صحافتي

المفتي: وضع مصباح بمنارة المسجد لبيان أن الصلاة أقيمت "بدعة"

صحافتي بتاريخ: 06-06-2021 | 3 سنوات مضت


وقال سماحته في جواب على سؤال حول جواز وضع مصباح فوق المنارة لبيان أن الصلاة قد أقيمت عوضا عن السماعات: " أعلم وفقك الله لطريق الحق ، أن المساجد بيوت الله ، وهي خير بقاع الأرض ، أذن الله تعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه جل وعلا قال تعالى : { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال } ، ويتعلم الناس بها شؤون دينهم ، ويتم إرشادهم إلى ما فيه سعادتهم ، وصلاحهم في الدنيا والآخرة ، فواجب على المسلمين أن يقوموا بتطهيرها من البدع والخرافات ، وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وبينه لأمته ليسلكوا منهجه ويهتدوا بهديه ، وقد سار على ذلك خلفاؤه الراشدون وسلف الأمة إلى عصرنا هذا ، وقد يحرص الإنسان على الخير ولكن يسلك طريقاً يدخله في الابتداع في الدين ، وهو لا يشعر ، خرج ابن مسعود رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال : " ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ " قالوا : " يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح " ، قال : " فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة ؟ " قالوا : " والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير " ، قال : " وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم " ، فقال عمرو بن سلمة : ( رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج) سنن الدارمي.

ووضع مثل هذا المصباح على منارة المسجد ، لبيان أن الصلاة قد أقيمت لا أصل له في الشرع ، ونعلم أن نية صاحبه إرادة الحق ، ولكن ( كم من مريد للخير لن يصيبه ) ، وهذا من البدع ، فمن كان حريصا على الصلاة سياتي مع الأذان ، أو أقل أحواله عند سماع الإقامة ، وأما وضع المصباح بدعة في دين الله ، وعلى من وضعه ، إزالته حتى لا يلحقه إثمه وإثم من عمل به ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) رواه مسلم واللفظ له ، وابن ماجه ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ) رواه ابن ماجه من حديث ثوبان ، وقال سفيان ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ) ذم الكلام وأهله هذا ما تم إيراده والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب . وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد ".