباب عبر لجانها الإلكترونية عبر مواقع التواصل، ولكن يجب التفرقة بين التنظيم والأيديولوجيا الفكرية لهم.

ما الأيديولوجيا الفكرية للجماعة؟

- الأيديولوجيا الفكرية الخاصة بالإخوان هى نفسها الخاصة بتنظيم داعش وغيرهما من الجماعات الإرهابية، التى تعتمد على استخدام العنف والقتل للوصول إلى رغبتها، فضلاً عن أن مشروع الدولة الإسلامية لا يزال يُداعب الكثير من الإسلاميين، ليس فى مصر فقط وإنما فى الكثير من الدول العربية والإسلامية، بل يصل الأمر إلى دول العالم بأكملها، والقضاء على هذه الأيديولوجيا يحتاج إلى حملة ثقافية إعلامية من جانب جميع الجهات داخل الدولة، خاصة أنها ممولة من بعض القوى العالمية التى تسعى إلى هدم الدول والسيطرة عليها.

تجديد الخطاب الدينى

بالتأكيد نحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى، ولا بد من وضع خطة جيدة من وزارة الأوقاف لتصحيح الخطاب الدينى والسيطرة على كل المساجد، خاصة الزوايا التى يسيطر عليها بعض المتشددين، فضلاً عن تعديل المناهج التعليمية، خاصة للمرحلة الإعدادية: «ماعرفش إزاى لحد النهارده بيتم تدريس عقبة بن نافع وغزواته لطلاب المرحلة الإعدادية، وهذه المناهج تزرع أفكاراً متطرفة فى أذهان الأطفال».