اختناقات يومية ومعاناة مستمرة.. أزمة الكوبري الفرنساوي تُربك أهالي زفتى وميت غمر
يعيش سكان مدينتي بمحافظة الغربية وميت غمر بمحافظة الدقهلية، معاناة يومية بسبب أزمة المرور على ، الذي يربط بين المدينتين فوق نهر النيل، والكوبري الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1906، أصبح اليوم مصدرًا للتوتر والاختناق المروري، في ظل الحارة الواحدة التي لا تكفي لاستيعاب الحركة المتزايدة للسيارات.
تاريخ الكوبري الفرنساوي وأهميتهأنشأ الكوبري الفرنساوي منذ أكثر من قرن على يد مهندسين فرنسيين وكنديين خلال فترة الاحتلال البريطاني، وكان شمل الكوبري ومتانته هو السائد في كل أنحاء العالم آنذاك، صُمم الكوبري لتسهيل التنقل بين الضفتين، وقد كان دوره حيويًا في النقل خلال تلك الحقبة، ويبلغ طوله حوالي 417 مترًا ويمتد فوق فرع دمياط من نهر النيل، ولا يزال يستخدم حتى اليوم كطريق حيوي بين زفتى وميت غمر.
وعلى مر السنين، اكتسب الكوبري شهرة ليس فقط كمعلم أثري، بل أيضًا كواحد من الممرات الاستراتيجية الهامة والبارزة التي كانت لها أدوار تاريخية، أبرزها خلال ثورة 1919.
أزمة المرور: حارة واحدة وصراعات يوميةيعاني مستخدمو الكوبري من توقفات مرورية يومية ناجمة عن ضيقه ووجود حارة واحدة فقط لمرور السيارات، يُجبر السائقون القادمون من كلا الاتجاهين على الانتظار بالتناوب، مما يؤدي إلى تأخيرات طويلة واختناقات تمتد على مدار اليوم، وتزيد خال دخول سيارات أو مركبات من الطرفين فتحدث الأزمة ويتوقف الكوبري لساعات.
محمد ربيع، أحد سكان زفتى، يوضح: "نحتاج إلى ساعتين لعبور الكوبري في أوقات الذروة، الأمر أصبح لا يُطاق، خاصة مع زيادة أعداد السيارات.
"أما علا محمد، إحدى العاملات في ميت غمر، فتقول: "أتأخر يوميًا عن عملي بسبب هذا الكوبري، الوقت والجهد الذي نهدره يمكن استغلاله بشكل أفضل لو كان هناك حل فعلي".
الخسائر الاقتصادية والاجتماعيةلا تتوقف أضرار الأزمة عند الاختناقات المرورية، بل تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، تشير التقديرات إلى أن التأخير الناتج عن الازدحام يتسبب في إهدار وقت ثمين للمواطنين، بالإضافة إلى زيادة استهلاك الوقود بسبب التوقف المستمر.
يقول رامي حسن، سائق شاحنة: "نخسر المال يوميًا بسبب الانتظار الطويل، نحتاج إلى كوبري جديد أو نظام أكثر تنظيمًا لتخفيف هذا العبء".
محاولات لحل الأزمة على مدارالسنوات الماضسةعلى مر السنين، حاولت الجهات المعنية تقديم حلول مؤقتة للأزمة، وآخرها في عام 2019، أُغلق الكوبري لإجراء أعمال صيانة شملت تقوية بنيته المعدنية وتركيب إشارات مرورية، كما تم تنظيم حركة المرور بمشاركة عناصر من زفتى وميت غمر، ولكن هذه الجهود لم تكن كافية لحل المشكلة جذريًا.
المحاسب مجاهد الدرف، القائم بأعمال رئيس مدينة زفتى، أكد أن الكوبري يُعتبر ممرًا حيويًا للمدينة، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا مستمرة لإيجاد حلول عملية بالتعاون مع الجهات المسؤولة في ميت غمر، وجاري العمل علي وصع حد نهائي للأزمة.
آراء المواطنين والحلول المقترحةيطالب سكان المدينتين بتدخل فوري لتخفيف الأزمة، ويقترحون عدة حلول منها: إنشاء كوبري جديد متعدد الحارات، فيقول أحمد عبد الله، طالب جامعي: “الحل الوحيد هو بناء كوبري بديل يتحمل الكثافة المرورية المتزايدة”.
فرض رسوم مرور رمزيةيقترح سعيد منصور، موظف حكومي، فرض رسوم مرور بسيطة على السيارات واستخدام العائد منها في صيانة الكوبري وتحسين بنيته.
تعيين رجال مرور بشكل دائمترى نادية حسين، إحدى سكان ميت غمر، أن وجود رجال مرور دائمين على الكوبري يمكن أن يساعد في تنظيم الحركة ومنع التجاوزات.
تشغيل إشارات مرورية ذكيةيقترح البعض استخدام أنظمة إشارات مرورية حديثة لتنظيم حركة السير وتخفيف الازدحام.
الكوبري بين الماضي والحاضر: معلم أثري أم أزمة متكررة؟على الرغم من قيمته التاريخية، أصبح الكوبري الفرنساوي رمزًا للأزمة المرورية التي يعاني منها آلاف المواطنين يوميًا، التحدي الآن هو تحقيق توازن بين الحفاظ على هذا الأثر التاريخي وتطوير حلول عملية تضمن استمرارية الحياة اليومية للسكان.
وحتى يتم التوصل إلى حل جذري، سيظل الكوبري شاهدًا على معاناة المواطنين وتحدياتهم المستمرة في التنقل بين زفتى وميت غمر، فضلًا عن كونه مكان رائع للتنزه والتقاط الصور التذكارية ومكان مريح للأعصاب يقصده أهالي المدينتين.
الكوبري الفرنساوي الكوبري الفرنساوي الكوبري الفرنساوي الكوبري الفرنساوي