سوق إصلاح "التروتينيت" تنتعش بالمغرب.. وشباب يتخلون عن مهن سابقة

مع رواج الدراجات الكهربائية بالمغرب انتعش سوق إصلاحها، وتركيبها، وبدأ عدد من الشباب المغربي فتح محلات تقدم هذه الخدمات، التي ارتفع الإقبال عليها.

وعمد مجموعة من الشباب إلى الإعلان عن محلات “إصلاح التروتينيت”، ومنهم من تخلى عن عمله السابق ليقرر امتهان هذه المهنة، بعد رصد تصاعد الطلب عليها، والأرباح الحسنة التي يمكن جنيها.

وتقدّم هذه المحلات المنتشرة حديثا خدمات صيانة العجلات، وإصلاح البطاريات والأعطال الرقمية المختلفة، وقد انتشرت عروضها في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر الوسيلة الأبرز لجلب الزبائن.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتوجد هذه المحلات تقريبا في جل المدن الكبرى، وقد انتعشت منذ حوالي سنتين، وهي الفترة التي عرفت بداية رواج الدراجات الكهربائية بالمغرب.

ياسين نشيط، شاب مغربي فتح مؤخرا محلا لإصلاح الدراجات الكهربائية بفاس، قال: “الإقبال كثيف للغاية، وأصحاب التروتينيت يلجؤون إلينا لإصلاح الأعطاب التقنية والمادية التي تلحق دراجاتهم”.

وأضاف نشيط لهسبريس أن الخدمات التي يوفّرها محله تتوزع بين “إصلاح العجلات، والبطاريات، والأعطاب التقنية الشائعة”، مؤكدا أن “كسب ثقة الزبون تبدأ بتقديم خدمات عالية الجودة دون غش”.

وعمد شباب بعد رصدهم تصاعد الإقبال على الدراجات الكهربائية بالمغرب إلى البحث في مجال صيانتها، والاستفادة من خبراتهم في مهنهم السابقة، وتوظيفها في عملهم الجديد.

وبحث نشيط عن خصائص الدراجات الكهربائية على الأنترنيت، وتابع ميدانيا عمليات إصلاحها، موردا: “الأمر بدأ بالبحث، والتجربة الميدانية، وبعدها أصبح كل شيء واضحا وسهلا بالنسبة لي”، وزاد: “في هذا المجال لا تحتاج شهادة حتى تمارسه، هي مسألة تتعلق بالبحث عبر الأنترنيت، حيث كل شيء متوفّر عبر تطبيق يوتيوب، وأيضا من خلال الممارسة، وهي حلقة حاسمة من أجل اكتساب الخبرة”.

في مدينة القنيطرة حرص سفيان أحيزون، وهو شاب قرر التخلي عن مهنة بيع السيارات والدراجات النارية من أجل امتهان إصلاح الدراجات الكهربائية، على “الترويج المستمر لخدماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وقال أحيزون لهسبريس: “منذ أن تخليت عن مهنة بيع السيارات والدراجات النارية قررت التوجه لسوق إصلاح وبيع التروتينيت، بسبب الإقبال الخيالي الذي يعرفه هذا المجال بالمغرب، وكسبت الزبائن فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضاف المتحدث عينه أن “طلبات الزبائن معروفة، ولا تخرج عن مشاكل تضرر الدراجات بالمياه، أو عطب في العجلات”، مشددا على أن محله لا يقدم خدمات إصلاح البطاريات، “لأن هذه الخدمة ستظهر أن منتجك الذي قمت ببيعه ليس بالأصلي، وبالتالي البطاريات حلقة أساسية من أجل كسب زبون أو أكثر، وهي في الأصل نادرة الطلب، طالما أن الزبائن ينتبهون لهذا الشق قبل شراء الدراجة”.

وتصل أسعار هذه الخدمات، خاصة المتعلقة بالعجلات، إلى 80 درهما في محل أحيزون، مشيرا إلى أن “الأثمان لا يمكن أن تتضاعف لأن خدمة الإصلاح أو البيع تكون بالجودة العالية”، وفق تعبيره.

وقبل أن يقرر التخلي عن مهنة بيع السيارات والدراجات النارية قرر المتحدث عينه البحث في مجال إصلاح الدراجات النارية عبر الإنترنت، ومشاهدة مقاطع عبر “يوتيوب”، وزاد: “كل شيء تعلمته من الأنترنيت، وهذه المهنة تكون خبيرا فيها إذا امتهنت صيانة الهواتف قبلها”.

ويوفّر أحيزون خدمة التوصيل إلى المنزل بعد الانتهاء من الصيانة، مؤكدا أن “الطلب على خدماته يفوق عشرين طلبا كل يوم، ويمتد لمختلف المدن، وليس فقط القنيطرة، مع تقديم خدمة التوصيل بعد وقبل الإصلاح عبر البريد”.

وشدد المتحدث على أن “سوق إصلاح ‘التروتينيت’ يلقى إقبالا غير مسبوق مؤخرا، فاستعمال هذه الدراجات تجاوز الشباب ليصل إلى فئات أخرى”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أشهر | 5 قراءة)
.