Notice: getimagesize(): Read error! in /home/sahafaty/public_html/amp/news.php on line 65
صحافتي

يوميات مواطن حر: صداقة 2

صحافتي بتاريخ: 25-10-2020 | 4 سنوات مضت
                                                                                                                                                                                                                                        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات مواطن حر: صداقة 2
نشر في يوم 25 - 10 - 2020


- و لكن لماذا؟
- ألم تر: ابتدأنا مشوارنا بفاجعة، و لولا الطاف الله لما عدنا إلى غدنا المجهول، بربك يا حمادي... كيف تعود إلى منزلك؟ أتستقل طائرة... أم تعود مع جوقة موسيقية؟
- لا هذا... و لا ذاك... و لكن لماذا؟.
- لأن هذا الحي: جامد، صامت، و لولا هذا الكلب لقلت أن الحي غادره أهله، لأنني لم أسمع لا صياحا و لا همسا، و لا وشوشة تلفاز،، و لا ضجيج راديو!
- معك حق.. سكان حيي يراعون صحتهم: هم ينامون باكرا.
**
و وصلنا إلى البيت الجديد: ففتحت الأبواب على مصراعيها فالتفت كمال إلى المضيف و قال له:
- أين المستقبلون؟
فرّد عليه مازحا: لقد رجعوا إلى قواعدهم بخفي حنين سالمين، لأننا تأخرنا عن الموعد المحّدد.
و دخلنا فناء الدار على أنغام بعبعة خروف، يصول و يجول في أرجاء المنزل، وآستقبلنا كلب أو كلبة، لم أسأل عن " الجنس" لأنني لا أحفظ عن الكلاب غير المفاجآت الركيكة والغدرالدامي ...
" .. فمنذ صغر سني، و أنا أنقم على الكلاب، بكل أنواع سلالتها لأن الكلب إذا لم يعضك ينهشك، و إذا لم ينهشك، يبول على حصيرك، و إن لم يبل على الحصير يمزق لك سترتك، و إن لم يقطع لك سترتك يأكل لك طعامك و إذا لم يأكل لك طعامك: يلغ في أناء الأكل... الكلاب تتساوى أمام قانون نقمتي و كذلك جنسها،.." خفت على نفسي من كلب المضيف، فأحتميت بمحمد أمان، فآحتار من خوفي الصبياني و قال لي:
- لا تخف فهو ليس كذلك الكلب الذي أفزعنا...؟
- من قال لك ذلك ؟ اتعرفه ؟ سلاحه في فمه و لست أدرى متى يطلق عليّ بارود " عضه"... فالكلاب " أنجاس" مسلحة،...
و بسملنا بعد أن طلبنا الإذن من السّكون لكي نحركه و نرفع عنه وحشة الصمت المقيت فاتخذ كل منا مكانه: أحمد استلقى على السرير و حمادي بقربه يردّد أغنية:
- " آه ما أحلى القرب"؟؟؟
و محمد اتخذ بينهما استراحته لكي يسمع من هذا و يكلم الآخر، كأنه وسيط بين الشرق والغرب، يحاول الصلح بينهما.. وأما كمال، فقد عدل من جلسته بعد أن رفع عن الأريكة المتواضعة غبار عشرات الأيام،،
بقيت أنا حائرا: أين سأجلس و كل أماكن المجلس قد امتلأت و قد نصب عليها أصحابها، فصحت في الجماعة:
- هل لكم مقعد شاغر في مجلسكم الموقر؟
فرّد عليّ كمال بديبلوماسية:
- يجب أن تنتظر شغورا، في المقاعد الحالية، أو يجب أن تترقب الجلسة القادمة حتى نرفع في عدد المقاعد.
فابتسم أحمد، و تكلم الوسيط و قال لي:
- آجلس على الأرض فأرض الله واسعة.


انقر لقراءة الخبر من مصدره.

Loading...

مواضيع ذات صلة