أغلبنا يتناول المشروبات السكرية بشكل كبير دون أن يعرف العلاقة بين المشروبات الغازية و الكوليسترول بل أن البعض يعتبر المشروبات السكرية جزء لا يتجزأ من روتين الوجبات الغذائية الخاص بهم. و قد وجد العديد من الباحثين أن الذين يشربون مشروباً سكرياً واحداً على الأقل، مقارنة مع الذين لا يشربون، لديهم خطر أكبر للإصابة بخلل في مستويات الدهون في الدم، و يكون لديهم مستويات أعلى من الدهون في الدم لديهم و التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
و يشير العديد من خبراء الصحة إلى أن ارتفاع مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة ” LDL ” هو أكثر ما يسبب القلق و ذلك لأن هذا هو الكوليسترول السيئ الموجود في الجسم.
إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم عامل خطر
وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية فإن ما يقرب من ثلث البالغين الموجودين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. و يتسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم في العديد من الأمراض مثل أمراض القلب و السكتات الدماغية و ، و هذه هي أحد الأسباب الرئيسية في الوفاة حول العالم.
و تشير دراسة أجريت على حوالي 6000 شخص و التي استمرت 12 عام، إلى أن الاستهلاك المرتفع للمشروبات السكرية و المحلاة بالسكر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية ولذلك هناك علاقة بين المشروبات الغازية و الكوليسترول.
دراسة تقارن بين العلاقة بين المشروبات الغازية و الكوليسترول
و قد قارنت دراسة أخرى بين المشروبات الغنية بالسكر و البدائل منخفضة السكر حيث قام الباحثون أيضاً بتعديل بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مستويات الكوليسترول و مثل السمنة، نوعية الغذاء الذي تتناوله، النشاط البدني، استخدام أدوية تخفض الكوليسترول.
بشكل عام، لم تكن النتائج مفاجئة للباحثين،و لكنها أكدت بالفعل تأثير شرب المشروبات السكرية بكثرة على مستويات الكوليسترول و الدهون الثلاثية في الدم، حيث كان الأشخاص الذين يتناولون هذه المشروبات مرتفعة السكر يومياً أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية بسبب ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية و الكوليسترول في الدم لديهم و ذلك مقارنة مع الذين لم يتناولوا تلك المشروبات.
تناول المشروبات السكرية يزيد مستويات الكوليسترول في الدم
و يقول نيكولا ماكيون، دكتوراه في التغذية في مركز جين ماير في بوسطن بالولايات المتحدة، أن الكوليسترول هو أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بتصلب الشرايين و النوبات القلبية و السكتات الدماغية، لذلك من الأفضل تجنب في الدم قدر المستطاع للحفاظ على صحة القلب و الأوعية الدموية.
و تشير بعض الأبحاث التي أجريت على أشخاص ” في منتصف العمر و كبار السن” و الذين يتناولون المشروبات السكرية يومياً أنهم أصبحوا أكثر عرضة لخطر ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم و ذلك مقارنة مع أشخاص آخرون لم يتناولوا المشروبات السكرية وهذا ما يوضح ارتباط المشروبات الغازية و الكوليسترول.
أظهرت هذه الدراسة أن تناول المشروبات الغنية بالسكر كان مرتبط أيضاً بخلل في مستويات الدهون في الدم و تركيزات البروتين الدهني المرتبطة بالدهون الثلاثية و الكوليسترول، حيث أصبحت فرصة الأشخاص الذين يتناولون المشروبات السكرية أكبر بنسبة 98 % لتكوين الكوليسترول منخفض الكثافة و أكبر بنسبة 53 % لتكوين الدهون الثلاثية.
السكر قد يكون ضار بالصحة
تشير العديد من نتائج الأبحاث إلى أن تناول المشروبات مرتفعة السكر ترتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار و الدهون الثلاثية و ذلك عند استهلاكها بشكل يومي منتظم و بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون المشروبات السكرية و يعتمدون على البدائل الخالية من السكر.
و يؤكد العديد من العماء و خبراء الصحة على أن تناول السكر و المشروبات السكرية بكميات كبيرة و بانتظام يلعب دور كبير في ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار و الدهون الثلاثية في الدم وذلك بسبب ارتباط تناول المشروبات الغازية و الكوليسترول.
ما هي أنواع الكوليسترول الموجودة في الدم
هناك نوعين من الكوليسترول في الدم و هما البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول السيء ” LDL ” و البروتين الدهني عالي الكثافة ” HDL “. و يعتبر الكوليسترول عالي الكثافة كوليسترول جيد لأنه يساعد الجسم على التخلص من الكوليسترول الضار ، و هو النوع الذي يتراكم في الشرايين و يسبب انسدادها و يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين.
و يشير خبراء الصحة أن مستوى الكوليسترول عالي الكثافة ” HDL ” يرتبط ارتباط وثيق بالتمرين و اللياقة البدنية، لذلك فإن أفضل طريقة لتحسين مستويات الكوليسترول عالي الكثافة هي عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام و الحفاظ على اللياقة البدنية و تحسين نمط الحياة.
هذا يعني أن انخفاض مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة و ارتفاع مستويات البروتين الدهني منخفض الدهون يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين و أمراض القلب و النوبات القلبية و السكتات الدماغية بسبب ضعف تدفق الدم إلى القلب.
لذلك تشير جمعية القلب الأمريكية إلى أهمية الحفاظ على مستويات الكوليسترول في المعدل الطبيعي لها لتجنب الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية و السكتات الدماغية.
كيف تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب و إرتفاع الكوليسترول
خفض نسبة الكوليسترول بشكل عام عن طريق التحكم في وزن الجسم و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد على تحسين صحة الجسم و تقليل الدهون. يمكنك تناول الأسماك و تقليل اللحوم الحمراء و تقليل الكربوهيدرات و استخدام زيت الزيتون بدلاً من الزيوت المعتادة لتقليل دهون الجسم بشكل عام.
و بالرغم من ذلك هناك علاقة بين المشروبات الغازية و الكوليسترول فإن السكر أيضاً يعتبر من عوامل الخطر التي تسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول، لذلك فمن الأفضل تقليل كمية السكر التي تحصل عليها و تقليل تناول المشروبات السكرية و استبدالها بالمشروبات الخالية من السكر، كما يمكنك أيضاً تناول العصائر الطبيعية التي تعتبر بديل رائع للمشروبات السكرية المعتادة.