صحافتي

معمر لم يهرب الي ماليزيا ولم يجلس مع صلاح قوش في المعتقلات .. لم يأكل من أموال الانقاذ

صحافتي بتاريخ: 02-06-2020 | 4 سنوات مضت

معمر يهتف أمام الجامعة في أواخر ديسمبر 2018 .. وقتها لم يكن هنالك تجمع مهنيين و لم تكن أحزاب قحت قد غادرت مفاوضات الهبوط الناعم مع نظام الجنرال الحبيس في أديس أبابا .. كانت الأحتجاجات صادقة و لم يكن لصوص الثورات قد حسموا أمرهم بعد .. كانوا لا يزالون مترددين ..
كان معمر موسى ثائرآ صادقآ في ثورته .. و الناظر الي الصورة يرى كيف كانت الشرائح التي لحقت بالحراك بعد سقوط البشير تشاهد في حذر و ترقب كيف يهتف هذا الثائر في قلب الخرطوم .. حجزت مقاعد المشاهدة من أعلي النفق ..
معمر لم يهرب الي ماليزيا .. و لم يجلس مع صلاح قوش في المعتقلات .. لم يأكل من أموال الأنقاذ .. و لم يدخل في شراكات معها ..
عرفت معمر قبل 11 عام و هو قيادي شاب مستقل في جامعة الخرطوم .. عرفته بالمساء عاملآ لتوصيل الطعام بأحد مطاعم الخرطوم الراقية حيث يتناول أمثال الأصم وجباتهم ..
ما يوجع هولاء السفلة حقآ .. أنه ليس مكسورآ بصفقات القذارة .. لم يدفع له خواجة .. و لم تدفع له الأنقاذ .. و أخيرآ لم يدفع له حميدتي ..
ما يوجع هولاء السفلة أن معمر كان موجودآ عند أنهمار الرصاص علي الأعتصام .. و كان موجودآ في لحظات سقوط الشهداء يسعفهم بجلباب ملطخ بالدم و اسأل عن ذلك غازي الريح و أخرين .. يخبرونك ..
ما يوجع هولاء السفلة أن هنالك أقلام ليست للبيع .. وعقول وطنية خالصة تسعى بصدق لتخليص هذا البلد من براثن الأستعمار الجديد .. براثن العملاء و أبناء جوروج سوروس .. أبناء الورش و السفارات .. من التبعية و اللصوص .. من السادة و الأفندية ..
معمر موسى ليس أرهابيآ .. الفيلسوف ليس أرهابيآ .. من يكتب عن نيتشه و هابرماس و فوكو .. من يقتبس لنصر حامد و طرابيشي .. من يقارب بين هيجل و ماركس لا يعقل أن يكون أرهابيآ ..
و لكنها عساكر قحت لا تقرأ .. و لا تحب من يقرأ .. بلا شرف و لا تحب أن تبصر أصحاب الشرف .. لأنها ترى فيهم قبحها و عهرها..
معمر حاكمكم من سجنه ..

عبد الرحمن عمسيب