تستحق التحالف لكننا لم نحالفها!

*الخدمة الدفاعية المتكاملة التي قدمتها “تقدم” ثم “صمود” للميليشيا: * تكفي لجعل حربها مشروعة: بـ “جذور للحرب” تمثل فيها الطرف “المظلوم”، الأحق بالاحتجاج العنيف, وبـ “عدوان” عليها “برصاصات أولى” وضعتها في موقف رد الفعل! * أي أن حربها، في خطابهم، ذات شرعيتين: شرعية تاريخية، وشرعية آنية، تمنحانها الحق في الفعل الحربي, والحق في رد الفعل الحربي!* وتجعل جرائمها وجرائم داعميها الأجانب ومرتزقتها هامشاً ينبغي ألا ينبني عليه موقف سياسي ضدهم، بل ضد مقاوميهم وكافة شانئيهم!* وتجعل الجيش وداعميه هم “معسكر الحرب” بنسختها العدوانية، ويجعل الوقوف ضدهم هو الموقف الصحيح، الذي يماثل المواقف الصحيحة ضد “الظالمين”!* وتجعل “هدف” أي مفاوضات هو مخاطبة “مظلمتيها”: التاريخية المتمثلة في “جذور الحرب”، والحالية المتمثلة في “العدوان”، وتعويضها عنهما معاً بمخرجات التفاوض، ومعاقبة ظالميها.

* وتجعل “التحالف” معها أمراً مقبولاً، لكل من يقتنعون بصحة الدفاع، بل واجباً تفرضه المبادئ والقيم ونصرة “المظلوم”!* برغم كل هذا، يختمون دفاعهم بالزعم بأنهم لم يقترفوا المقبول، ولم يرتكبوا الواجب! * وقبل أن تنقضي دهشتك يكملونها بقولهم: لكنهم يتفهَّمون موقف رفاقهم الذين ارتكبوه، فهو “اجتهاد من سلميين وحدويين وديمقراطيين وطنيين خلص، ويستحقون، به وبدونه، احترامهم”!:*باختصار: فعلوا كل ما يحتِّم التحالف العلني الصريح مع الميليشيا، ثم أنكروه خجلاً وخشية التورط، ولما احتاجته الميليشيا، انتدبوا إليها بعض رفاقهم، وشرعنوا تحالفهم باسم “الاجتهاد”، الذي تحول من مصطلح إيجابي إلى مسمار في نعش المصداقية! إبراهيم عثمان                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 2 أيام | 1 قراءة)
.