الدشيرة تخلد ذكرى الشهيد ولد اميليد

احتضنت جماعة الدشيرة المركز، التابعة لجهة العيون الساقية الحمراء، أمس الثلاثاء، لقاء تواصليا حضره عشرات المتقاعدين المنتسبين للقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة الذين اشتغلوا ضمن المجموعة 31 للمخزن المتنقل التي كان يقودها الشهيد والمجاهد لحسن بنمسعود ولد اميليد.

وعرفت أشغال الزيارة التي حضرها على وجه الخصوص سيداتي بنمسعود، رئيس جماعة الدشيرة الترابية، إلى جانب ممثلي السلطة المحلية وأعضاء المكتب المسير للمجلس الجماعي، قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين استشهدوا خلال الغارة التي دحرت الجيش الإسباني سنة 1958، وكذا زيارة ضريح شهداء معركة أرجام ميمونة؛ التي جرت أحداثها بتاريخ 21/08/1978 في المنطقة ذاتها.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وافتتح الوفد الذي يزور جماعة الدشيرة الترابية أنشطته بقراءة الفاتحة ترحماً على والدة الملك محمد السادس، الأميرة لالة لطيفة، التي انتقلت إلى عفو الله ورحمته يوم السبت 22 ذي الحجة 1445 ه، الموافق لـ 29 يونيو 2024 م.

وحسب المنظمين فإن اللقاء الأول من نوعه يأتي من أجل لم الشمل وصلة الرحم والتسامح بين أعضاء المجموعة الـ 31 للمخزن المتنقل؛ التي تأسست سنة 1977 بجماعة الدشيرة تحت قيادة الشهيد الكابتان بنمسعود لحسن ولد اميليد، الذي جرح في معركة بمنطقة رأس الخنفرة يوم 12/12/1980م، ثم جرح للمرة الثانية في معركة امسرداد يوم 24/02/1985، قبل أن يغادر الى دار البقاء متأثرا بجراحه يوم 22/01/1986 بالمستشفى العسكري الثالث بالعيون.

وساهم تأسيس الوحدة الـ 31 للمخزن المتنقل في تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بشكل كبير، ضمن معارك قوية وفي مناطق متفرقة من الصحراء المغربية، منها معركة الحكونية، ومعارك أمات غريد بمنطقة كلتة زمور، ومعركة اخريبشات ومعارك وقعت في منطقة رأس الخنفرة، ومعركة روس لحميرة، ومعركة واديات تيوس، ومعركة امهيريز، ومعركة واد طزوة، ومعركة الرحمية والضلوع، ومعركة اما غيد وكاعت مزوار، ومعارك امسرداد ثم أمات الموس ومتركة تینوشاد.

كما شاركت وحدة “ولد اميليد”، رفقة اللواء السادس للمشاة المحمولة، في بناء الأحزمة الأمنية ابتداء من الدورة إلى وادي الساقية الحمراء، يليها حزام أمني آخر من رأس الخنفرة إلى وادي الساقية، ومن رأس الخنفرة إلى السمارة، ثم من منطقة بوكراع إلى مدينة السمارة؛ كما ساهمت في إقامة الحزام الأمني من بوكراع إلى مدينة بوجدور، يليه الآخر من وادي الساقية شرق السمارة حتى رأس طزوة، ثم حزام حريشت ردي إلى أمكالة، ومن بوكربة حتى وادي الساقية الحمراء.

ونالت الوحدة الـ 31 للمخزن المتنقل لقب “رأس الحربة”، ووساما حربيا من طرف الملك الراحل الحسن الثاني على هامش زيارته إلى مدينة العيون سنة 1985.

وفي هذا الصدد قال لحسن بوجلال، أحد أعضاء الوحدة الـ 31 للمخزن المتنقل، إن الحدث المنظم اليوم بجماعة الدشيرة الترابية يأتي في إطار التحسيس بنضالات أبناء هذه الربوع في مسلسل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة، مضيفا أنهم “ظلوا مجسدين مواقفهم الراسخة وتمسكهم بمغربيتهم، إيمانا ببيعة الرضى والرضوان التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة، رافضين كل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية”.

وأضاف بوجلال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تكريم الشهيد والمجاهد البطل لحسن بنمسعود ولد اميليد خلال أطوار اللقاء المنظم بالدشيرة هو تكريم لجميع المجاهدين الذين شاركوا في حرب الصحراء دفاعا عن حوزة الوطن، خصوصا في معركة ميمونة 1978_08_21 التي قادها الشهيد النقيب لحسن ولد اميليد المعروف ببسالته وشجاعته وغيرته الوطنية ودفاعه المستميت في أوقات صعبة عن الوطن، من الأعداء المتربصين بمدينة العيون وضواحيها آنذاك”.

كما شهدت أطوار اللقاء التواصلي لمتقاعدي القوات الملكية المسلحة والقوات المساعدة تكريم الشهيد لحسن ولد ميليد نظير تاريخه المجيد الذي سطره رفقة الكثير من أفراد هذه الشريحة، منهم من وافاه الأجل المحتوم ومنهم من ينتظر.

وتسلم درع التكريم سيداتي بنمسعود، رئيس الجماعة الترابية الدشيرة وابن الشهيد الذي أثنى على هذه الزيارة إلى مقبرة الشهداء والالتفاتة الطيبة من لدن هذه الفئة، مؤكدا أنه ينتمي إلى “أسرة المقاومة التي لن تدخر جهدا في الدفاع عن الوطن وحوزته الترابية”.

وأشار بنمسعود، رئيس جماعة الدشيرة الترابية، في كلمة له خلال حفل التكريم، إلى أن “كافة أعضاء المجلس وأطره وموظفيه والسكان يرحبون بهذه الوجوه النيرة التي حافظت ومازالت على الوحدة الوطنية ودافعت بكل عزم عن الوحدة الترابية للوطن من طنجة إلى الكويرة”.

وأضاف المتحدث ذاته، الذي تسلم درع التكريم نيابة عن أسرة الشهيد النقيب لحسن بنمسعود ولد ميليد، أن تكريم والده رحمة الله عليه “هو تكريم لكل المجاهدين والمحاربين وشهداء الوطن بكل ربوع المملكة”.

كما لفت المسؤول ذاته الانتباه إلى الصعوبات التي واجهت المقاومة المغربية في ظل المؤامرات العسكرية والسياسية التي كانت تحاك ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خاتما: “كل هذا جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة عليكم وبذلتم خلالها تضحيات جساما في غمرة كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من مخلفات ما بعد قبضة الاستعمارين الفرنسي والإسباني المتحالفين ضد وحدة المغرب، إلى أن تحقق الاستقلال على كامل التراب الوطني”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أيام | 4 قراءة)
.